هنالك وقت

02 فبراير 2016
عبد الله عمري / سورية
+ الخط -

وما حدثَ لي، حدثَ لكثيرينَ غيري.
وقعتُ عن الرصيفِ، فحملني الثلج.
لكنّني لم أرَ وجهَه جيداً
كانَ الظلامُ يلفُ الطريقَ إلى البيت
والآنَ في البيتِ نجلسُ وحدَنا، 
لنا ذكرياتٌ أنا والثلج، يسألُ:
 أتذكُرُ كيف حملتُكَ قبلَ النزولِ إلى الهاوية
؟ ثم يذوبُ فأحملُ ما تبقّى منه
 وألقي بنفسي عليه، لكن دونَ هاويةٍ هذِه المرة.

***

أذكرُ أبي حينَ انتبهتُ له في المرةِ الأولى. كان يرتدي معطفاً ثميناً وحذاءً من الجلد.
(كنت أضعُ قدمي فيه كلّ ليلةٍ كي أعرفَ كم سأكبرُ غداً إلى أن صارَ الحذاءُ بمقاسِ قدمي).
ثم احتفظتُ بصورةٍ صغيرةٍ له في محفظتي. المحفظة التي أضعتُها بسببِ ضعف في الذاكرة.

***

هنالك وقتٌ كي أكتبَ الشعر، هنالك وقتٌ كي أرى الثلجَ فوقَ الرصيف
هنالك وقتٌ كي أُعِدَّ للفجرِ قهوةً، هنالك وقتٌ ليُصبحَ النصُ أطولَ أو أقصر
هنالك وقتٌ كي أهاتفَ أمي وأخبرَها أنّ ابنيَ يكبرُ في قبرِه الآنَ، وأنّ اسمَه ما زال حياً في شهادةِ الموتِ
هنالك وقتٌ لأبحثَ عني وعن إخوتي في مكانٍ بعيد
هنالك وقتٌ كي أزورَ فلسطينَ يوماً، هنالك وقتٌ لكلِّ شيء أراهُ أمامي وخلفي
لكنّني لا أملكُ الوقتَ كي أنامَ سعيداً أو أنامَ فحسْب


اقرأ أيضاً: كأنَني رجلٌ أضاعَ شيئاً ما

المساهمون