كشف وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الخميس، أن بلاده قامت بمقاضاة وتطبيق العدالة على أشخاص ومنظمات، في حدودها، متهمين بتمويل الإرهاب، مشدداً على ضرورة عدم السماح للحكومات بأن لا تحترم سيادة القانون أو أن تستخدم الإرهاب ذريعة لمقاضاة خصومها السياسيين، لافتاً إلى أن "هذا مستخدم كثيراً في منطقتنا".
وشدد الوزير القطري، خلال كلمته الافتتاحية في مؤتمر وستمنستر لمكافحة الإرهاب في العاصمة البريطانية لندن، على أهمية تطبيق سلطة القانون لأن أحد أهم أسباب الإرهاب هو "غياب العدالة".
وأوضح بن عبد الرحمن، أن استخدام المنهج الأمني والاستخباراتي في مكافحة الإرهاب ضروري لكنه غير كافٍ، مؤكداً على أهمية تعزيز الإجراءات الأمنية الصارمة والمستدامة بما فيها الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية.
وقال الوزير إن: "الكثير أنجز لمكافحة الإرهاب العالمي والعنف، ولكن هذه المعركة لم تنته بعد، مؤكداً على أهمية الالتفات إلى الأسباب الجوهرية للتطرف مثل الاستبداد والعدوان وغياب العدالة.
ويعقد المؤتمر أعماله بحضور مسؤولين بريطانيين في مقدمتهم وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، ويطمح القائمون عليه أن يمثل فرصة لمناقشة معمقة من قبل صناع السياسات والمتخصصين في مجال مكافحة الاٍرهاب من أجل تقديم تصور لطبيعة التهديدات الإرهابية التي تواجه العالم مع هزيمة تنظيم الدولة تدريجياً.
كما يسعى المؤتمر لتقديم تصور لنظام تعاون دولي قانوني واستخباراتي وأمني من أجل تقليل قدرة المنظمات الإرهابية على شن هجمات.
ورحب وزير الخارجية القطري بتأسيس اللجنة البريطانية لمكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن مليون طفل معظمهم يعيشون في اليمن والعراق وسورية يمثلون نماذج للكوارث التي خلقتها الأيديولوجية الشريرة، ويمكن أن توجد في المنطقة كلها.
وأشار إلى أن الأطفال الذين عاشوا في ظل الفظائع التي ارتكبها النظام السوري أو تنظيم "داعش" الإرهابي أوالحرب في اليمن أصبحوا الآن شباباً لا أمل لهم في المستقبل.
وأوضح أن قطر تريد استئصال الراديكالية والإرهاب بكل أشكاله، وتسعى باستمرار إلى منهاج شامل لمواجهة التهديد العالمي.
وقال إنه منذ 2004 قامت قطر بخطوات لاستئصال تمويل الإرهاب المالي من خلال تطوير التشريعات وتحسين الرقابة المالية التي ما زالت قائمة وتحتاج مراجعة دائمة.
وأكد وزير الخارجية القطري، أنّ قطر ملتزمة مع حلفائها الدوليين بتعليم سبعة ملايين طفل لا يحظون بفرص للدراسة، بالإضافة إلى التمكين لنصف مليون من الصغار والشباب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سعياً منها لتخليصهم من اليأس والإحباط، كما نسعى لتعزيز فرص عمل لأولئك الشباب من خلال برامج مشتركة مع الهيئات الدولية.