ونشرت مجلة New England Journal of Medicine رسالة مقلقة من مجموعة من الأطباء في مستشفى Papa Giovanni XXIII في بيرغامو، شمال إيطاليا. كتب خلالها الطبيب ميركو ناكوتي، عن ما يعانيه الأطباء، قائلاً إنّ "المستشفى الخاص بنا ملوّث بشدة، ونحن أبعد بكثير من نقطة التحوّل الإيجابي. الوضع في المستشفى هنا سيئ، كما في المستشفيات في المناطق النائية".
بدا الأطباء قلقين، ليس فقط بشأن سلامة المستشفى والعاملين فيه بشكل عام، ولكن أيضاً حول الدور الذي يمكن أن يلعبه النظام الطبي تحت الضغط الشديد؛ فالعديد من المرضى ملقون على الأرض، من دون وجود أسرّة وأدوية كافية، ما يزيد من احتمالية انتشار الفيروس. وقال أطباء في المستشفى: "نحن نعلم أنّ المستشفيات قد تكون المكان الرئيسي لنقل فيروس كورونا، خاصة أنها مليئة بمرضى الفيروس، ما يسهّل انتقاله إلى الناس غير المصابين. وهذا يعني أنّنا ندخل في مرحلة حرجة".
واعتبر الأطباء أن النموذج التقليدي أو المعروف للرعاية الطبية، لم يعد بإمكانه القيام بهذه المهمة، لافتين إلى ضرورة إيجاد نظام مختلف تماماً، يُعرف باسم "الرعاية التي تركّز على المجتمع"، حيث سيتم تقديم المزيد من الرعاية الصحيّة خارج المستشفى، من خلال المراقبة المجتمعية والرعاية المنزلية والعيادات المتنقلة.
نقص المعدات في الولايات المتحدة
خلال الأيام الماضية، أكّدت الأنباء الواردة من المستشفيات الأميركية، نقص معدات الحماية الشخصية. ووفق تقرير "نيويوركر"، لا توجد معدات كافية تقريباً للجميع، كما لا توجد أيضاً أقنعة جراحيّة. ومع ارتفاع عدد الحالات إلى عشرات الآلاف، بدأت المستشفيات مناشدة المجتمع المحلي من أجل المساهمة في توفير المعدات. فقد تحدّث رئيس مستشفى ماساتشوستس العام، بيتر سلافين، مع شركة "بوسطن" التابعة لشبكة "إن بي سي"، في محاولة لإنتاج المزيد من الأقنعة الطبية. كما طلب من المدارس والمختبرات الطبية التي تملك مكنات ثلاثية الأبعاء، البدء بصناعة الأقنعة الطبية.
قال سلافين إنّ "الحصول على المزيد من معدات الحماية الشخصية، يعدّ جزءا من جهد أكبر للمساعدة في حماية الموظفين، ومنع المستشفى من أن يصبح مكاناً ناقلًا للعدوى".
من جهته، كتب طبيب الطوارئ في سان فرانسيسكو، كريستيان روز، في "New England Journal of Medicine"، أنّ 41% من عمليات نقل الفيروس وانتشارها في مدينة ووهان الصينية كانت داخل المستشفيات. وفق التقرير، فإن العديد من المستشفيات الأميركية بدأت بإلغاء الإجراءات الطبية المعتادة للمرضى والمسح الوقائي، إضافة إلى تأجيل جلسات العلاج الكيميائي.
وكان تقرير صادر عن شبكة "سي أن أن" الأميركية بعنوان "العاملون في القطاع الصحي معرّضون لخطر الإصابة بالفيروس" قد أشار إلى أنّ الفيروس التاجي بدأ يضرب العاملين في الرعاية الصحية بشكل أقوى من غيرهم.
ويقول الدكتور بيتر هوتز، أستاذ وعميد كلية الطب فيNational School of Tropical Medicine at Baylor College of Medicine، في الولايات المتحدة، إنّ الأطباء، خاصة أطباء الطوارئ، باتوا أكثر عرضة لالتقاط فيروس كورونا، ويعود السبب في ذلك إلى ارتفاع جرعة الفيروس التي يتلقونها من المرضى، مع تزايد الأعداد ونقص المعدات الأساسية للحماية الشخصية".