هل تعود نوال الزغبي إلى "روتانا"؟

من المؤكد أن التاريخ لا يعيد نفسه، ومن المؤكد أيضاً أن وضع الإنتاج العربي هو الذي يتحكم في مصائر بعض الفنانين الذين تاهوا بين الإنتاج الذاتي لأعمالهم، وبين مصالح شركات الإنتاج التي أصبحت تتحكم في الاسم فقط، وتنفذ في المقابل سياسة "الشراكة" المالية مع الفنان، وتأمين مساحة خاصة من الترويج الدعائي، إضافة إلى الحفلات، وكل ما يحقق مردوداً ماليًا يجري تقاسمه بين الشركة والفنان بطريقة عادلة وقانونية.

من الواضح أيضاً أن المتغيرات الأخيرة التي طرأت على عالم الغناء والتسويق الإنتاجي لكل الشركات، ستلقي بظلها عاجلاً على منظومة تقاسم أرباح هذا الإنتاج مع دخول "الدب الإلكتروني" إلى الساحة، عبر المواقع والمنصّات والتحميل، وبيع الرنّات الخاصة إلى الشركات الخاصة بالهواتف النقالة عبر العروض و"الآبليكيشن" التي أصبحت بنداً رئيسيًا في العقود والاتفاقيات التي توقع بين الفنانين وهذه الشركات، أو شركات الإنتاج التي تنوب عن الفنان في بث وتوزيع أعماله.

الفنانة نوال الزغبي، والتي طلقت شركة "روتانا" عام 2009 بعد مشاكل كثيرة، منها ما هو مادي، ذهبت وقتذاك إلى شركة "ميلودي"، لكن كما كل الفنانين الذين لم يُكتب لهم النجاح مع "ميلودي" نظراً للسياسة التي مارستها الشركة، ليس فقط على المغنين، بل حاولت استثمار "الغناء التجاري" والبناء عليه من خلال الترويج لعارضات أزياء أصبحن بين ليلة وضحاها مغنيات، سياسة ممتلئة بالأخطاء الفادحة، لم تكن للتوافق مع حضور ونجاح نوال الزغبي في مسيرة امتدت نحو 25 عامًا.
بعدها، عادت الزغبي إلى أحضان شركة "عالم الفن" المصريّة التي أصبحت المنقذ الفني للزغبي خلال مسيرتها الفنية، فبعد أزمتها الأولى مع روتانا جربت الزغبي "عالم الفن"، ثم عادت إلى "روتانا" وبعدها "ميلودي" ثم "عالم الفن" مجدداً التي أصدرت لها آخر ألبوماتها "خلاص سامحت" العام الماضي، ويُعتبر ذلك إنجازاً، كونها من المغنيات القلائل التي لم تدخل سوق "الإنتاج" الخاص وتصدر أعمالها على طريقة "سينغل".


هل تعود الزغبي اليوم إلى "روتانا"؟ نعم يؤكد مصدر من داخل الشركة السعودية، لـ"العربي الجديد"، الخبر، ويقول "قريباً جداً ستوقع "روتانا" مع الفنانة نوال الزغبي على عقد عمل يتضمن إنتاج الأعمال الفنية ومشاركة الزغبي في تنظيم الحفلات والمناسبات التي تحييها". ووفق المصدر، فإن اللمسات الأخيرة على العقد وضعت بين الزغبي والشركة في زيارتها الأخيرة لدبي، وبدأت التحضيرات لهذا التعاون الذي أصبح بمثابة حل عادل للطرفين على صعيدي الإنتاج والتمويل والفنانين أنفسهم.


نوال الزغبي إلى "روتانا" مجدداً، ذلك أمام تشتّت زملائها.. نجوى كرم لم تعد للشركة التي أطلقتها وشهدت أكبر نجاحاتها وستجرب هذا العام مع شركة ثانية، وملحم زين إلى "بلاتينوم ركوردز"، بينما عاصي الحلاني يدرس تعاونًا وعقودا أخرى بعدما غادر "روتانا" منذ عامين.

إقرأ أيضاً:المغنية أديل تضيء المسرح من أجل ضحايا بروكسل