لم تتوقف وسائل إعلام مصرية مؤيدة للرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، عن طرح مسألة إدراج جماعة "الإخوان المسلمين" على "قوائم الإرهاب" الأميركية، خلال زيارته إلى واشنطن ولقاء الرئيس دونالد ترامب.
ويلتقي السيسي وترامب، في البيت الأبيض، اليوم الاثنين، لمناقشة عدة قضايا إقليمية، على رأسها القضية الفلسطينية وملف "مكافحة الإرهاب"، وتعزيز التعاون بين البلدين في عدة مجالات.
ورغم تأكيدات شخصيات موالية للسيسي طرحه، في اللقاء، إدراج "الإخوان المسلمين" على "قوائم الإرهاب"، إلا أنّ خبراء استبعدوا استجابة ترامب للرئيس المصري لعدة اعتبارات، أهمها وجود معايير أميركية لقوائمها للإرهاب، وصعوبة التعامل مع أفرع الجماعة في البلدان المختلفة، فضلاً عن تدخّل أجهزة معنية في دراسة وضع الجماعة، وليس اتخاذ ترامب القرار منفرداً.
وقال مساعد وزير الخارجية، السفير إبراهيم يسري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "لا أحد يعرف كيف سيطرح السيسي ملف الإخوان على ترامب خلال الزيارة للبيت الأبيض".
وأضاف يسري أنّه "بغض النظر عن شكل طرح هذا الملف، إلا أنّه من المستبعد إدراج جماعة الإخوان المسلمين على قوائم الإرهاب الأميركية، على الأقل خلال المدى القريب".
وتابع أنّ "أميركا تديرها مؤسسات، والقرارات المهمة ليست في يد رئيس الجمهورية وحده"، مشيراً إلى أنّه "لو أراد ترامب إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب، فربما تعترض أجهزة معنية هناك على ذلك".
كما لفت يسري إلى أنّ "القضاء الأميركي، أوقف قرارات ترامب حول الهجرة، وهو أمر مرجّح في حال محاولة استرضاء السيسي بإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب".
وذكّر بأنّ "بعض مواقف ترامب حينما كان لا يزال مرشحاً في الانتخابات الرئاسية تغيّرت بعد وصوله للبيت الأبيض، لأنّ صناعة السياسات ليست فردية وتحمل رؤية شخص الرئيس، مثل مسألة نقل السفارة الأميركية إلى القدس".
وقلّلت مصادر قريبة من دوائر اتخاذ القرار بمصر من إمكانية إدراج جماعة "الإخوان المسلمين" على "قائمة الإرهاب" الأميركية، خلال الفترة المقبلة، بناء على رغبة النظام المصري.
وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الإعلام المصري يصوّر طرح السيسي لملف الإخوان بأنّ ترامب ينتظر ما يطرحه الرئيس المصري للتصديق عليه فوراً". وأضافت أنّ "بعض المسؤولين يتصوّر أنّه فور الانتهاء من لقاء السيسي وترامب يخرج الأخير بقرار عاجل بإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب، وهذا غير صحيح تماماً".
وتابعت أنّ "إدراج أي جماعة أو تنظيم أو شخص على قوائم الإرهاب الأميركية لا يكون إلا بعد مراجعة دقيقة للأنشطة والأفكار وإثبات حمل السلاح وغيرها من المعايير، وعليه لن يخرج قرار لإرضاء السيسي".
ولفتت المصادر إلى أنّ "العلاقة بين واشنطن والإخوان ليست جيدة مع وصول ترامب للحكم، إذ ألمح أكثر من مرة لرفضه توجهات الجماعة، ولكن هذا ليس معناه إدراجهم على قوائم الإرهاب".
وأشارت إلى "إمكانية إدراج شخصيات أو فرع لجماعة الإخوان في مصر على قوائم الإرهاب الأميركية فقط، دون جماعة الإخوان ككل في مختلف البلدان العربية والإسلامية والأوروبية. هذا في حالة ما إذا قرر ترامب اتخاذ خطوة في هذا الإطار"، بحسب المصادر.
واستبعد الخبير السياسي، محمد عز، تطرّق لقاء ترامب والسيسي، في البيت الأبيض، لملف جماعة "الإخوان المسلمين" إلا في نطاق ضيق للغاية، لوجود ملفات أكثر أهمية بالنسبة للإدارة الأميركية.
وقال عز، لـ"العربي الجديد"، إنّه "خلافاً لما تروّج له وسائل إعلام موالية للنظام المصري، يبدو أنّ الهدف الأساسي من الزيارة هو القضية الفلسطينية، واستئناف المفاوضات مع الكيان الصهيوني".
وأضاف أنّ "السيسي سيحاول الزجّ باسم جماعة الإخوان في سياق ملف مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، ولكن هذا لن يلقى استجابة كبيرة من ترامب، يترتب عليها إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب الأميركية".
وتابع أنّه "لو قررت الإدارة الأميركية إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب فسيكون ذلك عقبة كبيرة للغاية في التعامل مع أي أفرع للجماعة في العالم، وقد يعرقل هذا الأمر محاولات السيسي"، خاتماً بالقول إنّ "جماعة الإخوان لها أفرع في دول كثيرة، سواء في المنطقة العربية أو خارجها، وهو ما يصعب إدراجها على قوائم الإرهاب".