هيئة حقوقية: أفارقة يعملون بظروف صعبة بالجزائر
وذكر تقرير نشرته الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أن "أفارقة يعملون في ظروف تقترب من العبودية في الجزائر"، مؤكدة أنها "تتابع باهتمام وتدق ناقوس إنذار حول استغلال أرباب عمل ومقاولين وأصحاب مزارع كبرى، ومستثمرات فلاحية للنازحين الأفارقة غير الشرعيين بمشاريعهم بعيداً عن القوانين المعمول في مجال العمل، ودون استصدار تصاريح خاصة بهم لدى الضمان الاجتماعي".
وذكر التقرير أن "الإقطاعيين الجدد يستغلون مآسي المهاجرين الأفارقة الهاربين من ويلات الحروب والفقر في بلدانهم، في مشاريعهم سواء في ورشات البناء أو فلاحة مقابل رواتب زهيدة، حيث يتعرضون لاستغلال بشع، وبدون تصاريح لدى الضمان الاجتماعي، في الوقت الذي يصل فيه ما يتقاضاه هؤلاء العمال إلى أقل من نصف الحد الأدنى من أجر العامل الجزائري، وإيوائهم في مساكن دون المستوى ".
اقرأ أيضاً: دراسة: 14 مليون جزائري يعيشون تحت خط الفقر
وأشار التقرير إلى أن " كثرا من أرباب العمل انتهزوا فرصة تراخي السلطات الوصية في تحقيقاتها الميدانية، بعد قرار الحكومة السماح بتوظيف اللاجئين الأفارقة والعرب في مختلف القطاعات، خاصة لدى أصحاب المصانع ومقاولات البناء، من خلال السماح لمديريات التشغيل على مستوى الولايات بمنح تراخيص بتوظيف هؤلاء، بدون وجود متابعة ميدانية لحماية هؤلاء العمال غير الشرعيين".
وحذرت الهيئة الحقوقية من "استغلال الوضع الإنساني الصعب للمهاجريين، وهو نوع من أنواع العبودية في العصر الحديث وذلك باستعمال أقنعة متعددة، وأن تلك الخروقات لا يمكن غض البصر عنها وهو بالتالي شكل من أشكال استغلال الإنسان لأخيه الإنسان"، مطالبة أرباب العمل الالتزام بالقوانين المنظمة للأعمال.
وطالبت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان الحكومة الجزائرية بالتدخل لإنهاء هذه الممارسات اللاإنسانية، والحدّ من الاستخفاف المروع بالحقوق الإنسانية الأساسية للعمال الأفارقة غير الشرعيين.
ويصل تباعاً عدد كبير من المهاجرين الأفارقة بطريقة غير قانونية إلى الجزائر عبر مدن الجنوب القريبة من مالي والنيجر، وينتقلون إلى مدن وسط وشمال الجزائر.
وقدرت الرابطة الحقوقية إجمالي العمالة الأفريقية في الجزائر بين 11 إلى 13 ألف عامل، من مجموع 140 ألف عامل أجنبي يعملون في البلاد.
اقرأ أيضاً: 16 ألف مهاجر أفريقي نزحوا إلى الجزائر