ويحاول ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي جلب الهدوء لجنوده عبر مناشير وزعها في أزقة وشوارع البلدة تحمل في طياتها تسهيلات، ينوي الاحتلال رفع المنع الأمني (حظر الدخول إلى إسرائيل) عن الكثير من أهالي البلدة ومقايضته بالهدوء.
وتقع بلدة بيت عوا في جنوب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وتشهد في كثير من الأحيان مواجهات وعمليات رشق حجارة لمركبات المستوطنين المارة بالقرب منها، عدا أنها عرضة لاقتحامات الجنود المتكررة في محاولة لكسر هبة الشباب الرافض للاحتلال.
وفي السياق، أوضح رئيس بلدية بيت عوا، عبد الله السويطي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "سياسة الاحتلال الإسرائيلي في المرحلة الحالية بشكل عام، خصوصاً بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس الفلسطينية عاصمة لدولة الاحتلال، ترمي إلى تجنب المواجهة مع الفلسطينيين، حتى النضال السلمي لا يريدونه".
ورأى أن "سلطات الاحتلال تذهب باتجاه التهدئة مع الأهالي، وأن عمليات إزالة المنع الأمني (الذي يوضع نتيجة أي نشاط مقاوم) ما هي إلا حملات قامت بها قوات الاحتلال على مدار السنوات الماضية في قرى وبلدات فلسطينية لمحاولة استغلال الوضع الاقتصادي الصعب واستغلال ظروف الناس وحاجتهم للعمل".
وبحسب رئيس البلدية، فإن "الاحتلال الإسرائيلي ومن خلال حملات التسهيل يريد أن يظهر للناس أن دولة إسرائيل في خدمتهم وتقوم بتشغيلهم، وتشكل مصدر دخل لهم، مع الإشارة إلى أن دولة الاحتلال منذ القدم تعتمد على العمال الفلسطينيين ولا يمكنها في يوم من الأيام الاستغناء عنهم، وبالتالي تحاول استغلال تلك الظروف".
ويعتقد القادة في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن منح الفلسطينيين تسهيلات لدخول دولة الاحتلال، ورفع المنع الأمني، ومنح التصاريح، سيجبر من يحصل عليه على تجنب المواجهة، لكن هذه الطريقة لا تنجح أبداً، في البلدات والقرى الفلسطينية الساخنة.
ويجزم السويطي أن "عملية المقايضة لا تجدي نفعاً في بلدة بيت عوا"، موضحاً أنه "على سبيل المثال البوابة العسكرية التي يقيمها الاحتلال على مدخل البلدة، في أكثر من مرة يغلقها ويقايض الأهالي، أن فتحها مرتبط بعمليات الهدوء وتوقف رشق الحجارة، لكن هذا الأمر لم يحدث حتى يومنا هذا".
ويبلغ تعداد سكان بلدة بيت عوا حوالى 13 ألف نسمة، يعيشون على مساحة 14 ألف دونم (خمسة آلاف منها فقط ضمن المخطط الهيكلي للبلدة) وتوجد فيها مستوطنتان للاحتلال، وشارع استيطاني التفافي مستهدف من شبان القرية، وجدار فصل عنصري يبعد عن المدرسة ومنازل الأهالي حوالى عشرة أمتار، الأمر الذي يجبر سلطات الاحتلال على السعي لجلب الهدوء لجنودهم.
وعن المناشير، قال رئيس البلدية إنها "محاولة لاستغلال فقر الفقراء، وإبعادهم عن المواجهة والصدام مع الجنود، وهي محاولة مرفوضة من الكثير في القرية، وعمليات الحصول على التصاريح موجودة في كل البلدات الفلسطينية، لكن المواجهة لم ولن تتوقف".
ومنذ إعلان ترامب في السابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي، دخلت بيت عوا في إضراب عام التزاماً بقرارات القوى الوطنية الفلسطينية، أعقبتها مرحلة من المواجهة مع الجنود، تعرضت على إثرها لحملات دهم.
وفي ما يتعلق بالقدس، أكد السويطي أن "القدس خط أحمر لدى الفلسطينيين، وعندما يتعلق الأمر بها، فإن من يحمل تصريحاً سيدخل المواجهة قبل من يحمل منعاً أمنياً، لأنها القدس، وما يحاول الاحتلال الإسرائيلي مقايضة الناس به، هو استغلال يدركه الناس اليوم".