30 يناير 2018
هل ثار السوريون من أجل سلة غذائية؟
كاظم البرجس (سورية)
مقاتلو حمص القديمة، أبطال قدسيا، واليوم رجال حي الوعر. ثلاثة وقائع حدثت في مراحل مختلفة من عمر الثورة السورية، وفي أكثر من منطقة، لكن القاسم المشترك فيها كان خروج أبطال تلك المناطق، بما خفّ من أسلحتهم التي أذاقت النظام الويلات، بموجب ما يسمى "الهدنة" إلى ريف حمص الشمالي ومحافظة إدلب.
مثلما أنه لا يحق لزيد من الناس أن يتكلم عن الصبر، ما لم يكن سكينا يحز بخاصرته، فلا يحق لأحد أن ينتقد ما حدث لأبطال تلك المناطق ومدنييها، بعد أن اضطروا لأكل أوراق الأشجار والحشائش، حتى أن حديقة حي الوعر المحاصر وساحات المظاهرات فيها حولهما الأهالي إلى مقابر، بعد أن امتلأت المقابر القديمة بأعداد الشهداء.
ومن جهة ثانية، لا ضير في خروج الجيش الحر من منطقة ما، درءاً لاستمرارية قصف النظام في مقابل سلامة المدنيين، ذلك أن العاملين أنفسهم كانوا سبب انشقاق عناصر الجيش الحر، عن جيش النظام، طالما كان الهدف، وما يزال، الدفاع عن الشعب الأعزل.
ثم إننا رأينا ما فعل مقاتلو حمص القديمة في معارك التحرير التي شهدتها محافظة إدلب، وخصوصاً ملحمة إدلب المدينة، إذ ارتوت المحافظة بدم 12 شهيدا حمصيا، ومنهم من ينتظر على جبهات اللاذقية وحلب وحماة.
ولكن، هناك جملة من التساؤلات التي يجب أن نقف عندها ونناقشها للعبرة من جهة، ولكي لا نستفيق غداً على مزيد من الهدن التي يروجها النظام في إعلامه على أنها نصر لسياسته، ويعزّز بها مقولته الشهيرة "العودة إلى حضن الوطن" من جهة أخرى.
هل ثار الشعب السوري، ليتم في نهاية المطاف إدخال سلال غذائية إلى من بقي من المدنيين؟ وهل نلوم ما تسمى الشرعية الدولية التي لم تستطع إبعاد الطيار الذي يلقي البراميل المتفجرة، لكنها ساهمت بشكل أو بآخر، بإخراج مقاتل من مدينته ليتم إفراغها تمهيدا لحلم النظام التقسيمي؟
أم نلوم كبرى الفصائل العسكرية التي أوجدت بتفرقها مناخاً مناسباً للنظام، ليقتل المدنيين ويهجرهم، وينتهي الأمر بمأساة أكبر تسمى المصالحة؟
لا شك أن المصالحات عرّت الأمم المتحدة في سورية، إذ لا نشاهدها، إلا حينما يفتك الجوع بالمحاصرين، لتأتي، في النهاية، وتجعل النظام يظهر أمام الرأي العام الغربي بدور المخلص والحمل الوديع، لأنه سيجلب مع تلك السلال الغذائية أبواقه الإعلامية التي تصور المصالحة، وربما لايخلو الأمر من مقابلاتٍ، متفق عليها مسبقاً، تشكر النظام، وتتهجم على من يسميهم النظام إرهابيين.
عجز الشرعية الدولية عن تحقيق مطالب السوريين لا يجعل الكتائب الثورية في منأى من المساءلة أمام الشعب الأعزل، سواء فيما يتعلق بالمصالحات، أو المجازر، حيث منحها هذا الشعب (الكتائب الثورية) الشرعية، وهتف بدعمها في مظاهراته، واليوم تبرز الحاجة أكثر من أي وقت مضى، لتكتل عسكري سوري واضح، يتخذ قراره من منطلقات الواقع بعيداً عن أية أجندات.
لماذا أروي هذه التساؤلات التي هي في الواقع انعكاس لآهات سوريين معتقلين ومهجرين ونازحين؟
هو سؤال ربما لا يحتاج جواباً، أمام تقدّم أخبار الطائرات الروسية وقطعان المرتزقة الطائفيين الذين جاءوا إلى سورية من كل حدب وصوب.
مثلما أنه لا يحق لزيد من الناس أن يتكلم عن الصبر، ما لم يكن سكينا يحز بخاصرته، فلا يحق لأحد أن ينتقد ما حدث لأبطال تلك المناطق ومدنييها، بعد أن اضطروا لأكل أوراق الأشجار والحشائش، حتى أن حديقة حي الوعر المحاصر وساحات المظاهرات فيها حولهما الأهالي إلى مقابر، بعد أن امتلأت المقابر القديمة بأعداد الشهداء.
ومن جهة ثانية، لا ضير في خروج الجيش الحر من منطقة ما، درءاً لاستمرارية قصف النظام في مقابل سلامة المدنيين، ذلك أن العاملين أنفسهم كانوا سبب انشقاق عناصر الجيش الحر، عن جيش النظام، طالما كان الهدف، وما يزال، الدفاع عن الشعب الأعزل.
ثم إننا رأينا ما فعل مقاتلو حمص القديمة في معارك التحرير التي شهدتها محافظة إدلب، وخصوصاً ملحمة إدلب المدينة، إذ ارتوت المحافظة بدم 12 شهيدا حمصيا، ومنهم من ينتظر على جبهات اللاذقية وحلب وحماة.
ولكن، هناك جملة من التساؤلات التي يجب أن نقف عندها ونناقشها للعبرة من جهة، ولكي لا نستفيق غداً على مزيد من الهدن التي يروجها النظام في إعلامه على أنها نصر لسياسته، ويعزّز بها مقولته الشهيرة "العودة إلى حضن الوطن" من جهة أخرى.
هل ثار الشعب السوري، ليتم في نهاية المطاف إدخال سلال غذائية إلى من بقي من المدنيين؟ وهل نلوم ما تسمى الشرعية الدولية التي لم تستطع إبعاد الطيار الذي يلقي البراميل المتفجرة، لكنها ساهمت بشكل أو بآخر، بإخراج مقاتل من مدينته ليتم إفراغها تمهيدا لحلم النظام التقسيمي؟
أم نلوم كبرى الفصائل العسكرية التي أوجدت بتفرقها مناخاً مناسباً للنظام، ليقتل المدنيين ويهجرهم، وينتهي الأمر بمأساة أكبر تسمى المصالحة؟
لا شك أن المصالحات عرّت الأمم المتحدة في سورية، إذ لا نشاهدها، إلا حينما يفتك الجوع بالمحاصرين، لتأتي، في النهاية، وتجعل النظام يظهر أمام الرأي العام الغربي بدور المخلص والحمل الوديع، لأنه سيجلب مع تلك السلال الغذائية أبواقه الإعلامية التي تصور المصالحة، وربما لايخلو الأمر من مقابلاتٍ، متفق عليها مسبقاً، تشكر النظام، وتتهجم على من يسميهم النظام إرهابيين.
عجز الشرعية الدولية عن تحقيق مطالب السوريين لا يجعل الكتائب الثورية في منأى من المساءلة أمام الشعب الأعزل، سواء فيما يتعلق بالمصالحات، أو المجازر، حيث منحها هذا الشعب (الكتائب الثورية) الشرعية، وهتف بدعمها في مظاهراته، واليوم تبرز الحاجة أكثر من أي وقت مضى، لتكتل عسكري سوري واضح، يتخذ قراره من منطلقات الواقع بعيداً عن أية أجندات.
لماذا أروي هذه التساؤلات التي هي في الواقع انعكاس لآهات سوريين معتقلين ومهجرين ونازحين؟
هو سؤال ربما لا يحتاج جواباً، أمام تقدّم أخبار الطائرات الروسية وقطعان المرتزقة الطائفيين الذين جاءوا إلى سورية من كل حدب وصوب.
مقالات أخرى
24 يناير 2018
18 يناير 2018
07 يناير 2018