وقال مصدر عسكري إن قائد قوات مكافحة الإرهاب في العراق، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، وصل صباح اليوم الخميس إلى كركوك، مع عدد من القيادات العسكرية الأخرى، مبينا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الساعدي التقى الضباط العراقيين المسؤولين عن أمن المحافظة.
ولفت إلى أن وصول رئيس جهاز مكافحة الإرهاب إلى كركوك جاء في الوقت الذي تشهد فيه المحافظة أزمة خانقة على خلفية رفع الأعلام الكردية، متوقعا أن يحمل الساعدي معه خططا لحفظ الاستقرار في كركوك.
وبين أن القيادات السياسية العربية التركمانية في كركوك أجرت خلال الساعات الماضية اتصالات مكثفة في ما بينها من أجل تنسيق المواقف والتوصل إلى موقف موحد تجاه قيام حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" وأحزاب أخرى برفع الأعلام الكردية فوق مقراتها.
عضو الجبهة العربية في كركوك محمد الجبوري، أوضح في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن الأحزاب الكردية رفضت إنزال علم الإقليم عن مبانيها ولم تستجب لأوامر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي التي أصدرها ليلة أمس بالإبقاء على العلم العراقي فقط.
ولفت إلى أن تجمعات أنصار الأحزاب الكردية حول سواري العلم حالت دون تنفيذ ذلك، متهما في الوقت نفسه "بعض الأطراف في أربيل والسليمانية بالتأثير على أمن المدينة".
وأكد أن القوات العراقية الاتحادية هي التي تمسك بأمن المدينة وإدارتها المدنية مستمرة في عملها، "ولن تكون هناك فرصة لأي طرف لفرض رؤيته على كركوك باستثناء رؤية بغداد وإرادتها"، وفقا لقوله.
من جهته، انتقد عضو البرلمان العراقي السابق عن محافظة كركوك، القيادي التركماني فوزي أكرم ترزي، ما وصفها بسياسات الإقصاء ضد مكونه، مبينا خلال مقابلة متلفزة، أن التركمان قدموا الكثير من التضحيات في كركوك ومناطق أخرى، إلا أنهم لم يحصلوا على شيء.
وفي السياق، قال قائد "القوات 80" بـ"البشمركة"، نجاة علي، إن الأوضاع الأمنية في كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها، تتطلب تنسيقا ثلاثيا بين القوات العراقية و"البشمركة" والتحالف الدولي، موضحا خلال كلمة بحفل عسكري في أربيل، أن الحكومة الاتحادية في بغداد يجب أن تتخذ إجراءات كفيلة بحل الأزمات في هذه المناطق التي لا يمكن أن تحل بالقوة العسكرية.
وحتى مساء أمس، الأربعاء، كانت أعلام إقليم كردستان العراق الستة التي رفعتها قوى كردية في مناطق عدة من مدينة كركوك، لا تزال في مكانها، وسط تأهب أمني عراقي، تحسباً لأي احتكاك بين المكونات القومية الثلاثة، العربية والتركمانية والكردية، وسط تأكيدات على بدء الحكومة العراقية اتصالات واسعة مع قيادات كردية لتجنّب افتعال أزمة جديدة في المدينة، وذلك في ظل توافق تركماني مع القوى العربية في المدينة على رفض رفع علم إقليم كردستان العراق في كركوك.