ويواصل 15 أسيرا محررا من أسرى صفقة "وفاء الأحرار"، إضافة إلى الأسيرة المحررة بالصفقة ذاتها، هنية ناصر، ولليوم السادس عشر على التوالي، اعتصامهم المفتوح وسط مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، للمطالبة بإعادة الرواتب المقطوعة لنحو 277 أسيرا محررا بالصفقة من قبل الحكومة الفلسطينية، في ظل عدم الاستجابة لمطالبهم بإعادة رواتبهم المقطوعة.
وقال الأسير المحرر بصفقة "وفاء الأحرار"، وأحد الأسرى المحررين المعتصمين، منصور شماسنة، لـ"العربي الجديد"، إننا "توجهنا، وللمرة الثانية، إلى وزير المالية، شكري بشارة، من أجل إيصال كتاب له أو الاجتماع به لشرح قضية قطع رواتبنا، لكنه لم يخرج لنا ولم نتلق أية إجابة أو حل، ولم يبعث لنا أي أحد. لذا وفي وقت يتنصل فيه الكل من هذا الموضوع ولم يتبنّه أحد، فإننا نأمل من الرئيس محمود عباس أن يحسم هذا الأمر، وإيجاد حل له، وبعدما أخبرنا الجميع ممن توجهنا إليهم أن القضية ليست لديهم، فإننا بصدد التوجه إلى أعلى سلطة في البلد، وهو الرئيس عباس".
وكان الأسرى المحررون بصفقة "وفاء الأحرار" قد اتهموا، أمس الأحد، وزير المالية الفلسطيني بعدم استقبالهم، أو استلام كتاب يودّون من خلاله الاستفسار عن سبب قطع رواتبهم، منذ مطلع الشهر الماضي، فيما حاول "العربي الجديد" التواصل مع أحد المسؤولين في وزارة المالية، لكنه لم يتمكن من ذلك.
ولفت شماسنة إلى أنه التقى بمقر المقاطعة بالرئيس عباس خلال فترة العيد، ممثلا عن المحررين بصفقة "وفاء الأحرار"، إذ ذهب ليهنئه بالعيد، ضمن الوفود المهنئة الأسبوع الماضي، وسلم ديوان الرئاسة رسالة يوضح فيها الأسرى قضيتهم، لكنهم لم يتلقوا أية إجابة للآن.
ووفق الأسير المحرر شماسنة، فإن الرسالة تم تسليمها لديوان الرئاسة بعد الالتقاء بعباس وتهنئته، وأنه ابتسم والتقطنا صورة معه، وقال لنا "إن شاء الله"، وأن مضمون الرسالة يأتي ضمن مخاطبة الرئيس الفلسطيني كرئيس للسلطة الفلسطينية، حيث يأمل محررو الصفقة أن "يبقى الرئيس الحافظ لحقوقهم والراعي لها، وأن تعود الحقوق إلى أصحابها".
في غضون ذلك، أكد شماسنة أنه "رغم الحر الشديد فإن الأسرى المحررين بالصفقة المقطوعة رواتبهم مصرون على مواصلة فعالياتهم الاحتجاجية حتى نيل حقوقهم، ولن يتراجعوا إلا بإعادة رواتبهم المقطوعة، ولمكانتهم، لأن ما حدث يعد تجريدا لنضالهم، والأصل أن لا يعاقبوا".
ومنذ فجر يوم العيد، الأحد الماضي، يعتصم 15 أسيرا محررا بالضفة، إضافة إلى الأسيرة المحررة في الصفقة ذاتها، هنية ناصر من بلدة دير قديس بمحافظة رام الله والبيرة، التي قطع راتبها أيضا، في خيمة التضامن المقامة على ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله، للمطالبة بإعادة رواتبهم المقطوعة، بعدما تم فض اعتصامهم، فجر العيد، من قبل الأمن الفلسطيني، حيث كان الاعتصام موجودا قبل ذلك بأسبوع أمام مقر الحكومة الفلسطينية برام الله، وتمت مصادرة ممتلكاتهم الشخصية وإزالة خيمة الاعتصام، وفق الأسرى المحررين.
ووفق المعتصمين، فقد قطعت رواتب 277 أسيرا محررا أفرج عنهم بصفقة "وفاء الأحرار"، منهم الآن 55 داخل سجون الاحتلال، و30 أسيرا محررا الآن هم خارج سجون الاحتلال، والبقية مبعدون إلى غزة وخارج الأراضي الفلسطينية.