وقال شايع عبر اتصال لـ"العربي الجديد" إن "آلاف المدنيين القادمين من صعدة، وصلوا خلال الساعات الماضية إلى مدينة خمر التاريخية، باعتبارها المديرية الأقرب لمحافظة صعدة". مشيرا إلى أن أهالي المدينة عملوا على إيواء كثير من النازحين، لكن "تزايد الأسر النازحة حال دون قدرة الأهالي على استيعابهم، وهذا ما جعلهم يفترشون طرقات المدينة تحت الأمطار".
وطالب شايع المنظمات الإغاثية والجمعيات الخيرية المحلية بسرعة تقديم المساعدات المختلفة، على رأسها الغذائية والخيام للنازحين.
مشيرا إلى أن هناك تجاهلا رسميا للمطالبات والنداءات المستمرة، التي يطلقها المجلس المحلي لقيادة المحافظة ولأمين المجلس المحلي.
يقول: "حاولت الاتصال بقيادة المحافظة مرارا وتكرارا دون جدوى، كما أني أرسلت لهم رسائل هاتفية علها تصل".
وأضاف شايع: "لا أستطيع وصف ما شاهدته اليوم، فالناس تحت المطر ولا تجد ما يأويها، كما أن أغلب الأسر فقيرة وجاءت بما عليها من ملابس ولا تملك قوت يومها". واصفا أوضاع النازحين بالمأسوية.
وأكد أن عددا من الأسر النازحة من صعدة توجه إلى مركز محافظة عمران، وإلى مديرية ريدة في نفس المحافظة، لكن الأسر الفقيرة توجهت لمديرية خمر كونها أقرب محطة من محافظة صعدة.
مشيرا إلى أن أهالي مدينة خمر يساعدون النازحين بجهود ذاتية، لكن مبادرات الأهالي لن تكفي وسيواجه النازحون مخاطر مختلفة خلال الأيام القادمة.
وأوضح شايع أن مدينة خمر تعاني من شح شديد للمياه، وأن سعر صهريج الماء الصغير يتجاوز الـ 12 ألف ريال يمني (عشرة دولارات) في الأوضاع الطبيعية، مؤكدا أن مجيء النازحين سيفاقم معاناة أهالي المدينة، بخاصة مع شح السلع الغذائية.
ويضيف: "نزح خلال الأسابيع الماضية كثير من الأسر من صنعاء بسبب الحرب، ونزوح أبناء صعدة بمثابة كارثة أخرى ستصيب المدينة".
مبينا أن انعدام وقود السيارات والغاز المنزلي والانقطاع التام للكهرباء، كلها عوامل تزيد من معاناة أهالي المدينة والنازحين، بحسب قوله.
وأشار شايع إلى أنهم كلفوا أشخاصا يقفون في الطرقات "لإرشاد الأسر النازحة التي ما زالت تنزح حتى اللحظة، وتوجيهها إلى المدارس والمرافق الحكومية".
لافتا إلى أن أهالي المدينة قاموا بتسكين أعداد من النازحين في المرافق الحكومية والمستشفيات والمدارس، وهذا ما يعني "توقف العملية التعليمية والمعاملات والدوام الرسمي في المرافق الحكومية الموجودة في المدينة". حيث يبلغ عدد المدارس في مديرية خمر 70 مدرسة أساسية وثانوية للبنبن والبنات.
اقرأ أيضا: صعدة اليمنية.. محافظة منكوبة
من جانبه، قال الناشط الحقوقي رياض الصعري، إن أكثر من 800 شخص من أهالي صعدة نزحوا قبل أسبوعين إلى مدينة خمر، وتم استيعابهم عند أقربائهم وأهاليهم في المدينة. مشيرا إلى أن مدينة خمر تعيش كثافة سكانية غير مسبوقة مع نزوح آلاف من أهالي صعدة خلال الساعات الأخيرة.
وقال الصعري لـ "العربي الجديد"، إنه وكثير من زملائه في المدينة يعملون منذ صباح أمس الجمعة، في البحث عن مأوى لكثير من الأسر. مؤكدا أن شوارع المدينة مليئة بالسيارات والنساء والأطفال الذين يبحثون عن مأوى يقيهم من مطر وبرد المدينة.
ويضيف: "نحاول الضغط على العقال (شيوخ الحارات) والمجالس المحلية بهدف القيام بواجبهم تجاه هذه الكارثة الإنسانية". لافتا إلى أن عددا من شيوخ وعقال مدينة خمر والذين يعيشون في صنعاء، مثل (الشيخ صادق الأحمر وأسرة مجاهد ابو شوارب) أبدوا استعدادهم لتفريغ منازلهم لإسكان لنازحين.
يقول الصعري: لم نستطع تسكين كل النازحين، ولهذا كنا نمشي من شوارع المدينة ونحن نخفي وجوهنا خجلا من النازحين في الطرقات، الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويتعرضون للمطر والبرد".
إلى ذلك، أجبر عبدالسلام الحبابي (وهو أحد سكان صعدة وينتمي إلى منطقة حبابة) على بيع مواشيه وتصفية أعماله بأثمان منخفضة، ليتمكن من الخروج من صعدة بعد إعلان استهدافها من التحالف.
يقول لـ "العربي الجديد": "أعمل في بيع المواشي وأسكن في مدينة صعدة، ومنذ إعلان التحالف صعدة محافظة مستهدفة، عملت على بيع كل ما أملكه هنا بأثمان رخيصة كي أعود إلى منطقتي حبابة التي تقع على مشارف صنعاء".
وفي السياق، نشر ناشطون نداء استغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، يهدف إلى مساعدة النازحين من أبناء صعدة، في كل من مدينة خمر وريدة ومركز محافظة عمران المحازي لصعدة، بالإضافة إلى صنعاء.
وكان المتحدث باسم التحالف العربي، العميد أحمد عسيري، قد طالب، مساء الخميس، المدنيين في محافظة صعدة اليمنية بالابتعاد عن منازل ومواقع قيادات جماعة أنصار الله (الحوثيين) مشيرا إلى أن طيران التحالف سيستهدف مدينة صعدة خلال الفترة القادمة بعد اعتداء الحوثيين على جيزان ونجران الحدوديتين".
وأكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أمس الجمعة، أن التحالف العربي سيبدأ في تطبيق هدنة مشروطة في اليمن، تبدأ الثلاثاء المقبل.
اقرأ أيضا: الخبز اليمني.. كفاف يوم اليمنيين وحنينه