وقالت أكبر أربع وسائل إعلام إخبارية في البرازيل إنها سحبت مراسليها من تغطية المقر الرسمي للرئيس بسبب انعدام الأمن لحمايتهم من الضرب وإساءة المعاملة من قبل أنصاره. وانضمت "أورغانيزاشيوس غلوبو" Organizações Globo، مالكة أكبر شبكة تلفزيونية في البلاد TV Globo، وصحف "أو غلوبو" O Globo و"فالور إيكونوميكو" Valor Economico، إلى تلفزيون "يانديرانتيس" Bandeirantes والصحف اليومية واسعة الانتشار "فولها دي ساو باورو" Folha de S.Paulo و"إستادو دي ساو باولو" Estado de S.Paulo، وقررت ليلة الاثنين تعليق التغطية في القصر، بحسب وكالة "رويترز".
ويأتي القرار بعد شهور من الهجمات الكلامية على الصحافيين خارج بالاسيو دا ألفورادا في برازيليا، من قبل أنصار الرئيس اليميني المتطرف. واعتاد بولسونارو التوقف عند مدخل القصر للتحدث إلى أنصاره، والتقاط صور شخصية معهم وإبداء التعليقات للصحافيين.
ولكن في الأيام الأخيرة هاجم أنصاره الصحافيين. ووصلت المضايقات إلى حدود جديدة، أول من أمس الإثنين، حيث تعرض الصحافيون إلى سيل شديد من الانتهاكات من قبل مؤيدي بولسونارو، الملقبّين بـ Bolsonaristas، إذ أظهرت لقطات تهجّم هؤلاء على الصحافيين ونعتهم بعبارات كـ"الحثالة والجرذان والمبتزين والشيوعيين والخادعين وأبناء العاهرات"، حسبما قالت "ذا غارديان".
وقالت صحيفة "فولها" إنها لن تستأنف التغطية إلا عندما تكون هناك ضمانات لضمان أمن الصحافيين. وقال تلفزيون "غلوبو" في بيان إلى مستشار الأمن القومي لبولسونارو، أوغستو هيلينو، إن "الاعتداءات" تتزايد وإن مراسليه لن يعودوا إلى المقر لأنه لم يكن آمنا". وقال مكتب هيلينو في بيان إنه يدرس الوضع بانتظام واتخذ "إجراءات كافية لضمان الأمن الكافي".
وفي 3 مايو/أيار الماضي، أي تزامناً مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، قام متظاهرون غاضبون في مسيرة مؤيدة لبولسونارو في برازيليا بطرد مصوّر وركله ولكمه على الأرض.
وتعامل بولسونارو مع أزمة كورونا بكثيرٍ من الاستخفاف، بعدما أنكر علناً خطورة الفيروس واعتبره "إنفلونزا طفيفة" ورفض ارتداء كمامة وشارك مع مؤيديه في تظاهرات رغم تفشي الوباء، كما أنّه لم يُبدِ أيّ تعاطفٍ مع معاناة الناس، بل استمرّ في هوسه بالاقتصاد والاستهزاء بإجراءات الإغلاق، بالإضافة إلى الهوس بعقار الكلوروكين المثير للجدل.