15 سبتمبر 2019
هل يمكن عزل ترامب؟
محمد عياش
كاتب وباحث سياسي فلسطيني، يؤمن بمقولة "من طلب الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه".
يقول أحد الفلاسفة "إن أفضل طريق للتنبؤ بالمستقبل هو صناعته".
"ابن العاهرة"، هكذا وصفت عضو مجلس النواب الأميركي عن الحزب الديمقراطي، رشيدة طليب، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد ساعات من أدائها اليمين وتنصيبها عضواً جديداً في الكونغرس. وقد تلفظت النائبة الفلسطينية الأصل بهذه العبارة في خطاب مقتضب أمام بعض أنصارها ومؤيديها في مبنى المجلس، متعهدة بالسعي إلى عزل الرئيس ترامب، ما أثار جدلاً كبيراً وانتقادات حادة، وخاصة من الجمهوريين.
وفي تغريدة لترامب، موجهاً الكلام لطليب، قال فيها: "أنا لا أعرفها شخصياً، وأعتقد أنها جديدة ولكنها أساءت إلى نفسها وإلى عائلتها بهذا التعبير، أعتقد أنها أقلت من احترام الولايات المتحدة". وردت طليب على "تويتر"، قائلة: "سأظل أتحدث بشكل مباشر وحقيقي إلى السلطة هكذا، ليس فقط لترامب، الأمر يتعلق بنا جميعاً نحن بحاجة إلى الانتفاض في مواجهة هذه الأزمة الدستورية". ولم تسلم عضو مجلس النواب الأميركي الجديدة، إذ تعرضت لانتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار المقطع الذي توجه فيه الكلمة المسيئة للرئيس الأميركي.
طريقة تعبير طليب توضح بشكل كبير الحرية والوجه الجديد الذي تريد أن تظهر به الموجة الديمقراطية الجديدة في البلاد، والتي ربما تجد صعوبة في اكتساب تأييد كتلة الحزب، حيث قالت رئيسة مجلس النواب ذي الأغلبية الديمقراطية: "أنا لا أحب هذا النوع من اللغة ولا أستخدمه، ولست من محبي الرقابة، ولا أعتقد أنه أسوأ مما يقوله الرئيس ترامب". وقد سبق لطليب أن أثارت الجدل واعتقلت في أغسطس/ آب 2016 بسبب تعطيلها خطاب المرشح الجمهوري في ديترويت، عندما توجهت إليه قائلة: "أطفالنا يستحقون أفضل"، وطلبت منه قراءة الدستور الأميركي والالتزام به.
وفيما يخص قضية عزل ترامب، قالت بيلوسي: "ستظل قضية "مشحونة" بالنسبة للديمقراطيين في مجلس النواب وهم يسيطرون على الكونغرس".
ترامب متهم بقضيتين، التواطؤ مع روسيا خلال الانتخابات، وشراء سكوت الممثلتين، وإذا ثبت أنه متورط بالفعل، فإن مسألة عزله من السلطة معقدة، خصوصاً من الناحيتين، السياسية والإجرائية. فمن الناحية السياسية، الجهة المنوط بها عزل الرئيس هي مجلسا النواب والشيوخ، حيث يبدأ مجلس النواب في توجيه الاتهام للرئيس، سواء بالخيانة أو سوء الأخلاق والحنث باليمين، ويتم التصويت على الاتهامات التي يجب أن تحصل على الأغلبية البسيطة، وبعدها يصّوت مجلس الشيوخ على الاتهامات نفسها، وهو ما يفسح الطريق أمام عزل الرئيس عن طريق محكمة خاصة، يتم تشكيلها برئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا، ويلعب فيها مجلس النواب دور النيابة، ومجلس الشيوخ دور هيئة المحلفين، وكي يتم خلع الرئيس، يجب أن يصوت مجلس الشيوخ بأغلبية الثلثين على ذلك، وهي مسألة ليست سهلة، خصوصاً في ظل سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ.
ربما لا يجد نداء طليب بعزل الرئيس ترامب آذانا صاغية، لكنه يبقى بصيص ضوء في نفق معتم تتسع دائرته مع السقطات المتكررة، والأخطاء الكثيرة التي اعتاد عليها ترامب، سيما أنه يعاني ضغوطاً داخلية وخارجية، بعد إعادة انتخاب نانسي بيلوسي رئيسة لمجلس النواب، ما زاد من فرضيات المعارضة الداخلية للسياسة الهوجاء والمتخبطة التي ينتهجها ترامب.
عموما، يبعث وصول نائبتين من أصول عربية مسلمة على الأمل، خصوصا في الأوساط الأميركية الدوغمائية التي تجد في سلوكياتها وأخلاقياتها الالتزام بحماية إسرائيل وأمنها والدفاع عنها في غالب الأحيان، فصناعة المستقبل الأميركي، يعني الانخراط الحقيقي بالقانون الذي يلزم الجميع أمام مسؤولياته.
وفي تغريدة لترامب، موجهاً الكلام لطليب، قال فيها: "أنا لا أعرفها شخصياً، وأعتقد أنها جديدة ولكنها أساءت إلى نفسها وإلى عائلتها بهذا التعبير، أعتقد أنها أقلت من احترام الولايات المتحدة". وردت طليب على "تويتر"، قائلة: "سأظل أتحدث بشكل مباشر وحقيقي إلى السلطة هكذا، ليس فقط لترامب، الأمر يتعلق بنا جميعاً نحن بحاجة إلى الانتفاض في مواجهة هذه الأزمة الدستورية". ولم تسلم عضو مجلس النواب الأميركي الجديدة، إذ تعرضت لانتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار المقطع الذي توجه فيه الكلمة المسيئة للرئيس الأميركي.
طريقة تعبير طليب توضح بشكل كبير الحرية والوجه الجديد الذي تريد أن تظهر به الموجة الديمقراطية الجديدة في البلاد، والتي ربما تجد صعوبة في اكتساب تأييد كتلة الحزب، حيث قالت رئيسة مجلس النواب ذي الأغلبية الديمقراطية: "أنا لا أحب هذا النوع من اللغة ولا أستخدمه، ولست من محبي الرقابة، ولا أعتقد أنه أسوأ مما يقوله الرئيس ترامب". وقد سبق لطليب أن أثارت الجدل واعتقلت في أغسطس/ آب 2016 بسبب تعطيلها خطاب المرشح الجمهوري في ديترويت، عندما توجهت إليه قائلة: "أطفالنا يستحقون أفضل"، وطلبت منه قراءة الدستور الأميركي والالتزام به.
وفيما يخص قضية عزل ترامب، قالت بيلوسي: "ستظل قضية "مشحونة" بالنسبة للديمقراطيين في مجلس النواب وهم يسيطرون على الكونغرس".
ترامب متهم بقضيتين، التواطؤ مع روسيا خلال الانتخابات، وشراء سكوت الممثلتين، وإذا ثبت أنه متورط بالفعل، فإن مسألة عزله من السلطة معقدة، خصوصاً من الناحيتين، السياسية والإجرائية. فمن الناحية السياسية، الجهة المنوط بها عزل الرئيس هي مجلسا النواب والشيوخ، حيث يبدأ مجلس النواب في توجيه الاتهام للرئيس، سواء بالخيانة أو سوء الأخلاق والحنث باليمين، ويتم التصويت على الاتهامات التي يجب أن تحصل على الأغلبية البسيطة، وبعدها يصّوت مجلس الشيوخ على الاتهامات نفسها، وهو ما يفسح الطريق أمام عزل الرئيس عن طريق محكمة خاصة، يتم تشكيلها برئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا، ويلعب فيها مجلس النواب دور النيابة، ومجلس الشيوخ دور هيئة المحلفين، وكي يتم خلع الرئيس، يجب أن يصوت مجلس الشيوخ بأغلبية الثلثين على ذلك، وهي مسألة ليست سهلة، خصوصاً في ظل سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ.
ربما لا يجد نداء طليب بعزل الرئيس ترامب آذانا صاغية، لكنه يبقى بصيص ضوء في نفق معتم تتسع دائرته مع السقطات المتكررة، والأخطاء الكثيرة التي اعتاد عليها ترامب، سيما أنه يعاني ضغوطاً داخلية وخارجية، بعد إعادة انتخاب نانسي بيلوسي رئيسة لمجلس النواب، ما زاد من فرضيات المعارضة الداخلية للسياسة الهوجاء والمتخبطة التي ينتهجها ترامب.
عموما، يبعث وصول نائبتين من أصول عربية مسلمة على الأمل، خصوصا في الأوساط الأميركية الدوغمائية التي تجد في سلوكياتها وأخلاقياتها الالتزام بحماية إسرائيل وأمنها والدفاع عنها في غالب الأحيان، فصناعة المستقبل الأميركي، يعني الانخراط الحقيقي بالقانون الذي يلزم الجميع أمام مسؤولياته.
محمد عياش
كاتب وباحث سياسي فلسطيني، يؤمن بمقولة "من طلب الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه".
محمد عياش
مقالات أخرى
25 اغسطس 2019
25 يوليو 2019
21 يونيو 2019