واشنطن تلوح بحل عسكري لرد "عدوان" روسيا على أوكرانيا

02 مارس 2014
واشنطن تحذر روسيا بخيارات مفتوحة
+ الخط -

بوتيرة محسوبة بين التصعيد اللفظي وابقاء الباب مواربا للحل، نقلت الولايات المتحدة الأميركية عدة رسائل إلى روسيا اليوم الأحد لتطويق الأزمة في أوكرانيا، وفيما كان التهديد بخيارات مفتوحة من التلويح بحل عسكري، إلى المقاطعة الاقتصادية، ظلت واشنطن لغاية اللحظة متمسكة بالحلول الدبلوماسية.  

وفي أحدث رد أميركي، دان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مساء اليوم الأحد ما وصفه بـ "العمل العدواني الذي لا يصدق لروسيا في أوكرانيا".

وقال كيري في تصريحات لقناة تلفزيون "سي.بي.إس."، موجها خطابه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أنت لا تتصرف في القرن الحادي والعشرين بأسلوب القرن التاسع عشر بغزو بلد آخر بحجة ملفقة تماما."

لكن كيري أشار الى أن روسيا "ليس لديها مجموعة سليمة من الخيارات يمكن ان تستخدمها لنزع فتيل الأزمة". وردا على سؤال للتلفزيون عما إذا كان لدى الولايات المتحدة اي خيارات عسكرية مطروحة لمعالجة الأزمة قال كيري ان "الرئيس باراك أوباما لديه كل الخيارات".

وأضاف "تأمل الولايات المتحدة وأي شخص في العالم ألا يتصاعد الأمر إلى مواجهة عسكرية. لن يكون هذا في مصلحة العالم وأعتقد ان الجميع يدرك ذلك." ومضى يقول "نريد حلا سلميا من خلال المسار الطبيعي للعلاقات الدولية."

وحصل بوتين على موافقة من برلمانه امس السبت باستخدام القوة العسكرية لحماية المواطنين الروس في أوكرانيا في تجاهل لتحذيرات أوباما وزعماء غربيين اخرين. واستولت القوات الروسية على شبة جزيرة القرم على البحر الأسود التي توجد بها قاعدة بحرية لموسكو.

وقال كيري "هذا عمل عدواني لا يصدق. انه خيار مذهل ومتعمد، في واقع الأمر بوتين يغزو دولة أخرى. روسيا تنتهك سيادة أوكرانيا. روسيا تنتهك التزاماتها الدولية."

وأضاف: إن أوباما أبلغ بوتين في اتصال هاتفي استغرق 90 دقيقة امس السبت "ان من الضروري ايجاد سبيل مختلف للتراجع عن هذا الغزو. وأضاف إن دول مجموعة الثماني وبعض الدول الأخرى "مستعدة للذهاب الى أقصى مدى لعزل روسيا".

وتابع "انهم مستعدون لفرض عقوبات ومستعدون لعزل روسيا اقتصاديا. الروبل يشهد بالفعل انخفاضا. روسيا تواجه تحديات اقتصادية كبيرة."

وأشار إلى أن الخطوات المحتملة تتضمن حظر تأشيرات الدخول وتجميد الأصول وفرض عزلة تجارية مضيفا أن "المؤسسات الأمريكية قد تفكر أكثر من مرة في اقامة علاقات تجارية مع بلد يتصرف بهذا الشكل."

وشدد على أنه "ثمة تداعيات خطيرة للغاية قد تنجم عن هذا. هناك مجموعة موسعة من الخيارات المتاحة ليس للولايات المتحدة فحسب بل لحلفائنا أيضا".

ورغم المكالمة الهاتفية بين أوباما وبوتين واتصالات أخرى من قبل زعماء أوروبيين، لم تُظهر روسيا أي علامة على التراجع عن احتلالها الفعلي للقرم وتواجدها في شرق اوكرانيا.

واعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، الوضع في أوكرانيا بأنه "خطير وغير مستقر". وقالت أمام مجلس الأمن إنه "حان الوقت لإنهاء التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا". واجتمع مجلس الأمن في جلسة عاجلة، لليوم الثاني على التوالي، على خلفية الأحداث المتسارعة في أوكرانيا. وكانت الجلسة مفتوحة وبُثّت على الهواء مباشرة، بالرغم من الاعتراضات الروسية، ثم استؤنفت بشكل مغلق.

وتقول موسكو إنها تحمي حياة المواطنين المتحدثين بالروسية وتعتقد فيما يبدو أن الغرب لن يخاطر بالقيام بأي شيء يقترب من العمل العسكري ضدها.

كما حذر أمين عام حلف شمال الأطلسي "ناتو" اندرس فو راسموسن من أن تصرفات روسيا في اوكرانيا يمكن أن تزعزع الاستقرار في أوروبا.

 

مقاطعة وقلق أوروبيين

وفي ردود الفعل الأوروبية، أعلنت فرنسا تعليق مشاركتها في الاجتماعات التحضيرية لقمة مجموعة الثمانية المرتقبة في مدينة سوتشي الروسية.

وقال مصدر في مكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "لقد علقنا مشاركتنا في الاجتماعات التحضيرية (لمجموعة الثماني)".

ووصف وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الوضع في أوكرانيا بـ"الخطير للغاية"، وحث روسيا على وقف الاعتداء على سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.

وأضاف في بيان أنه "من الضروري على نحو عاجل أن يتوقف كل المسؤولين عن اتخاذ خطوات أخرى لن تعتبر سوى استفزاز".

وأكد أن روسيا ليس من حقها نشر قوات عسكرية في أراض تخضع لسيادة أوكرانيا خارج إطار معاهدة بشأن الأسطول الروسي في البحر الأسود.

وكانت كندا سباقة في اتخاذ مواقف عملية ضد التدخل الروسي، عندما أعلنت سحب سفيرها من موسكو، ومقاطعة اجتماعات قمة مجموعة الدول الثماني الاقتصادية الكبرى، التي سترأسها روسيا في يونيو/ حزيران المقبل.

كما كان للصين، التي ترتبط مع روسيا بعلاقات وثيقة، موقف من الحدث الأوكراني تمثل في إبداء القلق والدعوة الى ضبط النفس. وقالت وزارة الخارجية في بيان: "ندين التصرفات شديدة العنف التي تشهدها أوكرانيا في الآونة الأخيرة ونواصل حث جميع الأطراف في أوكرانيا على حل خلافاتهم بهدوء في إطار قانوني وعلى حماية الحقوق القانونية لجميع أفراد الشعب الأوكراني".

 

اعتقالات في موسكو

وفي موسكو، اعتقلت القوات الأمنية الروسية نحو 40 من معارضي الغزو الروسي لمنطقة القرم، خلال تظاهرة في العاصمة الروسية بالقرب من وزارة الدفاع الروسية.

وفي شبه جزيرة القرم، نقلت وكالة "انترفاكس" الروسية، عن مصدر في وزارة الدفاع الأوكرانية قوله إن جنوداً روساً صادروا أسلحة من قاعدة رادار ومنشأة تدريب بحرية، وحثوا الجنود هناك على الوقوف إلى جانب الزعماء "الشرعيين" للقرم (في إشارة إلى مؤيدي الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش).

كما صادرت مجموعة أخرى من الجنود الروس أسلحة من مركز تدريب بحري أوكراني في مدينة سيفاستوبول، التي توجد فيها قاعدة أسطول البحر الأسود التابعة للجيش الروسي.

ونقلت وكالة "إيتار تاس" الروسية للأنباء عن جهاز حرس الحدود الروسي قوله إن نحو 675 ألف أوكراني فروا إلى روسيا في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، وإن هناك بوادر "كارثة إنسانية".