وساهمت لقاءات وزير خارجية موريتانيا مع مسؤولين في الحكومة المغربية في عودة نوع من الدفء إلى علاقات البلدين الجارين، عقب تقلبات دبلوماسية و"أزمة" وصفها كثيرون بالصامتة بين الرباط ونواكشوط، خاصة مع عدم انقطاع صلة هذه الأخيرة مع قيادات جبهة البوليساريو، خصم الوحدة الترابية للمملكة.
وصرح رئيس الحكومة المغربية، اليوم، بأن العلاقات بين البلدين "متينة وقوية"، وبأن الرباط "مستعدة لتطوير هذه العلاقات من خلال توسيع وتنويع مجالات التعاون، وتجويد العلاقات على مستويات مختلفة".
وتوقف العثماني عند "آفاق التعاون الواعدة بين المملكة وموريتانيا، وإمكانية التنسيق في عدد من المجالات، في مقدمتها الفلاحة والصيد البحري، وكذا تبادل التجارب في مجال التكوين المهني والتعليم العالي".
ولم تخرج تصريحات وزير الخارجية الموريتاني عن هذا السياق أيضا، إذ دعا إلى "تعزيز فرص التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، والاستفادة من الروابط المشتركة العديدة على جميع الأصعدة"، مؤكدا على "وجود تفاعل إيجابي بين البلدين بشأن عدد من القضايا الأساسية".
وكان وزير الخارجية الموريتاني قد اجتمع، أمس، مع نظيره المغربي، حيث اتفق الجانبان على ضرورة "تنسيق المواقف في القضايا ذات الاهتمام المشترك، خصوصا على مستوى المنظمات الإقليمية والدولية، وأيضا تناقشا بشأن الوضعية الجامدة الراهنة لاتحاد المغربي العربي" المشكل من خمسة بلدان، هي الجزائر وتونس وليبيا بالإضافة إلى المغرب وموريتانيا.
مباحثات المسؤولين المغربي والموريتاني توقفت كثيرا عند إمكانية إحياء "الاتحاد المغاربي"، خصوصا في خضم جمود هياكله وعدم اجتماع قياداته منذ سنوات، بسبب الخلافات الثنائية بين البلدان الخمسة، ولا سيما بين المغرب والجزائر، بسبب قضية الصحراء، ما دفع البعض إلى ترقب الدور الموريتاني في تقريب وجهات النظر بين الرباط والجزائر في هذا الملف.