بدأت الطائرات الأميركية التي ستشارك مع سلاح الجو التركي في فتح الجبهة الشمالية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بالانتشار في الأراضي التركية. وفي هذا الإطار، حطّت 8 طائرات عسكرية أميركية، اليوم الأحد، في قاعدة إنجرليك الجوية بولاية أضنة، جنوبي تركيا.
وبحسب المعلومات الواردة، فإن 6 من الطائرات الأميركية التي حطت في إنجرليك هي من طراز "أف 16"، وواحدة من نوع "سي 5"، وأخرى من طراز "كي سي ـ 135".
يأتي هذا بينما قام "تجمع السلام" بتنظيم تظاهرة حاشدة في إسطنبول، للدعوة إلى العودة لوقف إطلاق النار في البلاد بين الحكومة التركية و"العمال الكردستاني". وحضر التظاهرة كل من صلاح الدين دميرتاش وفيغان يوكسداغ، الرئيسان المشاركان لحزب "الشعوب الديمقراطي" (ذي الغالبية الكردية)، وأيضاً 18 عضواً برلمانياً عن حزب "الشعب الجمهوري" (أكبر أحزاب المعارضة).
وتأسس "تجمع السلام" في 13 من تموز/ يوليو الماضي، قبل عودة الاشتباكات بين أنقرة و"الكردستاني"، مكوّناً من عشرات من منظمات المجتمع المدني مدعومة من حزب "الشعوب الديمقراطي"، وذلك عندما تسربت أحاديث عن تدخل تركي محتمل في الأراضي السورية، لضرب قوات الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) الذي سيطر على منطقة تل أبيض، وبدأ يشكل بالنسبة للحكومة التركية خطراً على الأمن القومي التركي.
وتم تنظيم التظاهرة في منطقة باكركوي في إسطنبول، حيث شهدت المنطقة نفسها احتفالاً واسعاً لـ"الشعوب الديمقراطي" بنتائج الانتخابات البرلمانية، في 8 يونيو/ حزيران الماضي، التي شهدت تقدماً واضحاً للحزب. وبينما رفعت في الاحتفالات السابقة الأعلام التركية وصور أتاتورك وصور زعيم الكردستاني عبد الله أوجلان، لم ترفع الأعلام التركية أو صور أتاتورك في هذه التظاهرة، واقتصر الأمر على صور عبد الله أوجلان وأيضاً شعارات "تجمع السلام".
وألقى دميرتاش في التظاهرة خطاباً وجّه من خلاله انتقادات شديدة للحكومة التركية ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، داعياً جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار، وذلك بينما وصل عدد من رسائل الدعم من قبل عدد من نواب حزب الشعب الجمهوري.
في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات بين قوات الأمن التركية والقوات التابعة لـ"العمال الكردستاني". وبحسب وكالة "الأناضول"، أسفرت العملية العسكرية التي يشنها الجيش التركي على معاقل "الكردستاني" في شمالي العراق، عن مقتل نحو 390 عنصراً تابعاً لـ"الكردستاني"، من بينهم قادة، وإصابة ما يقرب من 400 بجروح، نحو 150 منهم إصاباتهم خطيرة، منذ بدئها قبل أسابيع، وحتى أمس الجمعة.
وفي هذا السياق، أصيب مواطنان تركيان بجروح طفيفة، اليوم الأحد، في تفجير قامت به قوات تابعة لحزب "العمال الكردستاني"، استهدف قطاراً خلال رحلة داخلية شرقي البلاد، وذلك بعد ساعات من تعرّض أحد مقرات حزب "العدالة والتنمية" في إسطنبول إلى هجوم مسلح، أسفر عن جرح أحد المواطنين بجروح طفيفة.
ووقع التفجير على بعد 10 كيلومترات من بلدة كماه بولاية أرزيجنان، مستهدفاً قطاراً مكوناً من 11 عربة، اثنتان مخصصتان لنقل الركاب، والمتبقية لنقل البضائع، ما أدى إلى حدوث بعض الأضرار في عربات القطار، الذي كان متجهاً إلى بلدة "ديفريغي" بولاية سيواس، وسط البلاد.
اقرأ أيضاً: هجمات متفرقة لـ"الكردستاني" في تركيا