في هذا الإطار، تؤكد المسؤولة الإعلامية في السفارة الفرنسية في بيروت، نور عقل، لـ"العربي الجديد"، أن جدول زيارة هولاند إلى بيروت لم يحدّد بشكل نهائي، وكذلك لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين.
من جهتها، أشارت مصادر من رئاسة الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية اللبنانية، لـ"العربي الجديد"، إلى كون الزيارة "تأتي كخطوة غربية جديدة للتأكيد على الاهتمام الدولي بلبنان، وعدم وضعه على هامش الأزمات في المنطقة".
ولا يفصل المعنيون في الخارجية اللبنانية زيارة هولاند عن النشاط الدبلوماسي الذي تشهده بيروت منذ ثلاثة أسابيع، وتخلّلته زيارة كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، فيديريكا موغريني، واللذين زارا بيروت نهاية شهر مارس/ آذار الماضي.
كما يصبح من المنطقي، نتيجة هذا الربط، وضع ملفي الأمن واللاجئين السوريين على جدول أعمال هولاند في بيروت، تحديداً بعد الأزمة التي باتت أوروبا تعيشها على الصعيدين.
ومن المتوقع أن تكون الزيارة مناسبة جديدة للمسؤولين اللبنانيين للمطالبة بدعم لبنان على المستويات كافة، للتمكّن من مواجهة أزمة اللجوء السوري والتبعات الأمنية للأزمة في سورية. بالإضافة إلى وضع الملفات الأخرى على طاولة البحث مع المسؤولين اللبنانيين، وتحديداً موضوع إعادة الحياة إلى الواقع السياسي في البلاد من خلال انتخاب رئيس للجمهورية والعمل الحكومي والديمقراطي، وجميعها عناوين تندرج في إطار ما يعتبره الفرنسيون "مقوّمات الدولة".
زيارة هولاند إلى لبنان، هي الثانية خلال ولايته في الرئاسة الفرنسية (الزيارة الأولى كانت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012)، ولا يفصلها المطلعون عن أجواء السفارة الفرنسية في بيروت، وما يعتبرونه "الاهتمام الفرنسي الدائم، والعلاقات الثنائية الممتازة بين البلدين".
ولو أنّ هذا الاهتمام لم يأت بأي ثمار سياسية جدية منذ ما يقارب العقد، نتيجة تردّي أوضاع الخارجية الفرنسية باعتراف متتبعين، ونتيجة انتقال الملف اللبناني إلى مستوى آخر من الصراع والنفوذ الإقليمي والدولي.
وشهد التأثير الفرنسي على لبنان، منذ الاستقلال وصولاً إلى مرحلة السلم، وبينهما الحرب الأهلية، انحداراً منذ عام 2005 لحظة اغتيال رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري (في 14 فبراير/ شباط من ذلك العام)، مع العلم أنّ الأخير كانت تربطه علاقات جيّدة مع المسؤولين الفرنسيين، وأولهم رئيس الجمهورية الأسبق جاك شيراك.
وتجدر الإشار إلى أنه منذ عقد من الزمن، لم يتمكّن الفرنسيون من فرض أي شيء على الساحة اللبنانية أو الدفع باتجاه الحلحلة الجدية للأزمات المتلاحقة التي يمرّ بها. رغم الجهود الفرنسية لحلّ أزمة الشغور الرئاسي منذ مايو/ أيار 2014، وذلك من خلال جولات مكّوكية قام بها مساعد وزير الخارجية الفرنسية لشؤون الشرق الأوسط، جان فرانسوا جيرو، بين بيروت والرياض وطهران، من دون أن يكون لهذه التحركات أي نتائج تذكر.