أضحت البرامج الإذاعية ذات الطابع المرتبط بهموم وقضايا الناس الحياتية اليومية في قطاع غزة في الآونة الأخيرة منبراً جماهيراً للكثير من الفلسطينيين لحل قضاياهم عبرها في ظل تعثرهم في الحصول على حلول لها عبر الطرق الرسمية.
وشهدت السنوات القليلة الماضية بروز العديد من البرامج الإذاعية الملقبة بـ"التوك شو" في العديد من الإذاعات المحلية الفلسطينية لا سميا الموجودة في غزة، وارتبط الكثير من متابعيها بها نظراً لمتابعتها للقضايا الحياتية اليومية ومحاولة علاجها عبر المسؤولين.
وتمكنت هذه البرامج من إيجاد الحلول للعشرات من القضايا والهموم الحياتية للعديد من المواطنين الذين وجدوا فيها سُلماً للقفز على الحواجز الحكومية التي اعترضت طريقهم للحصول على حلول فورية وسريعة لقضاياهم في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويرجع الإعلامي أحمد سعيد، مقدم برنامج نبض البلد في إذاعة الشعب المحلية، أسباب توجه الغزيين نحو هذه البرامج إلى القصور الموجود في المؤسسات الخدمية وعدم تلبيتها حاجة المواطن، في الوقت الذي شكلت الإذاعة منبراً لحل هذه القضايا.
ويقول سعيد لـ"العربي الجديد"، إن حاجة المواطنين الماسة للتفريغ عما يجول بداخلهم من هموم وأوجاع كان دافعاً رئيسياً للتوجه نحو الإذاعات والبرامج المرتبطة بالقضايا اليومية والحياتية في الوقت الذي يعانون فيه من غياب حرية الرأي والتعبير.
ويرى الإعلامي الفلسطيني أن هذه البرامج الإذاعية شكلت رقابة على الجهات الحكومية والبلدية وعززت من رغبتها في تقديم الخدمات للمواطنين الفلسطينيين في ظل غياب الرقابة الحقيقية بفعل الواقع المعيشي والأزمات السياسية.
ويشير إلى أن برنامجاً واحداً غير كاف لعرض آراء الناس ومناقشة قضاياهم وهمومهم الحياتية اليومية، إلا أنه يعتبر وسيلة لخرق الجدار ومحاولة لتعزيز فهم المجتمع لحقوقه، لا سميا حرية الرأي والتعبير ومحاربة الفساد في مختلف مناطق وجوده.
ويبين سعيد أن أحد أهم العقبات التي واجهته خلال عمله في مراحله الأولى هي عدم تقبل أجهزة الأمن لهذه البرامج، خصوصاً النقد القوي، ثم تطور الأمر مع الزمن لتصبح القيود أقل مما كانت عليه في السابق، مع وجود تفهّم أن النقد الموجود يهدف لمعالجة الأخطاء.
ويتفق الإعلامي محمد قنيطة، مقدم برنامج "بين المواطن والمسؤول" على إذاعة القدس المحلية، مع سابقه، بأن الظروف المعيشية اليومية لسكان القطاع لا سيما منذ أحداث الانقسام الفلسطيني عام 2007 وصعوبة التواصل مع المسؤولين، كانت دافعاً للمواطنين للتوجه للإذاعات والبرامج المرتبطة بهمومهم اليومية.
ويقول قنيطة لـ"العربي الجديد"، إن برنامجه الذي يقدمه بشكل أسبوعي ساهم في إيصال صوت الناس للمسؤولين في الضفة الغربية وغزة، وطرح الكثير من القضايا الخاصة بأمورهم المعيشية اليومية عبر الهواء ونجح في حل الكثير منها.
ويوضح الإعلامي الفلسطيني أن قيام الإذاعات بشكل عام بجلب المسؤولين للحديث عن مشاكلهم وهمومهم ومحاولة حلها، عزز من الثقة بين المواطنين وهذه البرامج التي تبث عبر الإذاعات الوطنية المحلية، التي تحولت لمؤسسات خدمية.
ويرى قنيطة أن بعض المسؤولين باتوا يتابعون هذه البرامج ويحاولون حل المشكلات التي يعرضها المواطنون عبرها، بالإضافة إلى خشية البعض منهم من الانتقادات التي من الممكن أن تطاولهم حال تقاعسهم عن أداء دورهم.
وتتنافس خلال السنوات الأخيرة العديد من الإذاعات المحلية التابعة للفصائل والأحزاب الفلسطينية إلى جانب عدد محدود من الإذاعات المحلية على كسب المستمعين عبر سلسلة من البرامج التي تهدف لجذب اهتمامهم والتي تتطرق لقضايا الحياة اليومية.
في الأثناء، يؤكد أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية بغزة، أمين وافي، على أن أحد أسباب نجاح هذه البرامج يعود إلى نزولها للشارع والرغبات اليومية للسكان الفلسطينيين وطرحها للكثير من القضايا التي تعجز الوسائل الإعلامية الأخرى عن مناقشتها.
ويشير وافي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى الدور الذي تلعبه الإذاعات الفلسطينية المحلية خلال السنوات الماضية والتي تضمنت تغطية الأحداث الساخنة والاجتياحات الإسرائيلية بالإضافة لنقل أحداث انتفاضة الأقصى عام 2001.
ويبين أن استعانة الإذاعات المحلية بالعديد من الكوادر الشبابية الصاعدة بالإضافة إلى بعض الأسماء والخبرات الصحافية اللامعة محلياً، أعطى للإذاعة دوراً رائداً رغم حالة التطور التكنولوجي، وأسهم في الحفاظ على متابعيها.
ويشدد وافي على أنه لن تستطيع أي وسيلة تحقيق النجاح وجذب المتابعين بشكل كبير إليها ما لم تتبنَّ قضايا وهموم الناس الحياتية وتعمل على إبرازها بشكل يتوافق ومشكلات الحياة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون.
اقــرأ أيضاً
وشهدت السنوات القليلة الماضية بروز العديد من البرامج الإذاعية الملقبة بـ"التوك شو" في العديد من الإذاعات المحلية الفلسطينية لا سميا الموجودة في غزة، وارتبط الكثير من متابعيها بها نظراً لمتابعتها للقضايا الحياتية اليومية ومحاولة علاجها عبر المسؤولين.
وتمكنت هذه البرامج من إيجاد الحلول للعشرات من القضايا والهموم الحياتية للعديد من المواطنين الذين وجدوا فيها سُلماً للقفز على الحواجز الحكومية التي اعترضت طريقهم للحصول على حلول فورية وسريعة لقضاياهم في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويرجع الإعلامي أحمد سعيد، مقدم برنامج نبض البلد في إذاعة الشعب المحلية، أسباب توجه الغزيين نحو هذه البرامج إلى القصور الموجود في المؤسسات الخدمية وعدم تلبيتها حاجة المواطن، في الوقت الذي شكلت الإذاعة منبراً لحل هذه القضايا.
ويقول سعيد لـ"العربي الجديد"، إن حاجة المواطنين الماسة للتفريغ عما يجول بداخلهم من هموم وأوجاع كان دافعاً رئيسياً للتوجه نحو الإذاعات والبرامج المرتبطة بالقضايا اليومية والحياتية في الوقت الذي يعانون فيه من غياب حرية الرأي والتعبير.
ويرى الإعلامي الفلسطيني أن هذه البرامج الإذاعية شكلت رقابة على الجهات الحكومية والبلدية وعززت من رغبتها في تقديم الخدمات للمواطنين الفلسطينيين في ظل غياب الرقابة الحقيقية بفعل الواقع المعيشي والأزمات السياسية.
ويشير إلى أن برنامجاً واحداً غير كاف لعرض آراء الناس ومناقشة قضاياهم وهمومهم الحياتية اليومية، إلا أنه يعتبر وسيلة لخرق الجدار ومحاولة لتعزيز فهم المجتمع لحقوقه، لا سميا حرية الرأي والتعبير ومحاربة الفساد في مختلف مناطق وجوده.
ويبين سعيد أن أحد أهم العقبات التي واجهته خلال عمله في مراحله الأولى هي عدم تقبل أجهزة الأمن لهذه البرامج، خصوصاً النقد القوي، ثم تطور الأمر مع الزمن لتصبح القيود أقل مما كانت عليه في السابق، مع وجود تفهّم أن النقد الموجود يهدف لمعالجة الأخطاء.
ويتفق الإعلامي محمد قنيطة، مقدم برنامج "بين المواطن والمسؤول" على إذاعة القدس المحلية، مع سابقه، بأن الظروف المعيشية اليومية لسكان القطاع لا سيما منذ أحداث الانقسام الفلسطيني عام 2007 وصعوبة التواصل مع المسؤولين، كانت دافعاً للمواطنين للتوجه للإذاعات والبرامج المرتبطة بهمومهم اليومية.
ويقول قنيطة لـ"العربي الجديد"، إن برنامجه الذي يقدمه بشكل أسبوعي ساهم في إيصال صوت الناس للمسؤولين في الضفة الغربية وغزة، وطرح الكثير من القضايا الخاصة بأمورهم المعيشية اليومية عبر الهواء ونجح في حل الكثير منها.
ويوضح الإعلامي الفلسطيني أن قيام الإذاعات بشكل عام بجلب المسؤولين للحديث عن مشاكلهم وهمومهم ومحاولة حلها، عزز من الثقة بين المواطنين وهذه البرامج التي تبث عبر الإذاعات الوطنية المحلية، التي تحولت لمؤسسات خدمية.
ويرى قنيطة أن بعض المسؤولين باتوا يتابعون هذه البرامج ويحاولون حل المشكلات التي يعرضها المواطنون عبرها، بالإضافة إلى خشية البعض منهم من الانتقادات التي من الممكن أن تطاولهم حال تقاعسهم عن أداء دورهم.
وتتنافس خلال السنوات الأخيرة العديد من الإذاعات المحلية التابعة للفصائل والأحزاب الفلسطينية إلى جانب عدد محدود من الإذاعات المحلية على كسب المستمعين عبر سلسلة من البرامج التي تهدف لجذب اهتمامهم والتي تتطرق لقضايا الحياة اليومية.
في الأثناء، يؤكد أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية بغزة، أمين وافي، على أن أحد أسباب نجاح هذه البرامج يعود إلى نزولها للشارع والرغبات اليومية للسكان الفلسطينيين وطرحها للكثير من القضايا التي تعجز الوسائل الإعلامية الأخرى عن مناقشتها.
ويشير وافي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى الدور الذي تلعبه الإذاعات الفلسطينية المحلية خلال السنوات الماضية والتي تضمنت تغطية الأحداث الساخنة والاجتياحات الإسرائيلية بالإضافة لنقل أحداث انتفاضة الأقصى عام 2001.
ويبين أن استعانة الإذاعات المحلية بالعديد من الكوادر الشبابية الصاعدة بالإضافة إلى بعض الأسماء والخبرات الصحافية اللامعة محلياً، أعطى للإذاعة دوراً رائداً رغم حالة التطور التكنولوجي، وأسهم في الحفاظ على متابعيها.
ويشدد وافي على أنه لن تستطيع أي وسيلة تحقيق النجاح وجذب المتابعين بشكل كبير إليها ما لم تتبنَّ قضايا وهموم الناس الحياتية وتعمل على إبرازها بشكل يتوافق ومشكلات الحياة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون.