يواجه وزير الداخلية التونسي، الهادي مجدوب، خلال الجلسة العامة للبرلمان الثلاثاء المقبل، أكثر من سؤال شفاهي من الكتل المعارضة، حيث لم تخفت بعد ردود الأفعال في ملف التعيينات في سلك المعتمدين (المسؤولين الجهويين، رتبتهم أدنى من المحافظ) رغم استقالة عدد هام من الأسماء التي واجهت نقدا لاذعا، فيما لا تزال استقالة المدير العام للأمن الوطني السابق، عبد الرحمان بلحاج علي، موضوع تساؤل من "الكتلة الديمقراطية".
وقدمت "كتلة الحرة" لـ"مشروع تونس" سؤالا شفاهيا لوزير الداخلية حول تسميات المعتمدين الجدد، معتبرة أن "الوزير مطالب بتقديم توضيحات حول استيفائهم للشروط القانونية حتى يحصلوا على المنصب"، وجاء في فحوى السؤال أن الكتلة ترغب في معرفة ما إذا كانت الوزارة أجرت الأبحاث اللازمة وتثبتت من استيفاء الشروط اللازمة للتعيين.
وأوضح عضو الكتلة، النائب صلاح البرقاوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن السؤال وجه لوزير الداخلية لا لرئيس الحكومة، "لأن كل التسميات في المسؤوليات الهامة في الدولة تخضع بالأساس إلى بحوث أمنية وتحقق من قبل وزارته". وأشار، في السياق ذاته، إلى أن "الهدف من السؤال هو التثبت مما إذا كان رئيس الحكومة قد عهد إلى وزير الداخلية القيام بهذه الأبحاث، أم تمت التسمية مباشرة ودون ذلك"؟
واعتبر البرقاوي، في تصريحه لـ"العربي الجديد"، أن هناك تأكيدات وردت للكتلة أن بعض ملفات للمعتمدين غير مكتملة، و"هي ليست مسألة شكوك، وإنما توفرت إثباتات على عدم توفر المؤهلات اللازمة"، مضيفا أن "أهم دليل هو العدول عن تسميات بعض المعتمدين، رغم أن الحكومة حاولت إخراج المسألة في شكل استقالات تلقائية من قبل المعينين لا تراجعا منها"، واصفا ذلك بـ"المسرحية المبتكرة سيئة الإخراج"، بحسب قوله.
يذكر أن رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، كان قد أكد في تصريح إعلامي مطلع هذا الأسبوع أنه "لا تغييرات ستطرأ على قائمة المعتمدين"، نافيا أن يكون في نيته تعديلها.
وفي سياق متصل، سيرد المجدوب على سؤال مقدم من النائب غازي الشواشي حول حقيقة الأسباب التي دفعت المدير العام للأمن الوطني السابق للاستقالة من منصبه، وقال الشواشي لـ"العربي الجديد" إن "الأسباب المعلن عنها للاستقالة غير معقولة".
وقد سبق أن صرح النائب عن حزب "النداء" سابقا، عبد العزيز القطي، أن بلحاج علي "يتجسس" على نجل الرئيس التونسي والمدير التنفيذي لحزبه، حافظ قائد السبسي، فيما دعم بلحاج علي ذلك في تصريح له إثر استقالته، مشددا على أنه "خضع لضغوطات من جهات سياسية".
وأعرب الشواشي عن أمله في "أن يكون الهادي مجدوب على قدر من "الجرأة" حتى يعلق على ذلك ويقدم التوضيحات اللازمة"، على حد تعبيره.