ما زال النقاش متواصلاً حول الهواتف الذكية وتأثيرها على العقل البشري. فهناك معسكر يرى في التكنولوجيا منبعاً للمعرفة، بينما يرى آخر أنها تتسبب في تقاعد العقل تماماً. لذا كان على العلم أن يحسم الجدل. ونشر موقع "موتو" سلسلة أبحاث علمية تؤكد آثار التكنولوجيا مع الأدلة.
ونشر الموقع نتائج دراسة علمية، أنجزتها جامعة "ماكجيل"، وتوصلت إلى أن السائقين الذين يستخدمون خرائط "جي بي إس"، بدل الاعتماد على قدرتهم على تحديد الاتجاهات، يعانون من انخفاض في حجم ونشاط المادة الرمادية في منطقة الدماغ المسؤولة عن دعم وتقوية الذاكرة.
كما أكدت دراسة سابقة، أجريت عام 2011 ونشرت في مجلة "جورنال أوف ساينس"، أن الناس يواجهون مشاكل في التذكر، عندما يكونوا على علم بأن المعلومة يمكن الرجوع إليها في الجهاز.
وقد لا يعتبر ذلك مشكلة، حين يتعلق الأمر بالمعلومات العادية، لكن وفق الدراسة فإن المشكل يمتد ليشمل المعارف الكبرى في الحياة.
وأوضح الموقع أن عدم تجميع المعلومات في العقل وربطها وتحليلها، يجعله غير قادر على التحليل وتطوير الثقافة، والقدرة على إعمال الفكر والترقي العقلي.
وأضاف أن الدماغ، مع التكنولوجيا، يجد مشكلة في التمييز بين المعلومات الحقيقية والمزيفة. إذ وجدت دراسة أجريت في جامعة ستانفورد أن الطلبة باتوا يجدون مشاكل في التمييز بين المقالات الخبرية والمقالات الإعلانية، حتى لو كان مكتوباً عليها صراحة أنها إعلانية فقط.
بينما كشفت دراسة أخرى لنفس الجامعة أن المتعامل مع الهواتف الذكية والتكنولوجيا يجد صعوبة في التمييز بين ما هو مهم وما هو غير مهم. إذ يسهل بسرعة تشتيت انتباهه وخداعه.
(العربي الجديد)