وقال الدفاع المدني السوري إن روسيا وقوات النظام السوري تتعمدان استهداف المناطق الزراعية الخالية من السكان والمقاتلين، ما تسبب حتى الآن باحتراق أكثر من 200 هكتار منها، وذلك بهدف تجويع الأهالي، وزيادة الضغط عليهم وعلى الفصائل العسكرية.
وأوضح مدير الدفاع المدني لناحية الزربة علي جمعة، لوكالة "سمارت"، أن قصف روسيا والنظام تسبب باحتراق 50 هكتارا من الأراضي المزروعة بمحصولي القمح والشعير الاستراتيجيين، لافتا إلى أن هذه الهكتارات غير محصودة.
ورأى جمعة أن القصف تسبب أيضا باحتراق 150 هكتارا من الأراضي المحصودة التي تحوي مادة التبن الذي يمكن بيعه علفا للمواشي.
ولفت إلى أن كل هكتار مزروع ينتج في المتوسط نحو 2.5 طن، لافتا إلى أن طريقة القصف توضح أنه يهدف لحرق أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الزراعية.
وتسبب قصف جوي لطائرات روسيا وقوات النظام السوري، أمس الثلاثاء، على قرى البوابية والكماري والبرقوم، جنوب مدينة حلب، باحتراق أراض زراعية ونفوق مواش للأهالي.
كما قصفت طائرات النظام الحربية بالصواريخ الفراغية قرية البرقوم والأراضي الزراعية المحيطة، ما تسبب باحتراق أراض مزروعة بمادتي القمح والشعير. وطاول القصف أيضا قرية البوابية وتسبب باحتراق أراض زراعية فيها.
وكانت خمسة حرائق قد نشبت نتيجة قصف النظام لمحيط قرى رسم العيس والكسيبية وتلحديا بأكثر من خمسين صاروخاً محملاً بقنابل فوسفورية وعنقودية.
وذكر الدفاع المدني في إدلب على صفحته في "فيسبوك"، أن فرقه أخمدت حريقاً نشب في الأراضي الزراعية ببلدتي معرة حرمة ومعصران، جنوب إدلب، وقرية "باتنته" على أطراف معرة مصرين في الريف الشمالي.
وأضاف الدفاع المدني في بلدة التمانعة، جنوبي إدلب، أن النيران الناتجة عن قصف قوات النظام، يوم الأحد الماضي، على البلدة، التهمت نحو 100 هكتار مِن محاصيل الأراضي المزروعة بمحصولي القمع والشعير وأشجار الفستق الحلبي، مشيرا إلى أن قوات النظام تبدأ باستهداف الأراضي الزراعية مِن المساء وحتى الصباح.
وأظهرت صور ملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية وجود أضرار كبيرة لحقت بالمساحات الزراعية، وفقا لوكالة "أسوشييتد برس". وكشفت صور خدمة "ماكسار ساتلايتس" عن حرائق طاولت بساتين للزيتون وحقولا في مناطق مختلفة من محافظة إدلب خلال موسم الحصاد.
وتقول الأمم المتحدة إن هذه الحرائق الناجمة عن القصف دمرت محاصيل أساسية، مثل القمح والشعير.
وفيما تعزو جهات النظام الرسمية الحرائق إلى ارتفاع درجات الحرارة، أكد ناشطون أنها مفتعلة من النظام، وتعتبر جزءا من حملة "الأرض المحروقة" التي تستهدف زيادة معاناة الأهالي.
ومن جهته، كان تنظيم "داعش" قد تبنى إحراق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في شرق سورية والعراق، مبررًا ذلك بأنها تتبع لمن يصفهم بـ"المرتدين".
وكانت حرائق قد التهمت آلاف الدونمات من حقول القمح والشعير في شرق سورية، ضمن المناطق التي تسيطر عليها قوات "سورية الديمقراطية" والنظام السوري، الأمر الذي أدى إلى خسائر كبيرة للمزارعين.