لماذا هذا الاختبار؟ لأنه يكشف أصول الأجداد والروابط الجغرافية مع سكان من جميع أنحاء العالم. وأصول الأجداد هو اختبار الحمض النووي للأنساب بدقة عالية. ويتم مقارنة الحمض النووي مع المئات من سكان العالم وأربع عشرة منطقة أنثروبولوجية.
ويعتبر اختبار الحمض النووي ثاني أكبر هواية في الولايات المتحدة بعد البستنة، وثاني أكبر نشاط على الإنترنت. ويوفّر هذا الاختبار فكرة أوضح وأكبر عن تاريخ العائلة. ولا يتطلّب سوى مسحة بسيطة من الفم. لكن يبقى السؤال: "من قد يرغب بهذه الهدية؟".
"العربي الجديد" سأل عدداً من الأشخاص ومنهم، جون (56 عاماً)، الذي قال إنّها فكرة جميلة ويرحّب بها كهدية بمناسبة عيد الميلاد، لأنّه يود أن يعرف أصول أجداده وأنّ المعلومات التي لديه عن عائلته لا تتجاوز أصول جدّه، التي يقال إنّها تأتي من إيرلندا، ويتساءل "ماذا لو كان أجدادي من بلد آخر من روسيا أو غيرها؟ أشعر بالفضول لمعرفة ذلك".
وبالنسبة لـ خليل (40 عاماً) لبناني بريطاني، يقول إنّه لم ينتظر أن يأتيه اختبار الحمض النووي هدية في عيد الميلاد، بل أجراه منذ بضعة أشهر وكان متشوّقاً لمعرفة أصول أجداده التي كما يعلم أنّها تأتي من بلاد مختلفة، وكانت النتيجة مذهلة ودقيقة حتى أنّها لم تغفل أصول جدّته والدة أمّه التي قدمت من فلسطين أو حتى جدّته لجهة أبيه ذات الأصول الروسية، فضلاً عن نسبة عالية تقول إنّه ينحدر من اليونان.
بدورها، كتبت هيئة الإذاعة البريطانية عن "اختبار الحمض النووي، وإقبال الناس عليه، ومن بينهم روت قصّة جيني التي تقول إنّها قرّرت القيام به "للمتعة فقط". وهي الأصغر بين خمسة أطفال، لكنّها كانت تهتم بقصص أسلافها منذ صغرها، حيث تحب النظر إلى الصور القديمة مع جدّها.
وبسبب فضولها للتعرّف على خلفيتها العرقية، أجرت جيني الاختبار. ولم تأت النتائج بمفاجآت كونها كشفت أنّها بريطانية إلى حد كبير واسكتلندية مع نسبة ضئيلة من الجينات الإسكندنافية. بيد أنّ الأمور لم تنته عند هذا الحد، لأنّها بعد مرور عام أجرت الاختبار الجيني مع شركة أخرى وأقنعت شقيقها بالقيام به. وهذه المرة كانت النتائج صادمة. حيث تضمّن البريد الإلكتروني الذي وصلها عبارة لفتت انتباهها على الفور: "العلاقة التقديرية: نصف شقيقة".
واعتقدت جيني أنّ أخيها قد فعل شيئاً خاطئاً عندما أجرى الاختبار. وبعد أن عذّبتها الشكوك، طلبت من ابنة عم والدها وهي امرأة في التسعينيات من العمر أن تجري الاختبار، وبعد أسابيع ظهرت النتائج التي تقول إنّها على عكس شقيقها لا تتشارك بأي جينات مع ابن عم والدها.
ولم تخبر جيني أحداً بالنتيجة، لكنّها أرسلت مجموعات اختبار الحمض النووي إلى جميع أشقائها وأقنعتهم باستخدامها، وجاءت النتائج لتؤكّد شكوكها، وهي أنّ الرجل الذي رباها واعتقدته والدها، لم يكن في الواقع كذلك.