وكانت بروكسل قد أعلنت، أمس الخميس، أنها وافقت على تسليم عبدالسلام، المشتبه بضلوعه في اعتداءات باريس في نوفمبر/تشرين الثاني، إلى السلطات الفرنسية، حيث أوضح مكتب النيابة الفيدرالية البلجيكية أنه "بعدما أعلن موافقته على نقله إلى فرنسا، فقد قبل القضاء الفيدرالي إعلانه الرسمي، وأصبح نقله ممكناً".
وكان المشتبه به قد جدّد استعداده التعاون مع السلطات الأمنية الفرنسية بعد تسليمه لها من بلجيكا، بحسب ما ذكر محاميه، سيدريك مواس، أمس كذلك.
وجدد محامي عبدالسلام، أمام صحافيين بعد جلسة في محكمة الاستئناف في بروكسل لدراسة مذكرة التوقيف الأوروبية التي أصدرتها فرنسا بعد اعتداءات باريس، التي أودت بحياة 130 شخصاً، تأكيد أن موكله يرغب بتسليمه إلى السلطات الفرنسية، مضيفاً أنه "موافق بذلك على تنفيذ مذكرة التوقيف الأوروبية، وأريد أن أؤكد أنه يرغب في التعاون مع السلطات الفرنسية".
وكان عبدالسلام قد تشبث بحقه في عدم الإدلاء بأيّ اعترافات، منذ اليوم التالي لاعتقاله، بعدما تم التحقيق معه لمدة ثلاث ساعات فقط بشأن اعتداءات باريس، وليس بشأن أي نشاطات محتملة أخرى، وصرح للمحققين أنه كان ينوي تفجير نفسه في "استاد دو فرانس" في باريس، إلا أنه تراجع في اللحظة الأخيرة.
ورفض التحدث إلى المحققين بعدما شهدت بروكسل تفجيرات انتحارية في 22 مارس/آذار في المطار ومحطة قطارات، أدت إلى مقتل 32 شخصاً، وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عنها.
ويعتبر عبدالسلام، لحد الآن، هو الناجي الوحيد من الخلية التي نفذت هجمات باريس، بعد أن جرى اعتقاله في بروكسل، في 18 مارس/ آذار، إذ عثر عليه على بعد أمتار قليلة من منزل عائلته، بعدما ظل مختبئا لمدة أربعة أشهر في حي مولنبيك بالعاصمة البلجيكية.