إسراء قبل إصابتها كانت إنسانة، وبعدها أصحبت إنسانة مختلفة تماما. إسراء بطبعها إنسانة مرحة ومحبوبة لدى الجميع، وتمثل لأصدقائها أهمية بالغة.
إسراء مثل الفراشة، تطير في كل مكان في أي وقت، فجأة الفراشة انكسر جناحها، ولم تعد تقدر على الطيران أو الحركة. أصيبت إسراء برصاصة غادرة، لا تميز بين الأشخاص، لو كانت الرصاصة تميز الأشخاص، لما أصابت إسراء!. لو كانت تعلم من هي إسراء لما أصابتها.
أصيبت إسراء في أهم ما عندها، حركتها أصيبت بالشلل النصفي السفلي التام، لتبدأ رحلة المعاناة حيث أصبحت إسراء جليسة الفراش.. كانت إذا نامت على أحد جنبيها، لا تستطيع التقلب على الجنب الآخر دون مساعدة.
في البداية فقدت إحساسها بأطرافها السفلية تماما، كانت إذا أرادت أن تتحرك، لا تستطيع إلا بواسطة الكرسي المتحرك، الذي كانت حتى لا تقدر على القيام من السرير إليه، والعكس، دون أن يحملها أحد.
بدأت رحلة العلاج الشاقة.. ولأن إسراء تحب الحرية، وتكره القيود، بدأت العلاج، وصبرت إلى أن بدأت تستجيب للعلاج ببطء. سافرت إسراء معي إلى السعودية، عند والدها، لتلقّي العلاج الطبيعي المكثف في مركز يعتبر من أكبر مراكز العلاج الطبيعي في الشرق الأوسط، حيث كانت تتلقى جلسات كهربية وإبرا صينية. بقيت معنا هناك 6 أشهر، وسعدت بتحسن حالتها رغم أنها كانت بطيئة. في المرة الأولى التي نجحت فيها بالوقوف، بعد أشهر من اليأس لعدم قدرتها على التحكم، وبعد محاولات كثيرة وسقوطها على الأرض، استطاعت أخيرا الوقوف لبضع ثوان.. كانت سعيدة جدا وكنا سعداء.
ظلت على الكرسي المتحرك شهورا طويلة، وهي صابرة، تتحمل كل الأعباء. ومع الاستمرار في العلاج الطبيعي المكثف، وأدوية الأعصاب أكرمها الله وبدأت تقف لأكثر من دقيقة وبدأت تتسند، على "المشاية" بذراعيها الإثنتين، وظلت عليها فترة طويلة.. حتى استطاعت التخلي عنها.
"إسراء في الأول مكانتش بتقدر تصلي ولا تعمل أي حركة من حركات الصلاة، في يوم جربت تركع فحاولت وقدرت تركع بعد أن فات أكتر من سنة. من فرحتها وإنها مش مصدقة، ركعت مرتين عشان تصدق!". "إسراء لسه يا دوب بتمشي بالعكاز خطوات قليلة داخل البيت".
وكانت عندما يريد أصدقاؤها أو أخواتها إسعادها، كانوا "يخرجوها بصحبتهم من دون العكاز لأنها مكانتش بتحب تمشي بيه".
إسراء خرجت في يوم من الأيام بصحبة أصدقائها، ولم تعد إلى الآن!، إسراء الآن بعد خطفها واختفائها لمدة 16 يوما، ظهرت في سجن القناطر للنساء!. بأي ذنب تسجن هذه المصابة التي لم تشف بعد، والتي لا تقدر على الحركة الكاملة، دون مساعدة الغير.
إسراء الآن داخل السجن تعاني من ضمور في عضلة الفخذ، وضعف إحساسها بقدمها اليمنى من تحت الركبة، وألم في قدمها اليسرى، بسبب عدم العلاج وعدم الحركة. "وجو السجن اللي يجيب المرض للسليم، فما بالك المريض اللي عنده إعاقة!". كنت وما زلت أتمنى أن تكون إعاقة مؤقتة.. إسراء معرضة للإصابة بالشلل مرة أخرى.
إسراء في إحدى زياراتنا لها تبكي وتقول: "أنا حاسة اني هتصاب بالشلل تاني".
منذ أيام قليلة كنا في زيارتها، وقالت لنا: "أنا مجدولة لنفسي أروح الحمام مرتين في اليوم بس، لأني مش قادرة أروح الحمام البعيد عن العنبر لوحدي".
إسراء بعد أن كانت تقول: "مش هستعمل العكاز تاني"، طلبت منا أن نحضر لها العكازين داخل السجن.
إسراء حالتها تسوء كل يوم عن الذي قبله. "أنا مقهورة على بنتي وهي بيحصل لها كده، وأنا مش قادره أعمل لها حاجة". إسراء بريئة بعفويتها.
"أي قوة تخليني أشوف بنتي تعبانة ومظلومة وبريئة من التهم المنسوبة لها، واسيبها وامشي وأنا عارفه انها بتعاني قهر الظلم ومررة الألم". ماهذه القوة؟!.. أهذا هو القانون؟!، هل القانون ظالم؟!.. أم هي قوة الظلم نفسه؟!.
"بنادي بأعلى صوتي، ارحموا إسراء وسيبوها تتعالج وتعيش حياتها".
أنادي: الحرية لـ"بنتي إسراء".. الحرية لإسراء الطويل.
(مصر)
إسراء مثل الفراشة، تطير في كل مكان في أي وقت، فجأة الفراشة انكسر جناحها، ولم تعد تقدر على الطيران أو الحركة. أصيبت إسراء برصاصة غادرة، لا تميز بين الأشخاص، لو كانت الرصاصة تميز الأشخاص، لما أصابت إسراء!. لو كانت تعلم من هي إسراء لما أصابتها.
أصيبت إسراء في أهم ما عندها، حركتها أصيبت بالشلل النصفي السفلي التام، لتبدأ رحلة المعاناة حيث أصبحت إسراء جليسة الفراش.. كانت إذا نامت على أحد جنبيها، لا تستطيع التقلب على الجنب الآخر دون مساعدة.
في البداية فقدت إحساسها بأطرافها السفلية تماما، كانت إذا أرادت أن تتحرك، لا تستطيع إلا بواسطة الكرسي المتحرك، الذي كانت حتى لا تقدر على القيام من السرير إليه، والعكس، دون أن يحملها أحد.
بدأت رحلة العلاج الشاقة.. ولأن إسراء تحب الحرية، وتكره القيود، بدأت العلاج، وصبرت إلى أن بدأت تستجيب للعلاج ببطء. سافرت إسراء معي إلى السعودية، عند والدها، لتلقّي العلاج الطبيعي المكثف في مركز يعتبر من أكبر مراكز العلاج الطبيعي في الشرق الأوسط، حيث كانت تتلقى جلسات كهربية وإبرا صينية. بقيت معنا هناك 6 أشهر، وسعدت بتحسن حالتها رغم أنها كانت بطيئة. في المرة الأولى التي نجحت فيها بالوقوف، بعد أشهر من اليأس لعدم قدرتها على التحكم، وبعد محاولات كثيرة وسقوطها على الأرض، استطاعت أخيرا الوقوف لبضع ثوان.. كانت سعيدة جدا وكنا سعداء.
ظلت على الكرسي المتحرك شهورا طويلة، وهي صابرة، تتحمل كل الأعباء. ومع الاستمرار في العلاج الطبيعي المكثف، وأدوية الأعصاب أكرمها الله وبدأت تقف لأكثر من دقيقة وبدأت تتسند، على "المشاية" بذراعيها الإثنتين، وظلت عليها فترة طويلة.. حتى استطاعت التخلي عنها.
"إسراء في الأول مكانتش بتقدر تصلي ولا تعمل أي حركة من حركات الصلاة، في يوم جربت تركع فحاولت وقدرت تركع بعد أن فات أكتر من سنة. من فرحتها وإنها مش مصدقة، ركعت مرتين عشان تصدق!". "إسراء لسه يا دوب بتمشي بالعكاز خطوات قليلة داخل البيت".
وكانت عندما يريد أصدقاؤها أو أخواتها إسعادها، كانوا "يخرجوها بصحبتهم من دون العكاز لأنها مكانتش بتحب تمشي بيه".
إسراء خرجت في يوم من الأيام بصحبة أصدقائها، ولم تعد إلى الآن!، إسراء الآن بعد خطفها واختفائها لمدة 16 يوما، ظهرت في سجن القناطر للنساء!. بأي ذنب تسجن هذه المصابة التي لم تشف بعد، والتي لا تقدر على الحركة الكاملة، دون مساعدة الغير.
إسراء الآن داخل السجن تعاني من ضمور في عضلة الفخذ، وضعف إحساسها بقدمها اليمنى من تحت الركبة، وألم في قدمها اليسرى، بسبب عدم العلاج وعدم الحركة. "وجو السجن اللي يجيب المرض للسليم، فما بالك المريض اللي عنده إعاقة!". كنت وما زلت أتمنى أن تكون إعاقة مؤقتة.. إسراء معرضة للإصابة بالشلل مرة أخرى.
إسراء في إحدى زياراتنا لها تبكي وتقول: "أنا حاسة اني هتصاب بالشلل تاني".
منذ أيام قليلة كنا في زيارتها، وقالت لنا: "أنا مجدولة لنفسي أروح الحمام مرتين في اليوم بس، لأني مش قادرة أروح الحمام البعيد عن العنبر لوحدي".
إسراء بعد أن كانت تقول: "مش هستعمل العكاز تاني"، طلبت منا أن نحضر لها العكازين داخل السجن.
إسراء حالتها تسوء كل يوم عن الذي قبله. "أنا مقهورة على بنتي وهي بيحصل لها كده، وأنا مش قادره أعمل لها حاجة". إسراء بريئة بعفويتها.
"أي قوة تخليني أشوف بنتي تعبانة ومظلومة وبريئة من التهم المنسوبة لها، واسيبها وامشي وأنا عارفه انها بتعاني قهر الظلم ومررة الألم". ماهذه القوة؟!.. أهذا هو القانون؟!، هل القانون ظالم؟!.. أم هي قوة الظلم نفسه؟!.
"بنادي بأعلى صوتي، ارحموا إسراء وسيبوها تتعالج وتعيش حياتها".
أنادي: الحرية لـ"بنتي إسراء".. الحرية لإسراء الطويل.
(مصر)