وقال إسبر، في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: "يبدو على نحو ما أن إيران تقترب ببطء من وضع يمكننا خلاله إجراء محادثات، ونأمل أن يمضي الأمر على هذا المنوال".
وتصاعدت التوترات بين البلدين منذ انسحاب ترامب العام الماضي من اتفاق عالمي مبرم في 2015 يهدف للحد من برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
ومنذ ذلك الحين كثّفت واشنطن عقوباتها على طهران لتهوي مبيعات النفط الخام الإيرانية بأكثر من 80 بالمئة.
وفي الوقت نفسه، انتقدت الولايات المتحدة خطة فرنسية لمنح إيران خطاً ائتمانياً بقيمة 15 مليار دولار، لكنها لم ترفضها تماماً.
ومنح روحاني، يوم الأربعاء الماضي، القوى الأوروبية شهرين إضافيين لإنقاذ الاتفاق متعدد الأطراف.
وتشير تلك التحركات إلى أن إيران والولايات المتحدة والقوى الأوروبية ربما تترك المجال مفتوحاً أمام الدبلوماسية لحل النزاع بشأن برنامج طهران النووي الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف لتطوير أسلحة نووية. وتنفي إيران سعيها لامتلاك قنبلة نووية.
من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، إنّ "بريطانيا ستقدم العون للولايات المتحدة دائماً على مسار المحادثات مع إيران إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق"، لكنه حذر من أنه يجب الحكم على إيران من خلال الأفعال لا الأقوال.
وأضاف والاس، في مؤتمر صحافي مع إسبر: "الأفعال أعلى صوتاً من الأقوال، لذا أعتقد أننا سنعاملهم (إيران) بأفعالهم لا بأقوالهم".
وذكر والاس "لكن إذا كان هناك اتفاق يمكن إبرامه سنساعد الولايات المتحدة دوماً بالطبع في هذا المسار لأني أعتقد أن السلام والاستقرار في هذه المنطقة هو الشيء الأهم".
إسبر يهاجم الصين وروسيا
إلى ذلك، دعا إسبر، اليوم الجمعة، حلفاءه الأوروبيين ليكونوا قلقين من النفوذ الصيني المتزايد.
وفي كلمة في مركز بحثي بريطاني، الجمعة، قال إسبر إن البلدان التي تنمو بالاعتماد كثيراً على الاستثمار والتجارة الصينيين سوف تصبح عرضة للإكراه والعقاب عندما تتصرف خارج رغبات بكين.
تأكيد إسبر على أن الصين تسعى لتوسيع دائرة نفوذها على حساب الآخرين، أحجمت عنه الحكومات الأميركية بشكل عام طيلة سنوات، بما في ذلك حقبة حكم إدارة الرئيس باراك أوباما.
ويبدو أن نقل إسبر لهذه الرسالة إلى لندن يوحي بأن الأوروبيين لا يشاركون الولايات المتحدة مخاوفها التي غالباً ما تتركز على مساعي الصين لتسليح مناطق متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي وفائض ميزانها التجاري الضخم مع الولايات المتحدة.
وقال إسبر: "أحذر أصدقائي في أوروبا هذه ليست مشكلة في أرض بعيدة لا تؤثر عليكم".
وعلى المنوال ذاته، شنّ إسبر هجوماً على روسيا لانتهاكات قيود إنتاج الأسلحة وللاعتداءات في أوروبا بما في ذلك ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 وما سمّاه اعتداء موسكو المتواصل في شرقي أوكرانيا.
وخلال جلسة طرح أسئلة أعقبت تصريحاته المعدة سلفاً، قال إسبر إن الصواريخ الروسية من طراز كروز الموجهة صوب أوروبا "ربما تكون حاملة لرؤوس نووية".
وكان إسبر يدافع عن حجة إدارة دونالد ترامب على ضرورة أن يبذل الغرب المزيد من الجهد لمواجهة ما سماه جهود الصين وروسيا من أجل "تعطيل النظام الدولي" من أجل مصلحتهما.
وقال إسبر: "سرقة الصين للتكنولوجيا لتحقيق مكاسب عسكرية باتت صادمة".
وكان هذا أول خطاب سياسي رئيسي لإسبر منذ أن أصبح وزيراً للدفاع في يوليو/ تموز.
وتصريحات إسبر من حيث اللهجة والمضمون أظهرت تبني وزير الدفاع الأميركي لما أصبح نهجاً عاماً في واشنطن يشير تحديداً إلى أن الصين هي التهديد الأكبر للأمن العالمي على المدى البعيد.
وقال "لكل من يتساءل عن شكل عالم تهيمن عليه بكين أدعوكم جميعاً أن تنظروا كيف يعاملون شعبهم، داخل حدودهم".
مباحثات بشأن مضيق هرمز
في سياق متّصل، قال مسؤول أميركي في وزارة الدفاع، وصفته وكالة "رويترز" بـ"الكبير"، إنّ إسبر ونظيرته الفرنسية فلورانس بارلي سيناقشان، غداً السبت، كيفية التنسيق بين القوات البحرية الفرنسية والأميركية لضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز.
وصرح المسؤول، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف قبل اجتماع إسبر مع بارلي في باريس: "ندرك اهتمام فرنسا بالمشاركة في حرية الملاحة وضمانها في الخليج، وسنتطلع إلى إيجاد طرق لتسخير واستخدام هذا الاهتمام للتنسيق بشكل أفضل مع مبادرتنا".
واستبعدت فرنسا الانضمام إلى تحالف تقوده الولايات المتحدة لحماية ناقلات النفط وسفن الشحن من تهديدات ربما تمثلها إيران في مضيق هرمز، لكنها دعت في المقابل إلى تشكيل تحالف أوروبي.