هيئة الترفيه السعودية.. إعادة السينما وإنشاء مسارح ومتاحف

09 مايو 2016
المولات من أماكن الترفيه القليلة بالسعودية (تويتر)
+ الخط -
لن تكون مهمة الهيئة العامة للترفيه التي تم تأسيسها في السعودية السبت الماضي، سهلة، فالبلاد ذات الاقتصاد الأكبر عربياً، تفتقد لأماكن الترفيه التي يمكن زيارتها، فلا يوجد إلا عدد محدود من المسارح، وأغلبها مسارح وقتية، ولا توجد متاحف بالمعنى المتعارف عليه ولا وجود لدور العرض السينمائي على الإطلاق.


وتقتصر وسائل الترفيه التي يمكن للسعوديين الاستمتاع بها على التسوق في المراكز التجارية أو التريض في الحدائق العامة شديدة الزحام، وشواطئ البحر المحدودة في المدن الساحلية.

دور سينما، وقاعات مسرح، ومتاحف، أهم الخدمات التي ينتظرها السعوديون من رئيس هيئة الترفيه، أحمد الخطيب، الذي كان وزيراً للصحة في فترة سابقة، هذا ما يؤكد عليه الكاتب والناشط وليد الزيد، والذي يشدد على أن ملايين السعوديين يسافرون للبحث عن الترفيه في العواصم القريبة.

ويقول الزيد لـ"العربي الجديد": "هيئات الترفيه في كل مكان تهدف لتنظيم قطاع الترفيه من خلال رسم سياسته بما يتناسب مع عادات المجتمع، وتكون هي الجهة المعنية باستقبال طلبات المستثمرين الراغبين في إنشاء مراكز ترفيهيّة جديدة تنسجم مع توجهات الدولة دون أن تتعارض مع قيم المجتمع وعاداته وتقاليده، وكان هذا الدور ضمن صلاحيات هيئة السياحة، كما أنها ستتابع الأنشطة الترفيهيّة القائمة حالياً، وتسعى لجذب المزيد من المستثمرين في هذا القطاع، نحن بالتأكيد نعاني من قصور كبير في هذا الجانب مع أنه جانب مربح، فالسعوديون متعطشون للترفيه بكل عناصره المتاحة والمقبولة".


ويضيف: "يتطلع السعوديون لأن يجدوا الترفيه داخل مدينتهم، أن تكون لديهم الخيارات في قضاء وقت ممتع، لا أن يكون الخيار الوحيد الاتجاه للمجمعات التجارية، نحتاج مثل كل الدول لدور سينما ومسارح ومتاحف، ومعارض يمكن الذهاب لها، وقضاء وقت ممتع لا يكلف الكثير، فالضغوط المالية والتضخم جعلت من التسوق أمراً صعباً حالياً".

ويضيف الزيد أن المطالب لن تتحقق بين يوم وليلة، بل تحتاج بعض الوقت كي تتحقق، ويتابع: "المهم أننا تحركنا، وباتت هناك هيئة مكلفة بهذا الأمر، هذه خطوة هامة".

في ذات الاتجاه، يؤكد الممثل ناصر القصبي، أن وجود هيئة للترفيه سيعيد للمجتمع طبيعته التي فقدها قبل وقت طويل، مشدداً أن الترفيه سيسهم في تهذيب الأخلاق والأرواح، وفي اختفاء بعض السلوكيات السلبية في المجتمع، وكتب القصبي على "تويتر": "إنشاء هيئة عامة للترفيه سيعيد إنسانيتنا التي فقدناها عشرات السنين، وسنصبح مثل بقية خلق الله بشراً طبيعيين، فالترفيه سيهذب ليس أرواحنا فقط، بل حتى أخلاقنا".


ويرى مدير مهرجان الشباب للأفلام، ممدوح سالم، أن أهم ما يجب أن تهتم به الهيئة الجديدة هو إعادة السينما إلى السعودية، والتي كانت متواجدة قبل أربعين عاماً، ويقول لـ"العربي الجديد": "ركزت رؤية التحول الوطني 2030 على حق المواطن في الترفيه، هو أمر أساسي ولا يمكن تجاهله، وأهم ما يمكن أن يستفيد منه المواطن هي دور السينما، فالسعوديون يحبون الأفلام السينمائية، وأكثر من 90 في المائة من رواد السينما في البحرين هم من السعوديين".

ويضيف سالم: "التحولات الجديدة تجعلنا نأمل أن يكون لدينا في القريب العاجل مسارح وسينما ومتاحف، بما يتناسب مع خصوصيات المجتمع، فمن الممكن أن يكون لدينا ترفيه دون أن يصاحبه انفلات أخلاقي، فالفنون لا تعني أبداً ذلك".