قالت وزيرة البريد وتكنولوجيا الاتصالات الجزائرية، هدى إيمان فرعون، خلال جلسة في البرلمان، إنه "لا يوجد موقع خاص باللعبة المسماة الحوت الأزرق يمكن حجبه، وأن الحل الوحيد لحماية الأطفال منها يكمن في توعية الأولياء لأبنائهم وتحسيسهم بأهمية مراقبة استعمالهم للأنترنت".
وأوضحت أنه "من الجانب التقني الجزائر تملك كل الإمكانيات لحجب المواقع، غير أنه من المستحيل حجب هذا النوع من الألعاب تماماً، لأنه لا يوجد موقع ألعاب يمكن حجبه، وإنما تطبيقات يتم تحميلها مثل هذه اللعبة ".
وتابعت الوزيرة الجزائرية: "هذا النوع من الألعاب متداول ويمكن تحميله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإذا ما أردنا التخلص منها يجب غلق كل هذه المواقع وهذا أمر غير وارد".
من جانبها، أكدت المديرية العامة للأمن في الجزائر أن حجب الألعاب الإلكترونية الخطرة، مثل "الحوت الأزرق"، مستحيل.
وتأتي هذه الردود بعد مطالبات واسعة من الشارع الجزائري بحجب اللعبة التي أودت بحياة ثلاثة مراهقين على الأقل خلال فترة قصيرة، منذ وصولها إلى العالم العربي من روسيا.
لا يمكننا حجبها
ونقلت تقارير محلية عن رئيس قسم الجريمة الإلكترونية في مديرية الشرطة القضائية الجزائرية، بشير السعيد، خلال مؤتمر صحافي حول مخاطر الألعاب الإلكترونية والاستخدام السيئ للإنترنت على الطفل، قوله إن سبب استحالة هذا الحجب يعود إلى "التطور التكنولوجي الذي يسمح بفتح الآلاف من الصفحات في ثانية واحدة".
وتتالت المطالبات بحجب لعبة "الحوت الأزرق" وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تناقلت الصحافة المحلية وفاة فيروز البالغة من العمر 18 سنة، بلال البالغ من العمر 15 سنة الذي درس هو الآخر في نفس ثانوية فيروز، وعثر عليه ميتاً ليلة الأربعاء الماضية، تلتهما حالة ثالثة لطفل لا يتعدى عمره 9 سنوات.
لا دليل على أنها السبب
ورغم أن التقارير الصحافية رجحت وفاة الضحايا بسبب اللعبة، إلا أن المسؤول الأمني أشار إلى أنه "إلى حد الآن لم يثبت ذلك والحالات التي تم تسجيلها صنفت على أنها "وفاة"، إلى أن يثبت العكس".
لكن التحقيقات، وفق نفس المتحدث، أسفرت عن "تسجيل العديد من الحالات التي تم فيها استغلال الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي ودفعت بهم إلى تسريب أسرار وصور عائلاتهم وتقديم رقم هواتف أوليائهم".
بديل الحجب من وجهة نظر السلطات
وبدل حجب اللعبة، أعلن القسم الأمني عن انطلاق حملة تعريفية، بالتعاون مع وزارة التربية الجزائرية، في المؤسسات التعليمية، حول الألعاب والمواقع الخطرة في الإنترنت، كما أعلن أن "جميع المصالح الأمنية المختصة في مكافحة الجرائم الإلكترونية شرعت في مراقبة دقيقة لعدد من مواقع الألعاب الخطيرة التي تروج لأعمال العنف والانتقام والانتحار".
كما دعا الآباء والأولياء إلى مراقبة الأطفال وتوعيتهم وتحذيرهم من مخاطر هذه الألعاب، وعدم تركهم لوحدهم في اختيار هذه الألعاب والاندماج فيها.
كما طالبت وزيرة التربية الجزائرية، نورية بن غبريط، الأسر الجزائرية بمراقبة أطفالها لمنع تكرار الحوادث الانتحار الأليمة.
ما هي لعبة الحوت الأزرق؟
ولعبة الحوت الأزرق (Blue whale) تسمى أيضاً لعبة "البيت الصامت" (A Silent house) أو لعبة حيتان البحر (A See of whales)، وسُمّيت بهذا الاسم نسبةً إلى موسم هجرة الحيتان إلى اليابسة من كل سنة في ظاهرة سُمّيت انتحار الحيتان.
وتبدأ أحداث هذه اللعبة كل يوم في تمام الساعة 04:20 صباحاً مع مراهق ما، وتدور شروط اللعبة حول أن تستيقظ كل يوم في 04:20 صباحاً لتنفذ أوامر الأشخاص الذين هم وراءها.
وتكون اللعبة سهلة في البداية كالاستيقاظ في الصباح الباكر ومشاهدة أفلام الرعب وأفلام البؤس والكراهية حتى يأتي اليوم السابع والعشرين من اللعبة.
وفي هذا اليوم يطلب رسم صورة للحيتان على يدك بسكين حاد لتترك آثارًا واضحة. وفي كل مرة تصور إنجازك لكل طلب ليتحقق تنفيذ الأمر لصاحب اللعبة وإلا تعرضت لتهديدات من أصحاب اللعبة بقتل والديك وأحبابك وإيذائهم.
وتسبّبت اللعبة على مواقع التواصل الاجتماعي بأكثر من 130 حالة انتحار في روسيا في نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي، بحسب تقارير روسية، وها هي تحصد الآن المزيد من الأرواح في العالم العربي، وسط دعوات لحجبها ومقاطعتها فوراً.