يُمارس خبير أرصاد نيبالي متقاعد عمله، على جهاز كمبيوتر شخصي قديم مزوداً باتصال غير ثابت بالإنترنت في غرفة معيشته، لكنه يعتبر أفضل مصدر محلي لبيانات الطقس بالنسبة لعشاق تسلق الجبال في نيبال بعد أشهر من مقتل 32 شخصاً إثر هبوب عاصفة بجبل أنابورنا.
ووصف كبار موظفي الدولة في نيبال الكارثة في ذلك الوقت بأنها "جرس إنذار"، لكنها لم تسفر بعد عن تقديم أي خدمات أرصاد جوية جديدة لمحبي صعود الجبال والمرشدين، رغم وعود قطعها رئيس الوزراء سوشيل كويرالا.
وبذلك فإن اعتلاء قمة أعلى جبل في العالم، يتطلب إلى حد كبير الاعتماد على كريشنا بهاكتا ماناندهار كبير خبراء الأرصاد الجوية سابقاً في قسم التنبؤ بالأرصاد في نيبال.
وكان ماناندهار ضمن أوائل من حذروا من أن إعصاراً يجتاح خليج البنغال سيثير عواصف ثلجية في جبل أنابورنا.
وقال ماناندهار (64 عاماً) لرويترز من منزله في كاتمندو "أشعر بالتزام أخلاقي لمساعدة المحتاجين. أكون متوتراً في أغلب الأحيان فهم على ارتفاع عالٍ في الجبال، فماذا يمكن أن يحدث إذا كنت مخطئاً؟".
ووصل آلاف السياح من أوروبا وأميركا الشمالية وشرق آسيا إلى كاتمندو أثناء موسم التنزه والتسلق في الربيع. وليست للكثيرين منهم خبرة في صعود الجبال، كما أن تردي خدمة توقع حالة الطقس بشكل عام يثير من جديد المخاوف بشأن سلامة المتنزهين في المنطقة.
وبعدما واجهت انتقادات لأنها لم تصدر تحذيرات من الطقس قبل كارثة أنابورنا وعدت حكومة نيبال بتطبيق نظام جديد. وقال مسؤول في قسم التنبؤ بالأرصاد إنه لم يحدث "تحسن خاص منذ ذلك الحين".
وقال بيمبا جيالجي شيربا الرئيس السابق للاتحاد الوطني لمرشدي الجبال في نيبال إن ماناندهار هو "المصدر الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه لتوقعات الطقس".
ويقول ماناندهار إن توقعاته الجوية محدودة بسبب قلة المعدات. وأضاف أنها "عامة" ولا تنطبق إلا على ارتفاع يصل إلى 20 ألف قدم، أي أقل من ارتفاع عشرات الجبال في المنطقة. وتابع "أصحو من نومي ليلاً وأتحقق من الأقمار الصناعية. إنها مسؤولية كبيرة.. ماذا يمكنني أن أفعل غير ذلك؟".