قال وزير الصناعة الفرنسي، كريستوف سيريج، إن أوروبا مستعدة للقتال والرد على سياسة الحمائية الاقتصادية التي وعد الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بانتهاجها، وذلك من سياسات مماثلة لتلك المستخدمة لمكافحة الممارسات الصينية اللاتنافسية.
وأضاف سيريج، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، ونشرتها اليوم الاثنين على موقعها الإلكتروني، أن أوروبا ببساطة لا تستطيع الوقوف موقف المتفرج في حالة مضي ترامب قدماً في وعود حملته التي تشمل خططاً لتمزيق أو إلغاء الاتفاقيات التجارية العالمية، وفرض تعريفات تأديبية وحواجز جمركية أعلى على التجارة.
وتابع: "إذا تبنى الحمائية التي وعد بها خلال الحملة الانتخابية فسيكون لأوروبا رد فعل على ذلك، وإننا بحاجة إلى ابتكار أدوات لأخذ رد الفعل".
وأشار إلى أن القارة قد توظف أدوات مالية وتشريعية مشابهة لتلك المستخدمة في مواجهة الممارسات الصينية التي تعتبر ضد التنافسية، وعلى سبيل المثال السياسة المتبعة لمحاربة التخلص من المخلفات في صناعة الحديد.
وقال وزير الصناعة الفرنسي: "لم نغلق حدودنا كرد فعل على الصينيين، بل ابتكرنا أداة تسمح لنا بمواجهة الممارسات غير العادلة بالخارج، فهناك أدوات مالية وتنظيمية، كما توجد مجموعة كاملة من الإصلاحات التي يمكن تطبيقها".
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب ركز تصريحاته المؤيدة لسياسة الحمائية الاقتصادية على آسيا والمكسيك، مما يهدد بفرض تعريفات بنسبة 45% على البضائع الآتية من الصين، وضريبة مماثلة بنسبة 35% على المنتجات المستورة من المكسيك، لكن هناك مخاوف من أن يكون لهذا الأمر تأثير يمتد إلى أوروبا، أو أن يتحول اهتمامه إلى أوروبا بعد ذلك.
واستطرد سيريج قائلاً: "لا أعلم ما ينوي القيام به بين إعلاناته كرئيس منتخب وتصريحاته خلال الحملة، من الصعب فهم خطته بالضبط".
وتم تعيين سيريج وزيرا للصناعة في فرنسا، في سبتمبر/أيلول الماضي، خلفا لإيمانويل ماكرون، أحد المرشحين للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها العام المقبل.
وكان دونالد ترامب قد وصف اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ بأنها "فظيعة"، ووعد ناخبيه بتوجّه حمائي للحفاظ على الوظائف الأميركية في وجه المنافسة الصينية والمكسيكية.
وقال مستشاره الجديد للشؤون الاستراتيجية، ستيف بانون، إن "أنصار العولمة قضوا على الطبقة العمالية الأميركية وأنشؤوا طبقة وسطى في آسيا". ورأى بانون، وهو من أنصار "القومية الاقتصادية" وشخصية مثيرة للجدل في الولايات المتحدة، أن "المسألة تتعلق الآن بالأميركيين الذين يحاولون عدم الوقوع ضحايا".
ورأى خبراء في الاقتصاد والتجارة الخارجية أنَّ المواقف المتشددة لدونالد ترامب والوعود التي أطلقها في حملته الانتخابية قد تشكل تهديداً على التجارة الخارجية الأوروبية.
فبعد فوز مرشح الحزب الجمهوري المفاجئ، سادت حالة من التوجس في أوروبا، كانت علنية على لسان السياسيين الألمان، من الضرر الذي سيلحقه سيد البيت الأبيض الجديد بالعلاقات التجارية.