دعا وزير السياحة اللبناني، أرمني الأصل، أفيديس كيدانيان، الذين يطالبون بإقالته، على خلفية تصريحات اعتُبرت "تهجّماً على تركيا"، إلى التوجه للقضاء وحمل هذا الطلب. وقال كيدانيان في لـ"العربي الجديد" "هناك دوماً من يحاول انتهاز المواقف في لبنان، لذا أكتفي بدعوة المعترضين على تصريحاتي التلفزيوينة للتوجه إلى القضاء".
وكان لبنانيون قد طالبوا كيدانيان بالاستقالة، بعد تصريحاتٍ اعتبروها "تهجماً على تركيا"، إذ أشار خلال حلقة تلفزيوينة بُثت مساء الخميس - الجمعة إلى خصومة مع النظام التركي على خلفية اتهامها، بارتكاب "إبادة منظمة بحق الشعب الأرمني" مطلع القرن الماضي.
وفي معرض حديثه عن الوضع السياحي في لبنان توقّع تدفّقاً للسياح الخليجيين والأوروبيين والصينيين خلال أبريل/نيسان، عازياً ذلك إلى "الركود الذي تعاني منه دول الجوار"، واختار أن يُقدم تركيا كنموذج لهذه الدول، فقال "سعيد بالمشاكل عندهم لأنني لا أُحبهم". وتابع مؤكداً أنه لا يشجع السياحة ولا التجارة مع تركيا "لا من قريب ولا من بعيد، وأنا وإن كنت لا أدعو إلى منع السياح الأتراك من دخول لبنان، إلا أنني لن أستقبلهم بالتأكيد".
وفصل الوزير بين "النظام في تركيا وبين الشعب"، كذلك أكّد موقفه المعادي لتركيا، وقال "غير مسموح به لأنني وزير في الحكومة اللبنانية، لكنها قناعتني التي أُعبر عنها". وقد أثارت تصريحات كيدانيان موجة احتجاج واسعة لدى الرأي العام اللبناني، نتيجة تعاطف جزء من الشعب اللبناني مع تركيا، خصوصاً في أعقاب محاولة الانقلاب العام الماضي. ويتعزز هذا التعاطف مع وجود روابط اجتماعية واسعة بين الشعبين التركي واللبناني من خلال حاملي الجنسيتين، والمنحدرين من أصل تركي المُقيمين في لبنان.
يذكر أن تعداد اللبنانيين من أصل أرمني يتفاوت بحسب المصادر المتنوعة بين 60 و170 ألفاً بعد انتقالهم من تركيا إلى لبنان عبر سورية خلال الحرب العالمية الأولى، وتتنوع انتماءاتهم الطائفية بين "الأرمن الأرثوذكس"، و"الأرمن الكاثوليك"، و"الإنجيليين"، ويُقيمون في مناطق جبل لبنان وفي ضاحية "برج حمّود الأرمينية شمالي العاصمة بيروت، وفي بلدة عنجر بمحافظة البقاع، وفي مدينة طرابلس الشمالية. كذلك يحظون بتمثيل وزاري ونيابي دائم، وتمثلهم 3 أحزاب رئيسية هي "الطاشناق، الهنشاق، الرامغافار". وينتمي الوزير كيدانيان إلى حزب "الطاشناق".