استضافت الدوحة، على مدار يومين، منتدى قادة السكري، لعرض ودعم استراتيجيتها الوطنية لمكافحة المرض، ومناقشة أبرز التحديات الصحية المرتبطة به وسبل مكافحته، وتبادل الأفكار مع خبراء ومتخصصين لكيفية خلق بيئة مصممة للحد من انتشار السكري ودعم الجيل القادم لتحقيق حياة صحية.
وتهدف الاستراتيجية الوطنية القطرية لمكافحة مرض السكري، إلى توفير المشورة الطبية المتعلقة بنمط الحياة الصحي وإتاحة التعليم والإرشاد للمرضى من النوع الأول والثاني، بالإضافة إلى توفير خدمات ذات جودة عالية يمكن الوصول إليها بسهولة في المجتمع في كل مرافق الرعاية الصحية الأولية والثانوية والتأهيلية المتاحة.
وحذر الاتحاد الدولي لمرض السكري من أن ربع القطريين معرضون للإصابة بمرض السكري بحلول عام 2030، إن لم تُتخذ التدابير اللازمة لمواجهة المرض. ووفق وزيرة الصحة القطرية، حنان الكواري، فإن 1 من أصل 6، ما يعادل نحو 17 في المائة من المواطنين القطريين البالغين، يعانون اليوم من السكري. فيما بلغ حجم إنفاق النظام الصحي لعلاج مرضى السكري ومضاعفاته في قطر نحو 1.8 مليار ريال.
ولفتت الكواري، في كلمة ألقتها في منتدى "قادة السكري"، اليوم الثلاثاء، إلى أن نحو 50 في المائة من حالات الغسيل الكلوي للمرضى في قطر، ناتجة عن إصابتهم بالسكري، وما يقرب من نصف حالات مرضى الشريان التاجي الحاد مصابون بالسكري، وكذلك نحو 70 في المائة من حالات السكتة الدماغية إما مصابون بالسكري أو حالة ما قبل السكري. وقالت إنه "إذا بقي الحال على هذا المعدل، فإن تكاليف العلاج سترتفع على الأرجح بدورها لتصل إلى 4.9 مليارات بحلول عام 2035".
وتوقعت دراسة مسحية أجراها المعهد الوطني للسكري والسمنة في مستشفى حمد العام، زيادة عدد المصابين بالسكري في قطر من 200 ألف مصاب حالياً إلى 368 ألف مصاب بحلول 2055، حال لم يتم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتغيير السلوكيات والممارسات التي تتسبب في الإصابة بالسكري.
كذلك توقعت الدراسة زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من مضاعفات متقدمة للسكري لأكثر من 3 أضعاف، أي من 48 ألف مريض بنسبة 2 في المائة إلى 182 ألف مريض، بما يعادل 7 في المائة من إجمالي عدد السكان، وأن التكلفة السنوية لعلاج مرض السكري في قطر ستتضاعف بمقدار 4 أضعاف لتصبح 8.4 مليارات ريال بدلاً من 1.8 مليار ريال حالياً.
ويسترشد "منتدى قادة السكري" بالدروس المستفادة من النسخ السابقة للمنتديات التي عقدت في نيويورك 2007 وموسكو 2008 وبكين 2009 ودبي 2010 وكوبنهاغن 2012 وإسطنبول 2013.