قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير جون كيري تحدث عبر الهاتف إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، دون أن يحرزا تقدماً يذكر بشأن استئناف وقف إطلاق النار في سورية، لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام مزيد من الاتصالات.
وقال المتحدث باسم الوزارة، مارك تونر، إن الولايات المتحدة لا تزال "على وشك" تعليق الاتصالات الثنائية مع روسيا بشأن سورية. لكنه أضاف أن هناك أساساً كافياً للمحادثات يجعل واشنطن غير راغبة في الانسحاب منها بعد.
وبيّن في إفادة صحافية نشرتها وكالة "رويترز"، أن العملية الدبلوماسية بين البلدين بشأن سورية "على جهاز الإنعاش لكنها لم تمت بعد".
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت في بيان نشر على موقعها، أن لافروف، في اتصال مع كيري، أبدى استعداد بلاده لمواصلة النظر في الإمكانيات الإضافية للإسهام في تهدئة الوضع في حلب.
كما شدد على أن "روسيا لا تزال منفتحة على الحوار مع الولايات المتحدة بشأن القضايا الرئيسية للتسوية السورية"، وفق المصدر.
ويأتي ذلك، في ظل التصعيد المتبادل بين واشنطن وموسكو على خلفية الحملة العنيفة التي تشنها الأخيرة على مدينة حلب، منذ أكثر من أسبوع.
وقدمت فرنسا اقتراحاً لاستصدار قرار من مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار في حلب. وعلقت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة، السفيرة سامانثا باور، على الاقتراح بالقول: "أنا لم أر أي قرار. لذلك لا أستطيع التعليق على ذلك. ما يمكنني أن أعلق عليه هو أننا نشهد الأسبوع الأكثر وحشية في الأعوام الخمسة ونيف لهذه الحرب الوحشية. ما يفعله الأسد وروسيا في حلب يُقطّع القلب".
وأضافت: "1700 ضربة جوية على جانب واحد من المدينة. دعونا لا ننسى أن نتحدث عن حلب الشرقية. أكثر من ألف شخص لقوا حتفهم، وهذا هو مجرد الرقم الذي نعرفه. هناك المئات من الأشخاص الذين دفنوا تحت الأنقاض ولا يتسنى إنقاذهم بسبب الاستهداف المتعمد لذوي الخوذ البيضاء. فقد استهدفت مقراتهم في جانبين متباعدين من المدينة في فترات متقاربة. ما يجري هو محاولة بشعة لتجويع وضرب الناس في الجانب الشرقي من المدينة".
وتابعت: "رأيت البارحة كيف يشعر السفير السوري أمام الموت والمجازر. كان يضحك. مفاوض النظام في جنيف كان يضحك أيضا. هذه هي برودة الدم والوحشية التي نتحدث عنها. وروسيا تقف جنبا إلى جنب مع أولئك الأشخاص ومع تلك القاذفات، وهي لا تدعم النظام فحسب، بل وتقاتل إلى جانبه وتقصف معه وتتفوق على وحشيته التي عهدناها في عمر الحرب".