وبسبب الحساسية البالغة التي تمثلها الاعتداءات على حرية التعبير وعلى العمل الصحافي بشكل عام، يواصل الغربيون، من سياسيين ومواطنين وجمعيات مجتمع مدني، انتقاد بُطء المسؤولين والمحققين السعوديين في تقطير المعلومات التي بحوزتهم، والذين يحاولون التستر على الأهم منها، في انتظار نسيان الرأي العام الدولي هذه المأساة وبالتالي ذهاب دم جمال خاشقجي هدرًا.
كما تواصل وسائل التواصل الاجتماعي، تحديداً في الغرب، الحديث عن هذه الجريمة، منتقدة، في آن واحد، الجريمة غير المسبوقة ضد صحافي، وأيضاً "الغباء" الاستخباراتي السعودي في تنفيذ هذه الجريمة، ثم التستر عليها.
ولأنّ الحقيقة الرسمية لم تظهر بعدُ، رغم بعض التأكيدات الرسمية التركية عن الطريقة البشعة في التخلص من جثة خاشقجي، بعد قتله ثم تقطيع جثّته، ظهر في 6 نوفمبر/تشرين الثاني مقطع فيديو سويسري "ساخر"، لا تتجاوز مدته عشرين ثانية، بعنوان: "نطالب بالقنصلية"، في اقتباس مما قاله في وقت سابق الرئيس التشيكي لمجموعة من الصحافيين، الذين لا يُكنّ لهم كثيرًا من الود، حيث قال إنه يريد أن يدعوهم للقاء في القنصلية السعودية. وهو ما أثار غضب الصحافيين وكثير من المواطنين.
ويظهر في الفيديو شخصٌ يقدّم ما يُحتاج إليه من أجل تصفية "صحافي منشق"، ويظهر شخص يشبه الراحل جمال خاشقجي وهو مكبل، وهو يسأل: "ما الذي سيفيدك فيه منشار تشريح جثة من فولاذ لا يتأكسد، إذا لم يكن تحت إشارتك صحافي منشقّ. وكيف سيتسنى لك الاستفادة من التقطيع والنشر؟"، ويضيف، متسائلاً: "وإذا لم يكن حاضراً مختصٌّ في الطب الشرعي، كي يمنحك نصائح جيدة، فماذا سيكون مشروعك؟".
وهنا يأتي الجواب: "هذه هي مزايا القنصلية".
وبالطبع، وبسبب قسوة الجريمة، حظي هذا الفيديو السويسري، ولا يزال، بتعليقات كثيرة تسخر من الغباء السعودي، في اضطهاد المعارضين السياسيين، وتصفيتهم بطرق وحشية وغير مسبوقة، ومثيرة للاشمئزاز. وتساءل البعض عن هذا "الحجم" وهذا "الرأسمال" من العنف، لدى الساسة السعوديين، ضد شعبهم ومواطنيهم ومعارضيهم.
Twitter Post
|