رفض الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطابه الأخير تحديد أهداف معركة الحزب في القلمون الغربي أو مداها الجغرافي والزمني ومكانها. اكتفى نصرالله بإبلاغ اللبنانيين أن "لديهم أرضاً محتلة من قبل المعارضة السورية"، وأن الفضل في استمرارهم على قيد الحياة يعود لهؤلاء الشبان اللبنانيين الذين يُقاتلون في الجرود.
من سخرية القدر أن نصرالله يُبلغنا أن ثمة أرضاً لبنانيّةً محتلة. لم يُبلغنا إلى أي ترسيم للحدود اللبنانيّة ــ السورية يستند. فإذا عدنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، نجد أن السلطات اللبنانيّة عيّنت في العام 2008 الأعضاء اللبنانيين في "اللجنة المشتركة اللبنانية السورية للحدود"، لكن الجانب السوري لم يلتزم بتعيين الأعضاء السوريين، ولا تزال الحدود بين البلدين غير مرسّمة.
إذاً، يستعيد نصرالله الحجّة نفسها التي استخدمها في موضوع مزارع شبعا، مع التأكيد أن هذه المزارع لبنانيّة، استناداً إلى ما يقوله الجيش اللبناني. لكن الجانب السوري رفض الإقرار بهذا الأمر، واختلق العذر بعد الآخر لعدم ترسيم الحدود. وبالتالي، أبلغ نصرالله اللبنانيين في خطابه، أنه رسّم الحدود، وبالتالي بات قادراً على التحديد أن المسلحين السوريين "يحتلون أراضي لبنانيّة"، كما قال في خطابه الأخير. قال نصرالله عبارته هذه وهو واثق أن أحداً من جمهوره لن يسأله عن معناها وحقيقتها. مثلما أنه واثق أن أحداً لن يسأله كيف أعلن منذ سنة، أن البلدات اللبنانيّة باتت محميّة "من التكفيريين" بعدما احتلت قواته قرى القلمون السوري، وشرّدت أبناءها الذين تحوّلوا إلى مقاتلين في الجرود ولاجئين في لبنان. ولمن يرغب في العودة إلى تطور أرقام اللاجئين السوريين في لبنان، يكتشف أن عددهم كان أقل من نصف مليون قبل معركة القصير في مايو/أيار 2013، ليرتفع العدد إلى نحو مليون مع انتهاء حزب الله من احتلال بلدات القلمون، بالسيطرة على يبرود في مارس/آذار 2014.
لا يُريد نصرالله أن يبلغنا بأهداف معركته في القلمون، لكن على اللبنانيين دفع ثمن هذه المعركة، مثلما دفعوا أثمان المعارك السابقة، وعليهم الاكتفاء بالنظر إلى جثامين شبانهم يعودون بالأكفان من سورية.
من سخرية القدر أن نصرالله يُبلغنا أن ثمة أرضاً لبنانيّةً محتلة. لم يُبلغنا إلى أي ترسيم للحدود اللبنانيّة ــ السورية يستند. فإذا عدنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، نجد أن السلطات اللبنانيّة عيّنت في العام 2008 الأعضاء اللبنانيين في "اللجنة المشتركة اللبنانية السورية للحدود"، لكن الجانب السوري لم يلتزم بتعيين الأعضاء السوريين، ولا تزال الحدود بين البلدين غير مرسّمة.
إذاً، يستعيد نصرالله الحجّة نفسها التي استخدمها في موضوع مزارع شبعا، مع التأكيد أن هذه المزارع لبنانيّة، استناداً إلى ما يقوله الجيش اللبناني. لكن الجانب السوري رفض الإقرار بهذا الأمر، واختلق العذر بعد الآخر لعدم ترسيم الحدود. وبالتالي، أبلغ نصرالله اللبنانيين في خطابه، أنه رسّم الحدود، وبالتالي بات قادراً على التحديد أن المسلحين السوريين "يحتلون أراضي لبنانيّة"، كما قال في خطابه الأخير. قال نصرالله عبارته هذه وهو واثق أن أحداً من جمهوره لن يسأله عن معناها وحقيقتها. مثلما أنه واثق أن أحداً لن يسأله كيف أعلن منذ سنة، أن البلدات اللبنانيّة باتت محميّة "من التكفيريين" بعدما احتلت قواته قرى القلمون السوري، وشرّدت أبناءها الذين تحوّلوا إلى مقاتلين في الجرود ولاجئين في لبنان. ولمن يرغب في العودة إلى تطور أرقام اللاجئين السوريين في لبنان، يكتشف أن عددهم كان أقل من نصف مليون قبل معركة القصير في مايو/أيار 2013، ليرتفع العدد إلى نحو مليون مع انتهاء حزب الله من احتلال بلدات القلمون، بالسيطرة على يبرود في مارس/آذار 2014.
لا يُريد نصرالله أن يبلغنا بأهداف معركته في القلمون، لكن على اللبنانيين دفع ثمن هذه المعركة، مثلما دفعوا أثمان المعارك السابقة، وعليهم الاكتفاء بالنظر إلى جثامين شبانهم يعودون بالأكفان من سورية.