مع اتساع الهوّة بينه وبين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لم يعد خافياً أن بقاء وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، في منصبه قد لا يطول أبداً، وبحسب موقع مجلة "ذي ناشيونال انترست" فإن الأحاديث التي تدور بواشنطن تشير إلى أن تيلرسون قد يرحل عن منصبه أواخر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
واعتبرت المجلة أن رحيل تيلرسون قد يكون ضربة موجعة، على اعتبار أن مغادرته لمنصبه ستجعله أول وزير خارجية يقضي أقصر مدة على الإطلاق بالمنصب، وسيصبح أول وزير خارجية يغادر المنصب قبل انقضاء عهدة الإدارة الأميركية، بعد سلفه لاورنس ايغلبيرغر، الذي تقلد المنصب بين 1992 و1993.
كما لفتت إلى أن رحيل كبير الخبراء الاستراتيجيين لدى ترامب، ستيف بانون، قد يظل على ما يبدو أكبر ضربة تتلقاها الإدارة الأميركية الحالية، لكن الرحيل المبكر لرئيس الدبلوماسية الأميركية قد يؤدي إلى ظهور فجوة كبيرة داخل فريق ترامب.
وعن الأسماء المحتملة لتعويض رحيل تيلرسون، أشارت "ذي ناشيونال انترست"، أن كلاً من السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، وكبير موظفي البيت الأبيض، جون كيلي، وسفيرة الولايات المتحدة الحالية بالأمم المتحدة، نيكي هايلي، قد يتولى المنصب في حالة شغور المنصب.
في المقابل، لفتت المجلة إلى أنه لم يعد خافياً أن العلاقة بين تيلرسون والرئيس الأميركي تدهورت بشكل كبير، موضحة أن وزير الخارجية المنحدر من ولاية تكساس، والذي شق طريقه من لاشيء تقريباً ليصبح على رأس شركة "ايكسون موبيل" العملاقة، بدا وكأنه لم يظهر الاحترام اللازم لترامب.
وبحسب تصريح أدلى به للمجلة مسؤول سابق بـ"اكسون موبيل" اشتغل مع تيلرسون لسنوات طويلة، فإن الأخير يعطي أولوية شديدة للاشتغال وفق منهجية محددة، وهو ما جعله يدخل في خلافات شخصية مع ترامب. أما ترامب، تضيف المجلة، فيبدو أنه يفضل الاشتغال وسط الفوضى.
"ربما هو لا يطيق ترامب كلياً. لأن ذلك قد يتعارض مع مبادئه إذا تقبَّلَ شخصاً مثله.. لكن هو شخص متشبع بروح الوطنية وقد يبقى في المنصب لأطول مدة ممكنة بالنسبة له"، كما جاء في تصريح زميل تيلرسون بـ"اكسون موبيل" الذي أضاف: "لكن إذا بدأ الرئيس في وضع العراقيل أمامه مثلما كان يفعل مع (وزير العدل جيف) سيشنز.. أعتقد أن تيلرسون سيجد صعوبة في المواءمة بين مسؤوليته الوطنية والقول (إني أصبحت عديم الجدوى لأن الرئيس يعترض طريقي)".