استؤنفت، أمس الأربعاء، مفاوضات المرحلة الأخيرة بين الدول الست وإيران في شأن البرنامج النووي الإيراني، في العاصمة النمساوية فيينا. وتزامن الحدث مع بروز مخاوف جديدة في واشنطن، من مسعى روسي لعرقلة التوصل إلى اتفاق، حتى لا تخسر بسببه روابطها الخاصة جداً ومصالحها الاقتصادية مع طهران.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تتحسّب طيلة الفترة الماضية من معارضين محليين للاتفاق المحتمل، يتمثلون بشكل رئيسي بالجمهوريين في الكونغرس الأميركي، وأنصار إسرائيل بشكل عام. وعملت الإدارة على كبح جماح معارضتهم، عن طريق تقديم تنازلات وإيضاحات تدافع فيها عن الاتفاق.
كذلك عملت الإدارة على تخفيف حدّة المعارضة الخارجية للاتفاق، من دول غير مشاركة في المفاوضات، ولكنها تتمتع بتأثير كبير على سير عملية التفاوض، وهي دول مجلس التعاون الخليجي، التي يخشى من قدرتها على إجهاضه من خارجه. الأمر الذي دفع أوباما، وفق اعتقاد بعض المحللين، إلى دعوة قادة مجلس التعاون الخليجي إلى قمة كامب ديفيد، لإحراجهم بـ"الامتناع عن معارضة الاتفاق أثناء التفاوض للتوصل إليه".
غير أنه لم يكن في الحسبان عدم الرغبة الروسية في أن تتوصل إيران إلى اتفاق مع الدول الكبرى. وتكمن خطورة المسألة في أن روسيا لن تضطر إلى عرقلة التوصل إلى اتفاق من خارج قاعات التفاوض، أو عن جهل بما يدور داخل تلك القاعات، بل تستطيع أن تتحرك من مركز أكثر فاعلية، كونها إحدى الدول الست المشاركة في التفاوض، وهو ما يتيح لها "تلغيمه" من الداخل إن أرادت.
وفي السياق، تعتبر المحللة الاقتصادية والسياسية المختصة في الشأن الروسي إليانا هولديني، في عمودها في مجلة "بزنس إنسايدر"، أن "موسكو تستفيد كثيراً من بقاء إيران تحت الحصار، وأن تحسّن العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، قد يكون على حساب روابطها الاقتصادية الوثيقة مع الإيرانيين".
اقرأ أيضاً: اغتيال علماء الذرة.. حرب إسرائيل المستمرة ضد إيران
وتضيف الكاتبة أن "روسيا تتوقع أن يؤدي التوقيع على اتفاق مع إيران بشأن مشروعها النووي، إلى انخفاض أسعار النفط، وهو ما لا تريده ولا يريده العرب، فضلاً عن أن روسيا تعدّ إيران بوابتها إلى التأثير في قضايا منطقة الشرق الأوسط، سواء في سورية أو العراق أو غيرهما".
وتضيف هولديني أنه "لهذا السبب سارعت موسكو، عقب إكمال المرحلة الأولى من المفاوضات مع إيران بنجاح، إلى إعلان موافقتها على تسليم نظام إس 300 الصاروخي لإيران، من أجل توثيق علاقتها معها، وإثارة مخاوف المعارضين للاتفاق النووي في المنطقة العربية وفي إسرائيل، وهو ما رفع منسوب القلق بالفعل".
لكن الكاتبة المعروفة بانتقاداتها الحادة لسياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم تقدّم أي دلائل على أي تصرفات روسية داخل قاعات التفاوض سابقاً أو حالياً، تدلّ على توجّه روسي واضح بعرقلة الاتفاق، غير أن من المحتمل ألا تظهر التصرفات الروسية للعلن نتيجة التكتم القوي على ما يدور في غرف التفاوض المغلقة. وفي حال حدوث عرقلة روسية فعلية داخل تلك القاعات، فإن التسريبات لن تصدر سوى عن المتضررين، وهم في هذه الحالة الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
وفي ظلّ استئناف المفاوضات بين الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، بما فيها روسيا صاحبة حق النقض إلى جانب ألمانيا، المفاوض السادس من خارج مجلس الأمن، تبرز مجدداً أهم نقطة خلاف لمّحت إليها إيران، وهي رغبتها في أن يتخذ مجلس الأمن قراراً برفع الحصار عنها بشكل كامل، فور توقيع الاتفاق النهائي، نهاية يونيو/حزيران المقبل، في حين أن الولايات المتحدة وحلفاءها يريدون رفعاً تدريجياً للحصار.
واعتبرت إيران أن "المسؤولین الأميرکیین تراجعوا عن بعض الاتفاقات الأولیة"، من دون الإشارة إلى أسباب التراجع، إلا أن الاتهامات الإيرانية لم تأت إلّا بعد انتهاء أعمال قمة كامب ديفيد الخليجية ـ الأميركية، الأسبوع الماضي، والتي ناقشت تفاصيل دقيقة تتعلق بالاتفاق النووي. ووصف المسؤولون الإيرانيون المطالب الغربية والأميركية على وجه الخصوص، بعد بدء الجولة الثانية، بـ"المُبالغ فيها". وأعادوا السبب إلى "الأسالیب التي یعتمدها الطرف الآخر في مفاوضاته".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، في اليوم الأول من استئناف المفاوضات في فيينا، إن "إيران لا تقبل بمفاوضات تتناول قضايا غير الموضوع النووي". وأشارت إلى أن "فريق التفاوض الإيراني عازم علی المحافظة علی حقوق البلاد، ويعتمد المنطق في الحوار". ولفتت إلی أن "الفریق النووی الإیراني المفاوض، علی مستوی مساعدي وزیر الخارجیة، توجّه أمس الأربعاء، إلی فیینا، لأنه هناك مواضیع جادة مطروحة علی جدول الأعمال".
اقرأ أيضاً مخرجات كامب ديفيد: التزامات متبادلة وشراكة استراتيجية لعقود
وكانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تتحسّب طيلة الفترة الماضية من معارضين محليين للاتفاق المحتمل، يتمثلون بشكل رئيسي بالجمهوريين في الكونغرس الأميركي، وأنصار إسرائيل بشكل عام. وعملت الإدارة على كبح جماح معارضتهم، عن طريق تقديم تنازلات وإيضاحات تدافع فيها عن الاتفاق.
كذلك عملت الإدارة على تخفيف حدّة المعارضة الخارجية للاتفاق، من دول غير مشاركة في المفاوضات، ولكنها تتمتع بتأثير كبير على سير عملية التفاوض، وهي دول مجلس التعاون الخليجي، التي يخشى من قدرتها على إجهاضه من خارجه. الأمر الذي دفع أوباما، وفق اعتقاد بعض المحللين، إلى دعوة قادة مجلس التعاون الخليجي إلى قمة كامب ديفيد، لإحراجهم بـ"الامتناع عن معارضة الاتفاق أثناء التفاوض للتوصل إليه".
غير أنه لم يكن في الحسبان عدم الرغبة الروسية في أن تتوصل إيران إلى اتفاق مع الدول الكبرى. وتكمن خطورة المسألة في أن روسيا لن تضطر إلى عرقلة التوصل إلى اتفاق من خارج قاعات التفاوض، أو عن جهل بما يدور داخل تلك القاعات، بل تستطيع أن تتحرك من مركز أكثر فاعلية، كونها إحدى الدول الست المشاركة في التفاوض، وهو ما يتيح لها "تلغيمه" من الداخل إن أرادت.
اقرأ أيضاً: اغتيال علماء الذرة.. حرب إسرائيل المستمرة ضد إيران
وتضيف الكاتبة أن "روسيا تتوقع أن يؤدي التوقيع على اتفاق مع إيران بشأن مشروعها النووي، إلى انخفاض أسعار النفط، وهو ما لا تريده ولا يريده العرب، فضلاً عن أن روسيا تعدّ إيران بوابتها إلى التأثير في قضايا منطقة الشرق الأوسط، سواء في سورية أو العراق أو غيرهما".
وتضيف هولديني أنه "لهذا السبب سارعت موسكو، عقب إكمال المرحلة الأولى من المفاوضات مع إيران بنجاح، إلى إعلان موافقتها على تسليم نظام إس 300 الصاروخي لإيران، من أجل توثيق علاقتها معها، وإثارة مخاوف المعارضين للاتفاق النووي في المنطقة العربية وفي إسرائيل، وهو ما رفع منسوب القلق بالفعل".
لكن الكاتبة المعروفة بانتقاداتها الحادة لسياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم تقدّم أي دلائل على أي تصرفات روسية داخل قاعات التفاوض سابقاً أو حالياً، تدلّ على توجّه روسي واضح بعرقلة الاتفاق، غير أن من المحتمل ألا تظهر التصرفات الروسية للعلن نتيجة التكتم القوي على ما يدور في غرف التفاوض المغلقة. وفي حال حدوث عرقلة روسية فعلية داخل تلك القاعات، فإن التسريبات لن تصدر سوى عن المتضررين، وهم في هذه الحالة الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
وفي ظلّ استئناف المفاوضات بين الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، بما فيها روسيا صاحبة حق النقض إلى جانب ألمانيا، المفاوض السادس من خارج مجلس الأمن، تبرز مجدداً أهم نقطة خلاف لمّحت إليها إيران، وهي رغبتها في أن يتخذ مجلس الأمن قراراً برفع الحصار عنها بشكل كامل، فور توقيع الاتفاق النهائي، نهاية يونيو/حزيران المقبل، في حين أن الولايات المتحدة وحلفاءها يريدون رفعاً تدريجياً للحصار.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، في اليوم الأول من استئناف المفاوضات في فيينا، إن "إيران لا تقبل بمفاوضات تتناول قضايا غير الموضوع النووي". وأشارت إلى أن "فريق التفاوض الإيراني عازم علی المحافظة علی حقوق البلاد، ويعتمد المنطق في الحوار". ولفتت إلی أن "الفریق النووی الإیراني المفاوض، علی مستوی مساعدي وزیر الخارجیة، توجّه أمس الأربعاء، إلی فیینا، لأنه هناك مواضیع جادة مطروحة علی جدول الأعمال".
اقرأ أيضاً مخرجات كامب ديفيد: التزامات متبادلة وشراكة استراتيجية لعقود