نجحت هولندا في خطف البطاقة الأولى المؤهلة إلى الدور الثاني، بعد تحقيقها فوزاً مثيراً وصعباً على أستراليا (3 – 2)، في مباراة مجنونة لم يقدم فيها المنتخب الهولندي الكرة الشاملة، بل أستراليا هي من قدمتها وظهرت بمستوى كبير وأداء قوي، لكنها فشلت في مجاراة الفعالية التهديفية التي تُميز هولندا، لتغادر المونديال البرازيلي من الدور الأول.
سيطرة أسترالية وتشتت هولندي
بعد العرض الساحر الذي قدمته هولندا في أول مباراة أمام إسبانيا، حيثُ اكتسحت بطل العالم في العام 2010، بخمسة أهداف قاسية، دخلت الطواحين الهولندية المباراة اليوم أمام أستراليا من أجل ضمان أول بطاقة للعبور إلى الدور الثاني، في حين أن المنتخب الأسترالي سيُحاول مجاراة قوة وفنون هولندا على البساط الأخضر، والخروج بأقل الأضرار المُمكنة.
بداية المباراة كانت قوية من الجانب الأسترالي الذي استحوذ على الكرة بشكل كبير بدون منح هولندا أي ثغرة من أجل البدء بشن الهجمات الخطيرة، وحاولت أستراليا الضغط من خلال بناء هجمات عبر الأطراف، والاعتماد على الكرات العرضية في ظل هدوء هولندي على أرض الملعب، قد يسبقُ العاصفة الكروية القادمة في المباراة.
"العين بالعين والسن بالسن"
لكن هولندا نجحت في كسر الهدوء الحذر الذي سيطر على أدائها في أول ربع ساعة، بعدما انطلق روبن بسرعة رهيبة ليدخل منطقة الجزاء ويسدد كرة قوية تسكن الشباك (د.20)، وفي حين كان لاعبو المنتخب الهولندي لا يزالون في نشوة الهدف الأول، جاءهم الردّ الأسترالي السريع من تيم كاهيل الذي تلقى كرة طويلة، تابعها على الطائر بتسديدة صاروخية هزت الشباك البرتقالية (د.21).
وكادت أستراليا أن تباغت هولندا إثر كرة عرضية خلف مدافعي هولندا، ليأتي بريشيانو المندفع ويتابعها بتسديدة قوية قريبة من العارضة (د.31)، ليشهد الشوط الأول على أداء أسترالي جميل جداً، وكرة قدم جماعية، في ظل مستوى هولندي مغاير عن المباراة الأولى، ربما بسبب الضغط العالي الذي ميز أستراليا وحرم هولندا من الكرة.
في الشوط الثاني، دخلت أستراليا بنفس الروح القتالية العالية سعياً وراء الفوز الثمين والغالي وفعلاً هذا ما حصل عندما قلب المنتخب الأسترالي الطاولة، بعد أن حصل على ركلة جزاء ترجمها جيديناك في المرمى بنجاح (د.54)، ليكشر "السوكوروس" عن أنيابه ويظهر مهارات كروية لم تقدمها أستراليا في حياتها، لكن هولندا أرادته سيناريو غير عادي لتردّ سريعاً عبر معادلة النتيجة، إثر تسديدة قوية من فان بيرسي من داخل منطقة الجزاء عانقت الشباك (د.58).
أستراليا أهدرت وهولندا عاقبت
وفي حين سنحت لأستراليا فرصة ذهبية من أجل تسجيل الهدف الثالث، عبر خطأ دفاعي هولندي لتصل الكرة إلى ماثيو ليكي غير المراقب، الذي أساء التصرف أمام المرمى ولعب كرة سهلة بصدره جهة المرمى، لتنطلق هولندا في هجمة مرتدة وتعاقب المنتخب الأسترالي بهدفٍ ثالث عبر تسديدة قوية من ديباي سكنت الجهة اليسرى للمرمى الأسترالي (د.68).
وانتفضت هولندا بعد تسجيلها هدف التقدم الثالث، إذ ضغطت وهاجمت المرمى الأسترالي بدون رحمة، ولولا صحوة دفاع أستراليا وحارسه لكانت النتيجة تضاعفت إلى أكثر من أربعة أهداف، في حين أن المنتخب الأسترالي لم يستسلم واستمر في محاولاته من أجل تسجيل على الأقل هدف التعادل وتفادي الخروج باكراً من المونديال.
لتنتهي المباراة بفوز مهم لهولندا على أستراليا (3 – 2)، ليشهد كأس العالم على أول المتأهلين إلى الدور الثاني، وأول المغادرين أيضاً.