بات الضحك خياراً أخيراً لدى السوريّين لتحمّل واقعهم الصعب، من قصف وتشرّد وانقطاع للخدمات الأساسية وغيرها. يتداولون النكات ويضحكون، علّهم يخفّفون من مأساتهم المستمرة
تحمل النكات المتداولة في الشارع السوري اليوم نكهة الحرب. فكما غيّرت حياة الناس، غيّرت ما يضحكهم. وبات السوريّون يضحكون على النكات الخاصة بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وهي الأكثر رواجاً في الشارع السوري، وإن كانت لا تصبّ في اتجاه واحد. يسخر بعضها من تصرّفات عناصر "داعش". تقول إحداها إن "داعشياً يغازل داعشية، فسألها ماذا فعلت بشفتيها حتى أصبحتا جميلتين؟ أجابت: تكبير. فصاح: الله أكبر". ويتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي نكتة أخرى: "هل يمكن أن تقطع داعش رأس السنة؟"، فيما يتناقل آخرون أن "داعش أصدر فتوى بإجازة قيادة المرأة السيارة إذا كانت مفخخة".
في المقابل، تسهم نكات أخرى في تكريس ممارسات "داعش" رغم بشاعتها، أو تجميل الأفعال السيئة والتخفيف من ردود الفعل الغاضبة. إحدى هذه النكات تشير إلى أنّ "داعش هدّد معتقلاً بالجلد بالسوط، فقال اجلدوني بالصوت والصورة، فضحك وضحك العنصر الداعشي وعمت السعادة أرض الخلافة".
وفي المناسبات أو الأزمات المعيشيّة، تنتشر نكات موازية، منها تلك التي تداولها الناس خلال موجة البرد الأخيرة. "هناك كتل ثياب تمشي ويخرج منها أنف أحمر"، و"في كل دول العالم يعطلون المدارس والجامعات بسبب العاصفة، أما في سورية فيعطلون العاصفة لأن هناك مدارس".
وخلال الأعياد، تكثر النكات التي تحكي حال السوريين. "انتظروا ماما نويل لأن بابا نويل استدعي للاحتياط". وفي نكتة أخرى، يقول سوريّ لصديقه: "أتمنى أن أسافر لقضاء رأس السنة في الخارج. فتعجب صديقه وسأله: وهل سافرت العام الماضي، فأجابه: لا، لكنني كنت أتمنى ذلك أيضاً".
اقــرأ أيضاً
تحمل النكات المتداولة في الشارع السوري اليوم نكهة الحرب. فكما غيّرت حياة الناس، غيّرت ما يضحكهم. وبات السوريّون يضحكون على النكات الخاصة بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وهي الأكثر رواجاً في الشارع السوري، وإن كانت لا تصبّ في اتجاه واحد. يسخر بعضها من تصرّفات عناصر "داعش". تقول إحداها إن "داعشياً يغازل داعشية، فسألها ماذا فعلت بشفتيها حتى أصبحتا جميلتين؟ أجابت: تكبير. فصاح: الله أكبر". ويتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي نكتة أخرى: "هل يمكن أن تقطع داعش رأس السنة؟"، فيما يتناقل آخرون أن "داعش أصدر فتوى بإجازة قيادة المرأة السيارة إذا كانت مفخخة".
في المقابل، تسهم نكات أخرى في تكريس ممارسات "داعش" رغم بشاعتها، أو تجميل الأفعال السيئة والتخفيف من ردود الفعل الغاضبة. إحدى هذه النكات تشير إلى أنّ "داعش هدّد معتقلاً بالجلد بالسوط، فقال اجلدوني بالصوت والصورة، فضحك وضحك العنصر الداعشي وعمت السعادة أرض الخلافة".
وفي المناسبات أو الأزمات المعيشيّة، تنتشر نكات موازية، منها تلك التي تداولها الناس خلال موجة البرد الأخيرة. "هناك كتل ثياب تمشي ويخرج منها أنف أحمر"، و"في كل دول العالم يعطلون المدارس والجامعات بسبب العاصفة، أما في سورية فيعطلون العاصفة لأن هناك مدارس".
وخلال الأعياد، تكثر النكات التي تحكي حال السوريين. "انتظروا ماما نويل لأن بابا نويل استدعي للاحتياط". وفي نكتة أخرى، يقول سوريّ لصديقه: "أتمنى أن أسافر لقضاء رأس السنة في الخارج. فتعجب صديقه وسأله: وهل سافرت العام الماضي، فأجابه: لا، لكنني كنت أتمنى ذلك أيضاً".
ولعلّ السلطات السياسيّة هي أكثر من يعرف تأثير النكتة في المجتمع. ومن المعروف أنّ الدكتاتوريّات عادة ما تحرص على متابعة أشهر النكات المتداولة في البلاد، وقد يصل الأمر في بعض الدول إلى حد اغتيال مطلقي النكات أو ملاحقتهم. في سورية، تسعى الأطراف السياسية المختلفة إلى خلق نكات تخدم توجهها. وتركّز الصفحات المؤيدة للنظام على نشر نكات ضد المعارضين والجيش الحر، في حين تنشر الصفحات المعارضة العكس. تقول إحدى النكات المتداولة على صفحات المؤيّدين، والتي انتشرت مع بداية الثورة، إن "مندسا ثائرا ذهب ليخطب، فسأله أهل العروس عن عمله، فأجابت أمه: حالياً شاهد عيان، وإذا أكرمه الله سنفتح له تنسيقية".
في السياق، يقول عماد، وهو شاب انشقّ عن الجيش السوري الحرّ: "كنّا نسمع نكتاً عدّة عن الجيش الحر، وكان الجنود يتداولونها لرفع معنويّاتهم". وتقول إحداها إن عنصرين من الجيش الحر شاهدا جنوداً يقتربون منهما، فسأل أحدهما الآخر: ماذا تنتظر، اقتلهم حالاً. فأجاب: لكنّنا لا نعرف إذا ما كانوا منّا أو منهم. فرد: أطلق النار بكل الأحوال، فإذا هربوا يكونون منّا، وإذا لم يهربوا أخبرني حتى نهرب".
في المقابل، تقول إحدى النكات الشائعة على صفحات المعارضة إنّ "بشار جمع شبيحته وقال لهم سأجري لكم اختباراً، فإذا وجدت غبياً بينكم سأعدمه. فسألهم عن نتيجة 5 زائد 3؟ فأجاب أحدهم 8. فصرخ الآخرون: أعطه فرصة ثانية".
تحمل العديد من النكات مخاطر اجتماعية لا تبدو ظاهرة. ويحذّر باحثون اجتماعيّون من أنّه في حال لم يكن الناس واعين، فقد تساهم النكات في تفشي العنصرية أو الطائفية أو العادات الاجتماعة السيئة، علماً أن نكات كثيرة تروّج لهذه الأمور، من بينها تلك التي تحكي عن الحشيش، وتظهر المتعاطي بأنّه خفيف الظل. والأخطر هي تلك التي تزيد من العداء بين الطوائف.
قبل بدء الثورة السوريّة، لطالما ارتبطت الطرافة وخفّة الدم بأهالي مدينة حمص. وتداول السوريون العديد من النكات التي كان أبطالها "حماصنة"، ومع الوقت، باتوا أبطال معظم النكات. ويُقال إن الحماصنة أنفسهم بدأوا يؤلفون النكات والمواقف الطريفة وينسبونها لأنفسهم بفخر. اختلف الأمر بعد الثورة، ولم تعد نكات الحماصنة الأكثر تداولاً بين السوريين، وإن كانت لم تغب تماماً. إحدى هذه النكات التي ظهرت بعد الثورة السورية، تقول إن "الحماصنة أعلنوا أنّهم سيعتبرون أي اعتداء لأميركا على سورية اعتداءً مباشراً على حمص". نكتة أخرى تقول إن "حمصياً كان يعمل في بيع الفكاهة طوال حياته وأصبح داعشياً، فطلبوا منه تغيير اسمه، فاختار اسم يوسف أفندي. ثم أخبره بأن عليه أن يختار اسماً مثل أبو القعقاع وأبو البراء، فقال: إذاً أبو صرّة".
لا شكّ في أنّ الضحك هو العلاج الأفضل للضغوط النفسية، وهو ما يسعى السوريون إليه من خلال نكات تولد من معاناة يومية يعيشونها. تقول إحداها: "تشعل الضوء، يوجد كهرباء. تشعل التلفاز، يوجد كهرباء. تفتح البراد، يوجد كهرباء. تذهب للحمّام، يوجد كهرباء. هكذا وصف شيخ الجنة لأحد السوريين".
إلى ذلك، يقول أستاذ علم النفس، عمر عبد الهادي، إن "الضحك يزيد من قدرة الإنسان على الاستمرار في الحياة، والتأقلم رغم الظروف الصعبة. ويلفت إلى أنّه ليس لدى الجميع القدرة نفسها على الضحك في الظروف الصعبة، فيما يضحك آخرون حتى في أسوأ اللحظات". يضيف أن "طبيب الأعصاب النمساوي سيغموند فرويد يرى أن الضحك إنكار للواقع وتحرّر منه، ووسيلة صحية للتهرب وقتيّاً من هموم الحياة، والتخلّص من الضغوط الخارجية".
اقــرأ أيضاً
في السياق، يقول عماد، وهو شاب انشقّ عن الجيش السوري الحرّ: "كنّا نسمع نكتاً عدّة عن الجيش الحر، وكان الجنود يتداولونها لرفع معنويّاتهم". وتقول إحداها إن عنصرين من الجيش الحر شاهدا جنوداً يقتربون منهما، فسأل أحدهما الآخر: ماذا تنتظر، اقتلهم حالاً. فأجاب: لكنّنا لا نعرف إذا ما كانوا منّا أو منهم. فرد: أطلق النار بكل الأحوال، فإذا هربوا يكونون منّا، وإذا لم يهربوا أخبرني حتى نهرب".
في المقابل، تقول إحدى النكات الشائعة على صفحات المعارضة إنّ "بشار جمع شبيحته وقال لهم سأجري لكم اختباراً، فإذا وجدت غبياً بينكم سأعدمه. فسألهم عن نتيجة 5 زائد 3؟ فأجاب أحدهم 8. فصرخ الآخرون: أعطه فرصة ثانية".
تحمل العديد من النكات مخاطر اجتماعية لا تبدو ظاهرة. ويحذّر باحثون اجتماعيّون من أنّه في حال لم يكن الناس واعين، فقد تساهم النكات في تفشي العنصرية أو الطائفية أو العادات الاجتماعة السيئة، علماً أن نكات كثيرة تروّج لهذه الأمور، من بينها تلك التي تحكي عن الحشيش، وتظهر المتعاطي بأنّه خفيف الظل. والأخطر هي تلك التي تزيد من العداء بين الطوائف.
قبل بدء الثورة السوريّة، لطالما ارتبطت الطرافة وخفّة الدم بأهالي مدينة حمص. وتداول السوريون العديد من النكات التي كان أبطالها "حماصنة"، ومع الوقت، باتوا أبطال معظم النكات. ويُقال إن الحماصنة أنفسهم بدأوا يؤلفون النكات والمواقف الطريفة وينسبونها لأنفسهم بفخر. اختلف الأمر بعد الثورة، ولم تعد نكات الحماصنة الأكثر تداولاً بين السوريين، وإن كانت لم تغب تماماً. إحدى هذه النكات التي ظهرت بعد الثورة السورية، تقول إن "الحماصنة أعلنوا أنّهم سيعتبرون أي اعتداء لأميركا على سورية اعتداءً مباشراً على حمص". نكتة أخرى تقول إن "حمصياً كان يعمل في بيع الفكاهة طوال حياته وأصبح داعشياً، فطلبوا منه تغيير اسمه، فاختار اسم يوسف أفندي. ثم أخبره بأن عليه أن يختار اسماً مثل أبو القعقاع وأبو البراء، فقال: إذاً أبو صرّة".
لا شكّ في أنّ الضحك هو العلاج الأفضل للضغوط النفسية، وهو ما يسعى السوريون إليه من خلال نكات تولد من معاناة يومية يعيشونها. تقول إحداها: "تشعل الضوء، يوجد كهرباء. تشعل التلفاز، يوجد كهرباء. تفتح البراد، يوجد كهرباء. تذهب للحمّام، يوجد كهرباء. هكذا وصف شيخ الجنة لأحد السوريين".
إلى ذلك، يقول أستاذ علم النفس، عمر عبد الهادي، إن "الضحك يزيد من قدرة الإنسان على الاستمرار في الحياة، والتأقلم رغم الظروف الصعبة. ويلفت إلى أنّه ليس لدى الجميع القدرة نفسها على الضحك في الظروف الصعبة، فيما يضحك آخرون حتى في أسوأ اللحظات". يضيف أن "طبيب الأعصاب النمساوي سيغموند فرويد يرى أن الضحك إنكار للواقع وتحرّر منه، ووسيلة صحية للتهرب وقتيّاً من هموم الحياة، والتخلّص من الضغوط الخارجية".