نفى مصدر مطلع لـ"العربي الجديد" تصريحات أمين سر اللجنة التنفيذية صائب عريقات، اليوم، حول بدء تحديد العلاقة الأمنية والسياسية والإقتصادية مع الجانب الإسرائيلي، بناء على قرار المجلس المركزي في آذار/مارس 2015 الحالي، مؤكداً أن هذه التصريحات عارية عن الصحة، وجاءت لتجميل لقاءاته بوزير الداخلية الإسرائيلي المكلف برئاسة ملف التفاوض سيلفان شالوم، في العاصمة المصرية القاهرة مطلع الأسبوع الحالي، وفي عمان الشهر الماضي.
وقال المصدر لـ"العربي الجديد" " حتى الآن لم تقدم جميع التقارير الإقتصادية والأمنية للجنة السياسية المختصة، والتي لم تجتمع بدورها من زمن" مضيفاً "لقد تم تكليف وزير الإقتصاد محمد مصطفى في حينه بتقديم تقرير إقتصادي، واستقال دون أن يقدم هذا التقرير، وحتى اللحظة لم يقدم أي تقرير إقتصادي للجنة السياسية التي شكلتها منظمة التحرير".
كما أشار إلى أنّ "اللجنة السياسية جرى تشكيلها من اللجنة التنفيذية للمنظمة، وبالتالي أي تقارير تسلمتها اللجنة في حال تسلمتها وهذا أمر مستحيل، يجب أن ترفع إلى اللجنة التنفيذية ليصار إلى تنفيذها"، لافتاً إلى أنّه "لا مبرر لعدم تنفيذ قرارات المجلس المركزي حتى الآن، سوى تلكؤ القيادة أو ربما رغبتها في ترحيل هذا الملف إلى أبعد وقت ممكن".
وأضاف " منذ محرقة عائلة دوابشة في نهاية شهر تموز الماضي، عقدت اللجنة التنفيذية إجتماعا عشية المحرقة، وأوعز الرئيس محمود عباس للجنة السياسية بالإسراع بتقديم تقاريرها في الحقلين الإقتصادي والأمني، وكان الحديث حنيها عن تقاريرغير جاهزة بعد، وكان الإجتماع الثاني للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يوم السبت 22 آب، الجاري، ولم يثار النقاش حول تحديد العلاقة مع إسرائيل لا من قريب ولا من بعيد، حيث اقتصرت الجلسة على نقاش الإستقالات من اللجنة التنفيذية لعقد مؤتمر طارئ للمجلس الوطني".
وسأل المصدر "إن كان عريقات يتقيد جيداً بقرارات المجلس المركزي، لماذا التقى سلفان شالوم في القاهرة يوم الإثنين 24 آب، علما أن المركزية أكدت توقف كل اللقاءات والإتصالات مع الإحتلال الإسرائيلي".
وأضاف "لقد تحدث عريقات عن لقائه بشالوم لعدد من أعضاء القيادة، وقال أن اللقاء جاء ليؤكد على الشروط الفلسطينية لاستئناف المفاوضات، وتحميل الإحتلال مسؤولياته".
وشدد المصدر:" لا نعرف بالضبط ما دار بين عريقات وشالوم، لكنه قال أن اللقاء كان حول الشروط الفلسطينية لاستئناف المفاوضات، إذ كان عريقات قد التقى شالوم في العاصمة الأردنية عمان قبل نحو شهر، وأخبره عن الشروط الفلسطينية لاستئناف المفاوضات، وقبل أيام ذهب إلى لقاهرة للقائه ثانية، وأخبره شالوم أن إسرائيل تدرس تقديم تسهيلات للسلطة، لكنه لم يقدم له أي ردود حول الشروط الفلسطينية".
وكان عريقات قد صرح في حديث لإذاعة موطني اليوم الخميس قائلاً " لقد بدأنا تحديد العلاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع الجانب الاسرائيلي، تنفيذا لقرار المجلس المركزي آذار الماضي، وأطلعنا مصر والمملكة الاردنية على آخر تطورات القضية الفلسطينية، وتحدثنا عن تحديد العلاقة مع إسرائيل، تزامناً مع اقتراب إنعقاد الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، حيث لابد من التنسيق المشترك حول هذا الموضوع".
وحاول"العربي الجديد" الإتصال بأمين سر اللجنة التنفيذية صائب عريقات للتعليق على ما سبق غير أنه لم يجب على الاتصال.
في سياق متصل، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم الخميس، إلى "وقف اتفاقية أوسلو ورهاناتها العبثية المدمرة، التي لم يبقَ منها سوى أرباح الاحتلال واستباحة الشعب الفلسطيني وإفقاره".
كما طالبت في بيان لها، بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد أمينها العام، أبو علي مصطفى، "بإنهاء الانقسام وما نجم عنه من فئوية واحتراب دموي وأجندات متباينة، في أوساط الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات".
وشدّدت الجبهة على وجوب إدامة الصراع مع الاحتلال، ومغادرة حالة الارتهان لشروط المشروع الأميركي، والتخلي عن أوهام المفاوضات مع الاحتلال، والتي لم تجلب سوى الانقسام وتبديد الجهد الوطني، مما شجع العدو على الإمعان في غطرسته.
وأكدت الشعبية على أنه آن أوان الالتحام بمبادرات الجماهير وتوسيعها والاستجابة لحسها العفوي، داعية إلى تفعيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، لتجديد الشرعيات، وإعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية، في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين.
كما لفتت إلى أن "الإرهاصات التي نشهدها اليوم، تكشف عما يختزنه الشعب من طاقة، وما يقدّمه من مبادرات، حيث الهبّات الشعبية المتواصلة، ونضالات الأسرى، وعمليات المقاومة البطولية المنظمة والعفوية".
اقرأ أيضاً: حماس تدعو الفصائل الفلسطينية لمقاطعة جلسة المجلس الوطني "العبثية"