هذيان!
لماذا على عقل المرء أن يهتدي بأن المستقبل البشري سيكون على ما يرام بينما هو في الواقع كثير الشوائب والمحن والمآسي، لماذا كل هذه الثقة بسمو عقليتنا وبقدرتها على إيجاد خلاصها بينما تضمر أنفسنا تعقيداً لا مثيل له؟!
لا يحق للنخبة البشرية عندما تفشل في إيجاد حلول لعصرها الحالي ومآسيه أن تهتف بأن ثمة سلاما قادما في طريقه للإنسان على الرغم من أن حركة الحياة تلمح على الدوام أن ثمة جمالا ورخاء في طريقه إلينا، هذا يذكرنا بطريقة ما، بوضعية شاعر أو مفكر يشعر بألم صادق بشكله العام على المقهورين المسحوقين بينما لا يتقبل ضمنيا سلوكياتهم أو أي بادرة عفوية مباشرة تصدر عنهم، في هذه الحالة هو لا يتعاطف فعليا مع حاجة أولئك الأشخاص للحياة الأفضل واللحظات السعيدة، وإنما يتماهى جذريا مع ألم وشفقة نقيين مزروعين أصلا في داخله فيربت عليهما بحنان، وبالتالي يتوقع السلام الأبدي لهما بعد أن يشعر بالإنهاك من تعقيدات تلك المشاعر المهيمنة.
لا يحق للنخبة البشرية عندما تفشل في إيجاد حلول لعصرها الحالي ومآسيه أن تهتف بأن ثمة سلاما قادما في طريقه للإنسان على الرغم من أن حركة الحياة تلمح على الدوام أن ثمة جمالا ورخاء في طريقه إلينا، هذا يذكرنا بطريقة ما، بوضعية شاعر أو مفكر يشعر بألم صادق بشكله العام على المقهورين المسحوقين بينما لا يتقبل ضمنيا سلوكياتهم أو أي بادرة عفوية مباشرة تصدر عنهم، في هذه الحالة هو لا يتعاطف فعليا مع حاجة أولئك الأشخاص للحياة الأفضل واللحظات السعيدة، وإنما يتماهى جذريا مع ألم وشفقة نقيين مزروعين أصلا في داخله فيربت عليهما بحنان، وبالتالي يتوقع السلام الأبدي لهما بعد أن يشعر بالإنهاك من تعقيدات تلك المشاعر المهيمنة.
أحياناً أفكارنا تحمل رغبة عميقة بالخير ورفض الظلم لكنها لا تنطوي على سلام حقيقي ملموس، وفي أوقات كثيرة تتحايل أفكارنا على لحظات مرهقة مضطرين أن نعيشها عنوة، ولكي نعيشها عنوة علينا أن نفكر بتفاصيلها ومن خلال تلك التفاصيل تزدهر دعوتنا للنبل والانسجام في مواجهة الفراغ والشعور المنهك بالعدم.. والعدم هنا ليس الإحساس البارد باللاجدوى واللاشيء وإن كان ينطوي على ذلك، العدم في أبهى حالاته هو أن يتمرد الإنسان على كل شيء يضايق مخيلته أو يعرقل سلاسة لغته الجسدية وانسيابها.
إن لدى العقل البشري مفاجآت عظيمة قادمة وقدرة جبارة على تغيير الأحداث، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أن قدر العقل البشري هو السلام الصافي السرمدي، إن هدف العقل وخلوده هو في بحثه عن السلام وخلاص الوعي، وليس في حتمية الوصول لذلك السلام!
يا لهول تعلق الإنسان بالإنسان.. أشعر بالفزع حول حقيقة احتياجنا لبعضنا كبشر، أفكر بشعور الامتلاء والأمان الذي يحدث عندما نعانق أشخاصا نحبهم، هذه التفاصيل بالفعل تجعلنا نصمد ونعيش أكثر وتجعلنا نفكر ونؤمن بأن تلك المشاعر السحرية العطوفة يجب ألا تزول وهي تستحق أن نكافح طويلا لأجلها.
ربما خلفية الشعور بالخوف واللاأمان سيطرت على هذا الموضوع.. إني أتيقن يوما بعد يوم بأن الكتابة والأدب هما فعلان كاذبان ويتبعان على الدوام ظل هواجسهما ولا ينطقان بجوهر الحقيقة بل يلمسانها من بعيد، والذي يجعلهما ملهمين ومشوقين، أنهما يتوقعان دائما الطريق الأقرب والأكثر حلما لتلك الحقيقة.