وقال مصدر طبي لـ"وكالة الأناضول"، طالبا عدم الكشف عن هويته، إن "سائحا ألماني الجنسية، انتحر اليوم، بإلقاء نفسه من الطابق الرابع في أحد فنادق الغردقة، بعد إفراطه في تناول الخمور". فيما قال مصدر قضائي إن "النيابة قررت تسليم الجثة لسفارة ألمانيا لدى مصر، بعد التأكد من عدم وجود شبهة جنائية وراء الحادث".
وفي واقعة مشابهة، انتحرت سائحة بولندية الجنسية، بإلقاء نفسها من شرفة أحد المستشفيات الخاصة التى كانت تعالج بها في الغردقة، مضيفا أن "السائحة (لم يذكر اسمها)، لقيت مصرعها في الحال"، بحسب مصدر طبي.
وأضاف المصدر أن "السائحة تبلغ من العمر 28 عاما، وتم حجزها في المستشفى مؤخرا إثر إصابتها بالاكتئاب". ووفق مصدر قضائي، فإنه "لا توجد أي شبهة جنائية وراء الحادث".
وتحدث على فترات متقطعة، حوادث انتحار لسياح أجانب في مدينة الغردقة، بعد الإفراط في تناول الخمور، فضلا عن محاولات أخرى فاشلة، نفذها سياح يعانون من اكتئاب.
لكن المثير في الأمر، أن مصر شهدت في العام الأخير تناميا ملحوظا في عدد حالات الانتحار، لمواطنين مصريين، جراء الكثير من الأسباب، أبرزها الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وبعضها سياسي.
ويحول انتحار السائحين مصر من بلد تشهد تناميا في أعداد المنتحرين من بين مواطنيها، إلى ما يشبه مقصدا للراغبين في الانتحار من أنحاء العالم.
وقبل أسبوع واحد، وتحديدا الجمعة 12 ديسمبر/كانون الأول، انتحر مجند بقطاع الأمن المركزي، ألقى بنفسه أمام أحد قطارات مترو الأنفاق في محطة الشهداء، بالقرب من وسط القاهرة. وقال مصدر مسؤول في المترو إن المجند يُدعى طاهر فاروق الفولي، 23 عاماً، ألقى بنفسه أمام القطار رقم 123 أثناء دخوله محطة الشهداء قادماً من حلوان، وتم رفع الجثة من على القضبان لاستمرار تشغيل حركة القطارات.
وقبيل فجر الجمعة، انتحر شاب في العشرين من عمره في منطقة خورشيد بدائرة قسم المنتزه شرق الإسكندرية، شمال مصر، حيث وُجد مشنوقاً في حجرته لأسباب مجهولة.
وشهدت قرية البطاط بدمياط، شمال مصر، انتحار رجل في الخمسين من عمره، بإشعال النار في نفسه، لمروره بضائقة مالية.
وقبلها بيوم واحد، انتحر رجل في العقد الخامس من عمره، وفتاة تبلغ من العمر 18 عاماً، من قرية العتامنة التابعة لمدينة منفلوط بأسيوط، بعد تناول كل منهما مواد كيماوية غير مصرّح بها، لأسباب مادية وأخرى تتعلّق بمشكلات أسرية.
وانتحرت هند حمدي نصار (18 عاماً) لمحاولة الضغط عليها من عائلتها للزواج من شاب خطبها.
وتخطت حالات الانتحار في مصر خلال العام الأخير 23 حالة، منها 15 حالة في أسبوع واحد، بالإضافة إلى ما يزيد عن 4 حالات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، معظمها بسبب الظروف الاقتصادية وفقدان الوظائف.
وألقت فتاة بنفسها من أعلى كوبري قصر النيل بالقاهرة، في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، هرباً من شاب تحرّش بها، ما أدى إلى موتها غرقاً.
وظهرت صور لشاب في العقد الثالث من عمره، وهو معلق بحبل من رقبته في نافذة على واجهة أحد العقارات، نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وسبقه بيوم انتحار أمين شرطة داخل مركز شرطة في محافظة أسيوط، جنوب مصر، بعد خلاف على الميراث مع شقيقه.
وقبل يوم من هذه الحادثة، سجلت محافظة الإسماعيلية انتحار شاب آخر إثر تعرّضه لحالة من الاكتئاب بسبب ظروف مادية قاسية.
وكانت الحادثة التي أثارت ضجة خلال نوفمبر، هي للناشطة السياسية زينب المهدي، التي أقدمت على شنق نفسها إثر تعرضها لحالة اكتئاب على خلفية الظروف السياسية الصعبة التي تعيشها مصر.