ساهمت وفاة مفتاحة الشامي الخزرجي، والدة رئيس الحكومة المغربية المكلف، عبد الإله بنكيران، مساء الإثنين الماضي، في "تذويب" الخلافات السياسية بين عدد من زعماء الأحزاب، خاصة بين بنكيران وإلياس العماري، الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة"، وعزيز أخنوش، زعيم "الأحرار".
وكان لافتا ضمن المعزين الذين حضروا إلى بيت رئيس الحكومة تواجد العماري، وهو الخصم اللدود لبنكيران، حيث شوهد وهو يعانقه بتأثر بالغ، الشيء الذي دفع بمراقبين إلى التساؤل إن كانت جنازة مفتاحة ستساهم في تليين المواقف والعلاقات المتشنجة بين الرجلين والحزبين.
وعمد حزب "الأصالة والمعاصرة" إلى تأجيل اجتماع داخلي من أجل تمكين قيادييه للذهاب إلى تعزية رئيس الحكومة، اذ وصل العماري إلى إقامة بنكيران رفقة قياديين من الحزب ذاته، حيث ساد جو حميمي بين قياديي "الأصالة والمعاصرة" وبنكيران، فرضته ظروف اللقاء الخاصة.
والتقى مساء اليوم الأربعاء أيضاً، بنكيران وأخنوش، الذي جاء لتعزية رئيس الحكومة المكلف، حيث تبادل الجانبان أطراف الحديث، دون التطرق لموضوع المشاورات التي يجريها بنكيران لتشكيل حكومته الجديدة"، وفق مصدر مقرب من رئيس الحكومة قال لـ"العربي الجديد" إن اللقاء كان بغرض التعزية وأمور خاصة أخرى فقط.
وعلى الرغم من أجواء الحزن الطاغية على بيت بنكيران، فإن وجوه رئيس الحكومة وزعيم "الأحرار" رفقة قياديين من ذات الحزب، أظهرت نوعاً من الانشراح والودية، ما دفع بعضهم إلى توقع قبول هذا الحزب المشاركة في الحكومة، خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتوقع المصدر ذاته، أن يجري رئيس الحكومة المكلف لقاء في الأيام القليلة المقبلة مع أخنوش من أجل حسم قرار "الأحرار" بشأن المشاركة في الحكومة من عدمه، مضيفاً أن زعيم "الأحرار" أطلق إشارات خلال تجمعاته الحزبية الأخيرة في طنجة ومراكش تفيد رغبة حزبه في المشاركة بالحكومة.
وهيأت أجواء جنازة والدة رئيس الحكومة المكلف أيضاً، لقاء آخر بين بنكيران وإدريس لشكر، الأمين العام لحزب "الاتحاد الاشتراكي"، لم يتبادلا خلاله سوى عبارات التعزية، وتذكر مناقب الراحلة، وأيضاً تأبين بنكيران لوالدة لشكر عند وفاتها قبل أشهر خلت، ما جعل اللقاء ودياً وحميمياً.