رأى الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أن اليمن يتعرض لمؤامرات تهدف إلى تدمير المؤسسة العسكرية والأمنية وتقسيم البلاد إلى دويلات ومشيخات طائفية ومناطقية وقبلية، فيما أعلن عدد من الضباط انضمامهم إلى اعتصام يطالب بإسقاط الحكومة.
وقال هادي، الذي كان يخاطب ضباط ومسؤولي الأجهزة الأمنية خلال افتتاح المؤتمر السنوي لقادة وزارة الداخلية، اليوم الثلاثاء في صنعاء، إن "الجميع يعرف ما يتعرض له الوطن من مؤامرات وفتن وقلاقل أمنية وأعمال إرهابية غادرة، لعلّ آخرها الهجوم على السجن المركزي في العاصمة صنعاء وقبله الهجوم على مجمع الدفاع بالعرضي (الذي تبنّاه تنظيم القاعدة)، ومهاجمة العديد من النقاط الأمنية والعسكرية وبالذات في نطاق محافظتي شبوة وحضرموت" (شرقي البلاد).
ورأى هادي أن هذه الأعمال "تستهدف تدمير المؤسستين الأمنية والعسكرية، وترمي إلى تدمير اليمن وتمزيقه وتفتيته إلى دويلات ومشيخات ذات توجهات طائفية ومذهبية وقبلية وعنصرية متقاتلة ومتناحرة".
وطلب هادي من القيادات الأمنية "الوقوف الجاد على عملية تكييف الرؤية الأمنية وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني (الذي انتهت أعماله قبل أسابيع)، ووضع التصورات العملية للانتقال بالإدارة الأمنية من مرحلة المركزية الشديدة إلى اللامركزية، حيث سيتولى كل إقليم ضبط أوضاعه الأمنية والسيطرة عليها"، وذلك بعد اقرار تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم.
في غضون ذلك، أعلنت مجموعة من الضباط الأمنيين والعسكريين تشكيل "الملتقى العام لمنتسبي القوات المسلحة والأمن"، الذي يدعو إلى إسقاط الحكومة وتصحيح "مسار الثورة".
ويضم المكوّن، الذي تم إشهاره اليوم في ساحة التغيير، أفراداً وضباطاً برتب رفيعة معظمهم من منتسبي وزارة الداخلية. وهذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها ضباط منتسبون إلى الداخلية والدفاع، ويدعون إلى إسقاط الحكومة، منذ بداية المرحلة الانتقالية في اليمن أواخر العام 2011. ويخشى مراقبون من أن يكون ما جرى اليوم بداية لفرز داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية على أساس الانتماءات السياسية والمذهبية.
وفيما نصب الضباط، الثلاثاء، أول خيمة للاعتصام في ساحة التغيير في صنعاء، أعلنوا عن تأييدهم لـ"حملة 11 فبراير" التي تدعو إلى الثورة ضد الفساد واسقاط الحكومة الفاشلة الفاسدة.
ويعدّ البرلماني، أحمد سيف حاشد، الذي يرأس "جبهة إنقاذ الثورة"، من أبرز وجوه الحملة. وفيما يُتَّهم حاشد من البعض بالقرب من جماعة أنصار الله (الحوثيين)، خاض القاضي حاشد معارك ضد الحكومة الحالية في ما يتعلق، على وجه الخصوص، بقضايا فساد وعلاج جرحى الثورة الشبابية. وتعرّض العام الماضي لاعتداء من القوى الأمنية، خلال اعتصامه أمام مبنى الحكومة أدى إلى إصابته بجروج بليغة في الرأس.
الجدير ذكره، أن ساحة التغيير في صنعاء، التي احتشد فيها اليمنيون المؤيدون للثوة منذ العام 2011، انسحبت منها جميع المكوّنات بعد اتفاق نقل السلطة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح خلال العام 2012، باستثناء "أنصار الله" الذين لا يزالون يحتفظون بخيمهم.