أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أن منفذي الاعتداء على كنيسة في بلدة سانت إتيان دو روفراي، قرب مدينة رُوان، شمال باريس، اليوم الثلاثاء، أعلنا الانتماء إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ووصف هولاند، الذي توجه مباشرة بعد وقوع الاعتداء إلى المكان بصحبة وزير الداخلية، برنار كازنوف، الاعتداء على الكنيسة بأنه "جريمة إرهابية دنيئة".
وأضاف الرئيس الفرنسي: "إنها ضربة وجّهت للكاثوليك، لكن الفرنسيين جميعاً معنيون"، داعياً الفرنسيين، الذين صدمهم اعتداء نيس في 14 يوليو/تموز، إلى "التماسك" في مواجهة الإرهاب وتشكيل "كتلة لا يستطيع أحد أن يصدعها".
من جهتها، قالت وكالة "أعماق" للأنباء، التابعة للتنظيم، في بيان، إن منفذي الهجوم على الكنيسة هما "جنديان" من التنظيم، مضيفة أنهما "نفذا العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف الصليبي".
وقد تمكنت قوات النخبة الفرنسية من إنهاء العملية في وقت قصير، حيث قتلت المسلحين اللذين استعملا السكاكين لاحتجاز الرهائن، عند التاسعة والنصف صباحا، موعد قداس الصبح، قبل أن يقدما على ذبح كاهن الكنيسة.
وخلال تدخل الشرطة، أصيب ثلاثة رهبان بجروح، أحدهم في حالة الخطر ويتأرجح بين الحياة والموت، حسب مصادر الشرطة.
ووصفت الشرطة المهاجمين بـ"الملتحين" المسلحين بالسكاكين، فيما تحدثت مصادر إعلامية عن جرح أحد رجال الشرطة خلال اقتحام قوات النخبة للكنيسة من أجل تحرير الرهائن.
وأعلن، رسميا، عن إحالة ملف العملية إلى قضاة مكافحة الإرهاب في باريس.
وبحسب مصادر مقربة من التحقيق، فإن أحد المهاجمين معروف لدى الأجهزة الأمنية المكلفة بمحاربة الإرهاب، وكان اعتقل بتهمة الإرهاب وتم إطلاق سراحه أخيراً.
وبعد تأكد فرضية "الاعتداء الإرهابي" على لسان الرئيس هولاند، بات هذا الاعتداء هو الأول من نوعه الذي يستهدف كنيسة فرنسية.
وكانت السلطات أحبطت، في أبريل/نيسان 2015، مخططاً للهجوم على كنيسة في ضاحية فيل جويف، قرب باريس، كان يعده طالب جزائري، يدعى سيد أحمد غلام، تم اعتقاله قبل تنفيذه الاعتداء.
كما حذرت السلطات، في وقت سابق، من استهداف الكنائس ودور العبادة المسيحية، ودعت رجال الدين إلى توخي الحذر، خصوصاً في أوقات الصلاة.
كما أن وزير الداخلية، برنار كازنوف، كان أمر بحراسة حوالي 140 كنيسة في فرنسا، خلال أعياد الميلاد الأخيرة، بعد ورود معلومات استخباراتية عن احتمال تعرض الكنائس لاعتداءات.
ويأتي هذا الاعتداء على كنيسة سانت اتيان دو روفراي بعد مرور 12 يوماً على اعتداء نيس الذي نفذه مهاجر تونسي، يدعى محمد لحويج بوهلال بعملية دهس للحشود بشاحنة، ما أوقع 84 قتيلاً ليلة الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي.
كما يأتي هذا الاعتداء الجديد في سياق تتعرض فيه الحكومة لانتقادات عنيفة من طرف المعارضة اليمينية، التي تتهمها بالتقصير والعجز عن حماية الفرنسيين من التهديدات رغم حال الطوارئ والاستنفار الأمني الذي تعيشه البلاد منذ عدة شهور.
وتعرضت فرنسا إلى ثلاثة اعتداءات دامية، خلال ثمانية عشر شهراً، وخلفت 17 قتيلاً في يناير/كانون الثاني 2015، و130 في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، و84 في 14 يوليو/ تموز الجاري.