تناول وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، خلال زيارته إلى سيدني، اليوم الثلاثاء، الهواجس الغربية حيال المقاتلين الأجانب في صفوف المعارضة السورية والعراقية، واتفق مع أسترااليا على إحالة ما وصفه بقضية "الجهاديين"، إلى الأمم المتحدة، من دون أن يحدّد إن كانت ستحال إلى الجمعية العامة أو مجلس الأمن الدولي؛ خطوة تعكس مدى الرعب الذي تعيشه الدول الغربية من مواطنيها الذين يقاتلون في سورية والعراق، رغم أنّ تغطيتها لجرائم النظام السوري كانت السبب المباشر لشحن التطرّف.
وقال كيري بعد المحادثات الأمنية المشتركة في سيدني "ننوي أن نوحد جهودنا لإحالة هذه المسألة الى اجتماع الأمم المتحدة هذا الشهر وطرحها على جدول الأعمال". وتناولت المحادثات مسألة الأجانب الذين يغادرون الى مناطق القتال والانضمام الى صفوف معارضي نظامي السوري بشار الأسد والعراقي نوري المالكي، وضمنهم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وبالنسبة لسيدني، فانّ مسألة توجه مواطنيها إلى مناطق القتال في سورية والعراق، تشكّل هاجساً كبيراً لها، خصوصاً بعد ظهور العديد من الأستراليين في تسجيلات مصورة وهم يعلنون انضمامهم للقتال. وكانت صورة طفل أسترالي يحمل رأساً مقطوعاً لجندي في سورية، نشرها والد هذا الطفل على حسابه على "تويتر"، قد أثارت استنكاراً واسعاً لدى الأستراليين. مع العلم أن الدول الغربية وفي مقدّمتها الولايات المتحدة، ساهمت إلى حدّ كبير في تحوّل الثورة السورية إلى قتال أهلي، وزيادة التطرّف لدى الفصائل المقاتلة، من خلال تجاهلها لجرائم النظام السوري، وفي المقدّمة الهجوم الكيماوي على الغوطة، والذي وقع العام الماضي في مثل هذه الأيام، في 21 أغسطس/أب.
وقال كيري إن "أستراليا والولايات المتحدة ستعملان معاً على جمع خلاصات عن أفضل الخبرات في العالم في هذا المجال".