في ظل هذه الأجواء، سارعت واشنطن إلى التأكيد على رفضها المسّ بسيادة لبنان أو تهديد استقراره، فأصدر البيت الأبيض بياناً حذّر فيه من تهديد أطراف داخلية أو خارجية لبنان، فيما نشطت الجهود الدبلوماسية الفرنسية لضبط الأوضاع.
وقال بيان صدر اليوم عن البيت الأبيض إن "الولايات المتحدة ترفض في هذا الوقت الحساس اي جهود تقوم بها المليشيات داخل لبنان أو أي قوات أجنبية لتهديد استقرار لبنان أو تقويض مؤسسات الحكومة اللبنانية أو استخدام لبنان قاعدة لتهديد الآخرين في المنطقة".
وأكد البيت الأبيض أن سعد الحريري "شريك موثوق به للولايات المتحدة في تعزيز المؤسسات اللبنانية ومحاربة الإرهاب وحماية اللاجئين"، مبيّناً أن "القوات المسلحة اللبنانية وقوات أمن الدولة اللبنانية الأخرى هي السلطات الأمنية الشرعية في لبنان".
عون يطالب السعودية بتوضيح
وأكد عون أن لبنان "لا يقبل أن يكون رئيس وزرائه في وضع يتناقض مع الاتفاقيات الدولية"، مطالباً السعودية أن توضح الأسباب التي تحول دون عودة رئيس الوزراء المستقيل إلى بيروت.
وأصدر المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية اللبنانية بياناً عن "إبلاغ رئيس الجمهورية ميشال عون مراجع رسمية محلية وخارجية أن الغموض المستمر منذ أسبوع، والذي يكتنف وضع رئيس الوزراء سعد الحريري منذ إعلانه استقالته، يجعل كل ما يصدر عنه من مواقف أو خطوات أو ما ينسب إليه لا يعكس الحقيقة".
وعزا المكتب الإعلامي للرئاسة اللبنانية ما يصدر عن الحريري إلى "الوضع الغامض والملتبس الذي يعيشه الرئيس الحريري في المملكة العربية السعودية، وبالتالي لا يمكن الاعتداد به".
كذلك دعا عون المشاركين غداً في "ماراثون بيروت" إلى التضامن مع الحريري والمطالبة بعودته.
وكان رئيس الجمهورية قد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتداول معه الأوضاع العامة والتطورات الأخيرة المتصلة بإعلان الرئيس سعد الحريري استقالة حكومته من الخارج.
وشدّد ماكرون على التزام فرنسا بدعم لبنان ووحدته وسيادته واستقلاله، والمساعدة في تثبيت الاستقرار السياسي والأمني فيه.
واستبعدت فرنسا، الجمعة، أن يكون الحريري خاضعاً للإقامة الجبرية في السعودية، مشيرة إلى عدم وجود أي قيود على حركته، كذلك أكّدت مسؤولة ألمانية أنّه ليس لدى برلين ما يدل على أنّ الرياض تحتجز الحريري.
كذلك استقبل عون ظهر اليوم في قصر بعبدا، المدير العام لجهاز الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي أطلعه على نتائج الاتصالات التي أجراها في عمّان مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفي باريس مع عدد من المسؤولين الفرنسيين.