قبل شهر من وفاته بسبب إصابته بمرض ضمور العضلات، أصرّ الأسير المحرّر نعيم الشوامرة، وهو من مدينة دورا (جنوب الخليل)، على إتمام حفل زفاف ابنه منجد (23 عاماً) بعد شهر رمضان الماضي. أراد أن يفرح بابنه، علماً أنه كان قد فقد القدرة على تحريك أطرافه والنطق بسبب مرضه.
كان منجد رضيعاً لا يتجاوز عمره خمسة أشهر حين اعتقل والده، فيما كانت والدته حاملاً بشقيقته نداء. يقول منجد لـ "العربي الجديد": "استبشرنا خيراً حين أفرج عنه". إلّا أن إصابة الوالد بالمرض جعلت منجد وشقيقته يمضيان عامين ونصف العام معه فقط. يضيف أن والده توفّي بسبب مرضٍ "تسبّبت إسرائيل بإصابته فيه"، لافتاً إلى أن والده، بعد الإفراج عنه، كان يردّد دائماً: "لا تنسوا الأسرى، ولا تنسوا الأسرى المرضى. أنقذوهم". يضيف: "كنت يتيماً رغم أن والدي كان على قيد الحياة في أحد سجون الاحتلال. وحين أفرج عنه، فرحت كثيراً لأنني سأستطيع أن أقول كلمة أبي". يتابع: "حين تفقد إنساناً عزيزاً على قلبك، فهذا يعني أنك فقدت قلبك".
فجر السادس عشر من الشهر الجاري، توفي الأسير المحرّر نعيم الشوامرة داخل منزله في مدينة دورا، بعد صراع مع مرض ضمور العضلات. ويقول شقيقه نبيل إن "معاناته بدأت قبل أربع سنوات". يتّهم نبيل سلطات الاحتلال بقتل شقيقه نعيم، حين كان لا يزال في السجن، وتحديداً قبل نحو عام من الإفراج عنه في نهاية العام 2013. يوضح أنه "حين كان في السجن، اشتكى من ألمٍ في أسنانه. وفي عيادة السجن، أعطي إبرة تخدير، استمرّ أثرها نحو ثماني ساعات. منذ ذلك الوقت، بدأ يعاني من مضاعفات، وقد أبلغه ضابط الاستخبارات الإسرائيلي قبل لحظات من الإفراج عنه أنه سيموت، لكن نعيم رد قائلاً إن الأقدار في يد الله".
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي نعيم الشوامرة في 14 مارس/ آذار من العام 1994، حين كان في الخامسة والعشرين من عمره. كان يقارع جنود الاحتلال والمستوطنين، هو الذي انضمّ إلى حركة "فتح" حين كان في الرابعة عشرة من عمره. في ذلك اليوم، قتل خبيراً إسرائيلياً في المتفجّرات، وأصاب عدداً آخر من الإسرائيليين، ليُحكم عليه بالسجن مدة 99 عاماً بسبب "30 تهمة"، بحسب المحكمة الإسرائيلية.
يوضح نبيل لـ "العربي الجديد": "لم يكن شقيقي نعيم يشكو من أية أمراض قبل اعتقاله. هو رياضي وقد شارك في بطولات عدة في رياضة الكاراتيه، وحصل على الحزام الأسود منذ صغره. وفي السجن، واظب على الرياضة، وكان أحد قادة الحركة الأسيرة". يضيف أن "الاحتلال أصرّ على قتله"، لافتاً إلى أن "أهالي القتلى والمصابين الإسرائيليين كانوا قد طالبوا مراراً بخروج نعيم من السجن ميتاً وليس حياً".
بعد خروج نعيم من السجن، حاولت عائلته، من خلال المؤسّسات الرسمية الفلسطينية، علاجه من دون جدوى. قصدوا المستشفى الأهلي في مدينة الخليل، وعدداً من مستشفيات الأردن، حتى أنهم سافروا إلى ألمانيا. هناك، أخبر أطباء ألمان العائلة أنه "لا يوجد علاج لمثل هذا النوع من ضمور العضلات، وأنه يمكن الحصول على العلاج من الإسرائيليين فقط"، فاضطرت العائلة للعودة إلى الخليل.
بدأ المرض يفتك بنعيم، حتى بات غير قادر على تحريك أطرافه والكلام، وصار يتواصل مع الآخرين من خلال الكتابة والإشارات. بعد وفاته، بدأت عائلته تطالب الجهات المعنية في السلطة الفلسطينية برفع دعوى بشأن وفاته في المحكمة الجنائية الدولية، رغم إدراكها أن نعيم يعرف مصيره كإنسان مقاوم، وقد قدّم روحه فداء لوطنه، معبرةً عن فخرها "بالطريق الذي اختاره".
تجدر الإشارة إلى أن عدد الأسرى المرضى يتجاوز الـ 700 أسير، من بينهم أكثر من 20 أسيراً يقبعون في ما يسمى بـ "عيادة سجن الرملة"، غالبيّتهم لا يتلقّون غير المسكّنات والأدوية المخدّرة. كما تجدر الإشارة إلى أنه منذ العام 2015، استشهد ثلاثة أسرى فلسطينيين بسبب سياسة الإهمال الطبي، ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 208، والأسرى الثلاثة هم: الأسير المحرر جعفر عوض (22 عاماً)، والأسير فادي الدربي (30 عاماً)، بالإضافة إلى الشوامرة.
وكان مدير نادي الأسير في الخليل، أمجد النجار، قد أشار إلى أن "الشوامرة هو ضحيّة الاستهتار والإهمال والأخطاء الطبية العديدة التي ارتكبت بحقه في سجون الاحتلال"، لافتاً إلى أن "أعراض المرض ظهرت عنده بعدما أعطي حقنة بنج خلال علاج أسنانه في عيادة سجن ريمون". أضاف أنه أُفرج عنه في الدفعة الثالثة من عملية الإفراج عن أسرى ما قبل أوسلو، التي أبرمها الرئيس محمود عباس مع الجانب الإسرائيلي قبل نحو عامين ونصف العام.
اقــرأ أيضاً
كان منجد رضيعاً لا يتجاوز عمره خمسة أشهر حين اعتقل والده، فيما كانت والدته حاملاً بشقيقته نداء. يقول منجد لـ "العربي الجديد": "استبشرنا خيراً حين أفرج عنه". إلّا أن إصابة الوالد بالمرض جعلت منجد وشقيقته يمضيان عامين ونصف العام معه فقط. يضيف أن والده توفّي بسبب مرضٍ "تسبّبت إسرائيل بإصابته فيه"، لافتاً إلى أن والده، بعد الإفراج عنه، كان يردّد دائماً: "لا تنسوا الأسرى، ولا تنسوا الأسرى المرضى. أنقذوهم". يضيف: "كنت يتيماً رغم أن والدي كان على قيد الحياة في أحد سجون الاحتلال. وحين أفرج عنه، فرحت كثيراً لأنني سأستطيع أن أقول كلمة أبي". يتابع: "حين تفقد إنساناً عزيزاً على قلبك، فهذا يعني أنك فقدت قلبك".
فجر السادس عشر من الشهر الجاري، توفي الأسير المحرّر نعيم الشوامرة داخل منزله في مدينة دورا، بعد صراع مع مرض ضمور العضلات. ويقول شقيقه نبيل إن "معاناته بدأت قبل أربع سنوات". يتّهم نبيل سلطات الاحتلال بقتل شقيقه نعيم، حين كان لا يزال في السجن، وتحديداً قبل نحو عام من الإفراج عنه في نهاية العام 2013. يوضح أنه "حين كان في السجن، اشتكى من ألمٍ في أسنانه. وفي عيادة السجن، أعطي إبرة تخدير، استمرّ أثرها نحو ثماني ساعات. منذ ذلك الوقت، بدأ يعاني من مضاعفات، وقد أبلغه ضابط الاستخبارات الإسرائيلي قبل لحظات من الإفراج عنه أنه سيموت، لكن نعيم رد قائلاً إن الأقدار في يد الله".
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي نعيم الشوامرة في 14 مارس/ آذار من العام 1994، حين كان في الخامسة والعشرين من عمره. كان يقارع جنود الاحتلال والمستوطنين، هو الذي انضمّ إلى حركة "فتح" حين كان في الرابعة عشرة من عمره. في ذلك اليوم، قتل خبيراً إسرائيلياً في المتفجّرات، وأصاب عدداً آخر من الإسرائيليين، ليُحكم عليه بالسجن مدة 99 عاماً بسبب "30 تهمة"، بحسب المحكمة الإسرائيلية.
يوضح نبيل لـ "العربي الجديد": "لم يكن شقيقي نعيم يشكو من أية أمراض قبل اعتقاله. هو رياضي وقد شارك في بطولات عدة في رياضة الكاراتيه، وحصل على الحزام الأسود منذ صغره. وفي السجن، واظب على الرياضة، وكان أحد قادة الحركة الأسيرة". يضيف أن "الاحتلال أصرّ على قتله"، لافتاً إلى أن "أهالي القتلى والمصابين الإسرائيليين كانوا قد طالبوا مراراً بخروج نعيم من السجن ميتاً وليس حياً".
بعد خروج نعيم من السجن، حاولت عائلته، من خلال المؤسّسات الرسمية الفلسطينية، علاجه من دون جدوى. قصدوا المستشفى الأهلي في مدينة الخليل، وعدداً من مستشفيات الأردن، حتى أنهم سافروا إلى ألمانيا. هناك، أخبر أطباء ألمان العائلة أنه "لا يوجد علاج لمثل هذا النوع من ضمور العضلات، وأنه يمكن الحصول على العلاج من الإسرائيليين فقط"، فاضطرت العائلة للعودة إلى الخليل.
بدأ المرض يفتك بنعيم، حتى بات غير قادر على تحريك أطرافه والكلام، وصار يتواصل مع الآخرين من خلال الكتابة والإشارات. بعد وفاته، بدأت عائلته تطالب الجهات المعنية في السلطة الفلسطينية برفع دعوى بشأن وفاته في المحكمة الجنائية الدولية، رغم إدراكها أن نعيم يعرف مصيره كإنسان مقاوم، وقد قدّم روحه فداء لوطنه، معبرةً عن فخرها "بالطريق الذي اختاره".
تجدر الإشارة إلى أن عدد الأسرى المرضى يتجاوز الـ 700 أسير، من بينهم أكثر من 20 أسيراً يقبعون في ما يسمى بـ "عيادة سجن الرملة"، غالبيّتهم لا يتلقّون غير المسكّنات والأدوية المخدّرة. كما تجدر الإشارة إلى أنه منذ العام 2015، استشهد ثلاثة أسرى فلسطينيين بسبب سياسة الإهمال الطبي، ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 208، والأسرى الثلاثة هم: الأسير المحرر جعفر عوض (22 عاماً)، والأسير فادي الدربي (30 عاماً)، بالإضافة إلى الشوامرة.
وكان مدير نادي الأسير في الخليل، أمجد النجار، قد أشار إلى أن "الشوامرة هو ضحيّة الاستهتار والإهمال والأخطاء الطبية العديدة التي ارتكبت بحقه في سجون الاحتلال"، لافتاً إلى أن "أعراض المرض ظهرت عنده بعدما أعطي حقنة بنج خلال علاج أسنانه في عيادة سجن ريمون". أضاف أنه أُفرج عنه في الدفعة الثالثة من عملية الإفراج عن أسرى ما قبل أوسلو، التي أبرمها الرئيس محمود عباس مع الجانب الإسرائيلي قبل نحو عامين ونصف العام.