نصري جديد بالأندلس.. سامباولي يعيد الفوضى التكتيكية إلى أوروبا

30 سبتمبر 2016
نصري بوجه مغاير في الدوري الإسباني (العربي الجديد/غيتي)
+ الخط -
 

أعاد سمير نصري اكتشاف نفسه هذا الموسم مع إشبيلية، بعد فترة صعبة برفقة المان سيتي في إنكلترا، رغم توقع الجميع بخفوت بريق اللاعب أخيرا بسبب مشاكله خارج الملعب، واستبعاده المستمر من طرف المنتخب الفرنسي، إلا أن صاحب الأصول الجزائرية عرف كيف يرد على الجميع في وقت قياسي، بعد تألق ملفت في الليغا وعصبة الأبطال.

بريق سامباولي
عرض بيب غوارديولا على نصري البقاء في إنكلترا والاستمرار مع سيتي، لكن ثمة مشاكل بين الجانبين جعلت اللاعب يفكر في الرحيل، بعد استبعاده في المباريات الودية وانتقادات الفيلسوف لوزنه الزائد، لذلك رفض تماما نصيحة بيب بالبقاء، وفضل مواصلة مسيرته في مكان جديد، حيث إسبانيا ومشروع إشبيلية الجديد تحت قيادة سامباولي.

جورجي سامباولي، أرجنتيني يركز أكثر على الجانب النفسي، ويعرف كيف يلعب على مشاعر لاعبيه، وبالتالي يستطيع الاقتراب من فريقه بشكل أكبر من غوارديولا. ومع سابق عمله في أميركا اللاتينية لسنوات طويلة، أصبح المدرب على دراية كاملة بكيفية التعامل مع المهارة التي تمتزج بالمزاج المتقلب، وسمير نصري واحد من هؤلاء الذين يمتازون بالجانب التقني العالي، لكن مع انضباط أقل طوال الموسم.

تعامل سامباولي بذكاء شديد مع فيدال في شيلي، اللاعب الذي استبعده بيب في بعض مباريات بايرن، ويبدو أن مدرب إشبيلية قادر على تكرار السيناريو نفسه مع سمير، اللاعب الذي يقدم أفضل مستوى ممكن في الأندلس، بعد أن جهزه الطاقم التقني على الصعيدين النفسي والفني، ليتحول إلى نسخة أكثر تأثيرا بالأرقام والمستوى والناتج الكلي.

الرجل الثالث
يتحدث خوانما ليو، مساعد سامباولي وساعده الأيمن، عن خلق التفوق العددي في ميادين اللعبة، مؤكدا أن التمركز المثالي ضروري لاختراق دفاعات الخصم، عن طريق تحريك الكرة بفعالية وذكاء. شكل واحد من التفوق خاص بالعدد، لأنك عندما تملك زيادة عددية يعني وجود لاعب حر في فريقك.

الهدف من ذلك ضرورة إيجاد لاعب حر، بواسطة التمركز والتحرك المستمر، ونقل اللعب من جانب إلى آخر، حتى يتم إجبار المنافس على ترك مناطقه، ومن ثم الحصول على لاعب إضافي في منطقة مثالية. إبحث دائما عن الرجل الحر أو الثالث بلغة التكتيك، حتى تستطيع مواصلة اللعب باتجاه المرمى.

يلعب إشبليية تحت قيادة "سامباولي وليو" بفكر التمركز والتموضع، من خلال تمرير الكرات في مساحات ضيقة، حتى تتاح لهم الفرصة لرمي الكرة إلى اللاعب البعيد في منطقة أفضل بالملعب. ونتيجة لكل ذلك، يحاول الفريق الإشبيلي تطبيق استراتيجية زوايا التمرير العديدة، ومع تمريرة أو اثنتين، تكون كل الطرق مفتوحة من أجل هجمة خطيرة أو فرصة رائعة، ما يعطي المدرب تنوعا أكبر في اللعب على الاستحواذ أو التحولات، حسب ظروف كل مباراة وقدرات المنافس.

نصري الجديد
يستخدم سامباولي ورفاقه مرونة تكتيكية واضحة في كل مباراة، الخطة هي 4-2-3-1 على الورق، بتواجد رباعي دفاعي أمامه نزونزي وفاسكيز كثنائي محوري، ثم فيتولو في الوسط الهجومي برفقة كل من وسام بن يدر، فييتو وسمير نصري. تتحول الخطة إلى 2-2-4-2 التي تدخل إلى 2-6-2، بصعود الأظهرة إلى منطقة الوسط، مع تحول نصري إلى الارتكاز، والاكتفاء بالثنائي فييتو ويدر في الأمام.

تكمن قيمة سمير مع إشبيلية في أنه لاعب غير قابل أبدا للتوقع، لكونه نسخة مطورة من لاعب الوسط المائل للجناح، وبالتالي يلعب في المركز 8 بالعمق، ثم يتحول إلى الجناح الأيسر أثناء التحولات، ومع اعتماد إشبيلية على فكرة الكثافة العددية داخل منطقة الجزاء، من خلال دخول فيتولو إلى منطقة الجزاء مع الثنائي الهجومي، لتنشغل دفاعات الفريق الآخر بوجود أكثر من لاعب أمام المرمى، كل ذلك من أجل إتاحة الفرصة لخلق اللاعب الحر وحيدا في منطقة تسمح له بالتسجيل أو التمرير.

لذلك أمام ليون في الشامبيونز وخلال عدة مباريات بالليغا، يصل إشبيلية إلى المرمى عن طريق وضع أكثر من لاعب في مناطق تسمح للزيادة العددية، حتى يخلق الفراغ اللازم لحصول نصري على الكرة، وبمجرد الوصول إلى هذا الهدف، تأتي المهمة السهلة للاعب الذي يعرف التصرف بنجاح في مثل هذه المواقف، إنها لعبة تستحق التقدير من جانب سمير وسامباولي.