وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، إن هناك ثمة دليلاً قوياً على أن بعض المتظاهرين الموالين لروسيا الذين استولوا على مبانٍ حكومية في شرق أوكرانيا، وهم ليسوا من السكان المحليين. وأكد ان التصعيد في أوكرانيا هو نتيجة لضغوط روسية متصاعدة.
وحذر كارني من أنه إذا تحركات روسيا داخل شرق أوكرانيا علناً أو سراً، فإن هذا التحرك سيمثل تصعيداً شديد الخطورة.
ودعا كارني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى وقف الجهود الرامية إلى زعزعة استقرار المنطقة، مضيفاً أنه يتعين على روسيا سحب قواتها المتمركزة على الحدود.
بدوره، أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن واشنطن تتابع الأحداث في شرق أوكرانيا بقلق بالغ، محذراً إياه من أن أي تحركات أخرى من جانب موسكو لزعزعة استقرار أوكرانيا "سيكبد روسيا مزيدا من الخسائر".
ونقلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، جين ساكي، عن كيري دعوته "روسيا للنأي بنفسها علنا عن أنشطة الانفصاليين والمخربين والمحرضين،" في أوكرانيا. وقالت إن "الوزيرين ناقشا فكرة إجراء محادثات مباشرة، خلال الأيام العشرة المقبلة تضم أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لنزع فتيل الأزمة".
وبعد وقت قليل من التحذيرات الأميركية لروسيا، توجه لافروف نحو القائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني، أندريه ديشيتسا، ليحذره في اتصال هاتفي أن كييف يجب ألا تستخدم القوة، ضد المحتجين الموالين لروسيا، في جنوب شرق أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية في بيان "يؤكد (الجانب الروسي على) ضرورة احترام تطلعات سكان جنوب شرق أوكرانيا، وعدم جواز استخدام القوة للرد على المطالب القانونية (للمحتجين) لحماية لغتهم وثقافتهم وحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية".
وكان انفصاليون موالون لروسيا قد أعلنوا في وقت سابق من اليوم الاثنين، استقلال مدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا، وأثارت هذه الأحداث الجارية المخاوف من تكرار ما حدث من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وكانت الأحداث الأمنية والسياسية تسارعت في أوكرانيا، خلال الساعات الماضية، بعدما أعلنت وكالة "إيتارتاس" الروسية، أن منطقة "دونيتسك أوبلاست" الأوكرانية قررت الانفصال عن أوكرانيا، بعد قرار مجلسها الإقليمي إعلان المنطقة "جمهورية شعبية مستقلة ذات سيادة".
كما ذكرت وكالة "إيتارتاس" أن المجلس حوّل نفسه من مجلس إقليمي إلى مجلس جمهوري. واتخذ المجلس قراراً بإجراء استفتاء في مايو/أيار المقبل على مستقبل المنطقة، في خطوة من شأنها أن تضاعف الأزمة الأوكرانية، وترفع من منسوب التوتر مع روسيا.
ونقلت الوكالة عن قرار أصدره المجلس الاقليمي لدونيتسك قوله إن "استفتاءً حول مستقبل دونيتسك ينبغي أن يجري في موعد أقصاه 11 مايو/أيار". كما طالب روسيا بإرسال قوات حفظ سلام إلى المنطقة.
أوضح أحد المشرعين الذين حضروا الجلسة أنه "تم تنسيق الموعد النهائي لإجراء الاستفتاء مع أوهانسك أوبلاست وخاركوف أوبلاست".
وتأتي هذه الخطوة بعدما كان عدد من المحتجين في شرق أوكرانيا قد اقتحموا، أمس الأحد، مبنى الحكومة الإقليمية في مدينة دونيتسك، ورفعوا العلم الروسي على إحدى شرفاته في تحد لحكومة كييف.
كذلك قالت وزارة الداخلية الأوكرانية، وفقاً لوكالة "رويترز"، إن مجموعات مجهولة، أقامت حواجز خلال الليل على الطريق الرئيسي في لوغانسك، الواقعة على بعد نحو 25 كيلومتراً شرقي روسيا. وعلى الأثر، أعلنت الشرطة في لوغانسك أنها في حالة تأهب، وأنها أغلقت جميع مداخل المدينة.
وتشهد مناطق في شرق أوكرانيا، الناطق بالروسية، بما في ذلك دونيتسك، مسقط رأس الرئيس السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، تصاعداً في حدة التوتر منذ الإطاحة به وتنصيب حكومة مدعومة من الاتحاد الأوروبي في كييف.
أما في القرم، فأشارت وكالة "رويترز" اليوم الإثنين، إلى تأكيد وزارة الدفاع الأوكرانية مقتل ضابط بحري علي يد جندي روسي في القرم.
ودفعت هذه التطورات رئيس الوزراء الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، إلى التحذير من أن الاحتجاجات في شرق أوكرانيا، هي جزء من خطة لزعزعة استقرار أوكرانيا وإدخال القوات الروسية.
واتهم ياتسينيوك، في تصريحات نقلتها "رويترز،" القوات الروسية بإشعال الاحتجاجات في شرق أوكرانيا. وأضاف، في اجتماع حكومي، أن القوات الروسية باتت على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية.
من جهته، دعا الرئيس الأوكراني المؤقت، أولكسندر تيرتشينوف، إلى عقد اجتماع أمني طارئ لبحث تطورات أزمة اندلاع تظاهرات مناصرة لروسيا في ثلاث مدن في شرق أوكرانيا.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن تيرتشينوف ألغى زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلى ليتوانيا للتعامل مع الأحداث الجارية.
في غضون ذلك، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الاتحاد الأوروبي لن يتردد إذا تطلب الأمر فرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا بسبب أوكرانيا.
وأكدت ميركل أن لكل دولة من الدول الأعضاء الـ29 في الاتحاد، علاقات مع روسيا، وهناك اختلافات في الآراء في كيفية التعامل مع موسكو، "والعديد من أعضاء الكتلة الأوروبية يعتمدون على النفط والغاز الروسيين من أجل احتياجاتهم في مجال الطاقة". وأشارت المستشارة الألمانية إلى أنه في حال اتخذت روسيا خطوات إضافية لانتهاك سلامة الأراضي الأوكرانية، فإن الكتلة ستتحرك بموقف موحد وتفرض عقوبات اقتصادية.