أكدت وزارة الخارجية العراقية اتخاذ جميع الخطوات الدبلوماسية اللازمة بشأن الوجود التركي في محافظة الموصل شمالي البلاد، موضحة أنها ستلجأ للأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية لإنهاء هذا الوجود، فيما دخلت الولايات المتحدة على خط الوساطة بين بغداد وأنقرة.
وقال وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، في بيان صدر اليوم الخميس، عقب لقائه ممثل الرئيس الأميركي في التحالف الدولي بريت ماكغورك، إن المهلة التي منحها العراق للقوات التركية للانسحاب من أراضيه انتهت.
وبيّن الجعفري أن بلاده ستلجأ للأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية والمنظمات الأخرى، لوقف ما سماه بـ"الخرق" الذي طاول سيادة العراق وسلامة أراضيه، ولفت إلى أن السيادة والتجاوز على الأراضي العراقية "خط أحمر".
وأشار الجعفري، إلى استدعاء السفير التركي في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج تطالب أنقرة بسحب قواتها، مؤكداً على احتلال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وأضاف: "العراق طلب دعماً مشروطاً بموافقة الحكومة والتنسيق معها".
وانتهت أمس الأربعاء المهلة التي منحها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى تركيا لسحب قواتها من البلاد، ولوحت وزارة الخارجية العراقية في وقت سابق بتقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن بشأن ما سمته "الانتهاك التركي" لسيادة العراق.
من جهته، قال ممثل الرئيس الأميركي في التحالف الدولي، إن بلاده تشجع على إقامة أفضل العلاقات بين العراق وتركيا، مؤكداً على أن السفير الأميركي في أنقرة أبلغ الحكومة التركية رغبة واشنطن بحل الأزمة مع بغداد دبلوماسياً.
اقرأ أيضاً: البرزاني في أنقرة... عهد كردي ـ تركي جديد
كما اعتبر ماكغورك، أن الولايات المتحدة تعتبر العراق وتركيا شريكين لها وتعمل على حل الأزمة بينهما سياسياً، مؤكداً خلال مؤتمر صحافي منفصل عقده في بغداد، أن التحالف الدولي سيوفر الغطاء الجوي للقوات العراقية في مواجهة تنظيم "داعش".
وحول إمكانية إرسال قوات عربية أو إسلامية إلى العراق، أكد المسؤول الأميركي أن الاستعانة بهذه القوات مرتبطة بموافقة الحكومة العراقية.
وصعّد برلمانيون من "التحالف الوطني" الحاكم الموقف تجاه تركيا على خلفية إرسالها قوات تدريب إلى شمال العراق، وقال النائب عن التحالف، حسن الأسدي، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق إنّ "البرلمان صوّت على قرار يدين التدخل التركي وانتهاك السيادة العراقيّة"، مبيناً أنّ "البرلمان خوّل الحكومة باتخاذ القرار المناسب إزاء هذا التدخّل".
من جهته، أشار النائب عن التحالف الوطني، حيدر المولى، إلى إنّ "التحالف قرر التحرّك باتجاه طرد السفير التركي من بغداد بسبب انتهاك سيادة العراق".
وقال المولى لـ"العربي الجديد"، إنّ "التحالف عقد اجتماعاً طارئاً لبحث الانتهاك التركي، وأفضى هذا الاجتماع إلى إدانة التدخّل، وتوجيه دعوة لوزارة الخارجية لإبلاغ السفير التركي بأنّه أصبح غير مرغوب به، وطرده من بغداد".
اقرأ أيضاً: البرلمان العراقي يدين تدخّل تركيا..وتحرّكات لطرد سفيرها